اعترافات مفحط

كنت أريد أن أعنون هذا المقال بشارع البراميل، لكونه أشهر شارع لدى المفحطين، وهم يسمونه بهذا الاسم بسبب البراميل الموجودة فيه، والحقيقة أنهم هم براميل فارغة تقود بل تتدحرج بالسيارات، لذلك تجدهم يقودونها بالعرض في الشوارع، وهم براميل أيضاً لأنهم من نتاج براميل النفط التي جعلت السيارة في أيديهم سلاحاً لايعون خطورته إلا بعد سنوات من “الخدمة” !،” الرياض” أجرت حواراً مع مفحط، تائب! الأسبوع الماضي، لخص لنا ببساطة ما نحن غافلون عنه من دموية هذه الظاهرة والمآسي التي سببتها وسهولة التهرب منها، والواقع العجيب لمواجهتها؟!
أقتطع بعضاً من هذا الحوار الذي لم يخلُ من.. تفحيط؟!
وهي هنا على لسان المفحط.. سابقاً:
( قبض علي أكثر من أربعين مرة، ولكن في أغلبها لا تثبت علي التهمة لأنني أقول لهم ” ماهو أنا اللي أسوق السيارة” فالسيارات التي أقودها باسم غيري لأنني أعرف النظام).
والعميل الرسمي لمساعدة الشباب على التفحيط هو محلات تأجير السيارات لأن الشروط التي يكتبونها لاتطبق ولاصحة لها فتأتي بصورة بطاقة أحوال تأخذ سيارة، وكنت أستأجر من عندهم بشروط سهلة جداً..!!..
( أنا أتحدى أغلب المفحطين أن يفحطوا إذا لم يكونوا سكارى حتى أنه تحصل منهم حوادث شنيعة لا يدرون بها، حتى أن احدهم أثناء تفحيطه صدم ثمانية أشخاص وقتلهم ورأيتهم يموتون أمامي والمشكلة أنه سجن ثمانية أشهر ثم خرج من السجن… حدث ذلك في رمضان الماضي وخرج من السجن بعد أن وقع” يظهر أنه دفع” ديات الثمانية وأنا أعتبر هذا شيئاً غير منطقي أن يقتل ثمانية أنفس ثم يسجن ثمانية أشهر، وأعتقد أن مسمى التفحيط هو القتل العمد.. فإذا زعل أحد المفحطين على أحد هدده بأن يصدمه في الشارع ويسجن بعدها ستة أشهر (…) وأحد الحوادث حدث في الثمامة حيث توفي اثنان والذي صدمهم كاتب على سيارته.. ” خلهم ينفعونك”..!.. وأحد المصدومين كانت رقبته مخرومة وهذا المشهد كان من المؤثرات الكبيرة في توبتي، وقد دفع المفحط 120ألف وخرج بعد ثمانية أشهر فقط من السجن).
” هناك مفحطون معروفون لا يفحطون إلا بسيارات مسروقة من أجل أن إذا صدموا يتركونها ويمشون.. فأحد هؤلاء المفحطين المشهورين حكم عليه بالسجن 16سنة لأنه سرق في حياته 90سيارة”.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، ماذا يمكن أن أقول؟ إذا شركات تأجير السيارات مستفيدة من الوضع والسيارات تم التأمين عليها!؟، وعدم الاهتام الأمني الحقيقي بظاهرة سرقة السيارات واعتبارها من مسؤوليات صاحب السيارة لأنه مهمل، ليأتيه الجواب المعروف إذا وجد من يلتفت إليه.. ” أنت أحسن من غيرك” ساعد بلا شك على تزايد ظاهرة التفحيط المجاني! وماذا جنينا.. القتل، واحد يقتل ثمانية أنفس يسجن ثمانية أشهر، بعد أن يدفع الديات؟! وواحد يسرق 90سيارة يسجن ستة عشر عاماً، ولا زالت يداه تستطيعان مسك المقود؟! أهذه قيمة البشر.. وحلالهم؟،يجعلني كل هذا أفهم استيعاب ذاك المفحط الذي كتب عبارة ” خلهم ينفعونك ” على سيارته… صحيح.. ” خلهم ينفعونك” !؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.