جمعية «ماعلينا منكم»

يظهر لي أن جمعية حماية المستهلك ستتحول إلى عبء إضافي على المستهلك، مثل جهات أخرى كانت منذ زمن طويل مكلفة حمايته ولم تحقق تقدماً يذكر.
السبب هو التصريحات التي نشرتها «الحياة» لرئيس الجمعية الدكتور محمد الحمد. الزميل محمد المرزق نقل كلام رئيس الجمعية على هامش ندوة «واقع وآفاق حماية المستهلك في السعودية»، والحقيقة أن زبدة التصريحات شخّصت بالكلام الأكيد واقع وكذا آفاق حماية المستهلك المستقبلية! يمكن اختصارها في عبارة «مستقبل المستهلك راح فيها».
أسوق هنا، في نقاط، بعض الخطوط الرئيسية لتصريحات رئيس الجمعية ليكون القارئ على بينة.
أشار إلى أن أحد أسباب انتشار الغش يرجع إلى المستهلك، الذي لا يطالب بالجودة، موضحاً أن «أجهزة الرقابة الحكومية والجمعية، لا تستطيع فعل شيء تجاه ذلك».
قال إن أحد اختصاصات الجمعية تكمن في «تلقي الشكاوى».
طالب بدعم رجال الأعمال للجمعية!
ثم خلص إلى أن المستهلك مسؤول عن حماية نفسه من الغش.
يتضح مما سبق أن المستهلك هو الذي يذهب للتاجر ويطالب بسلع منخفضة الجودة(؟) «الله يهديه» هذا المستهلك «غثنا» بكثر شكاواه وهو أصل الداء! وما دام الدكتور الحمد قرر أن أجهزة الرقابة الحكومية والجمعية لا تستطيع فعل شيء تجاه ذلك، فلماذا تجتمع وتعقد الندوات؟ ولماذا من الأصل حرصه الذي عرفته على إنشاء جمعية لا تستطيع فعل شيء، مع صك براءة لأجهزة الرقابة الحكومية قدمته الجمعية باسمه.
من المهم التذكير بتصريح شهير للملحق التجاري في سفارة الصين في الرياض، إذ ذكر أن التجار السعوديين هم من يطالب بخفض جودة المنتج لتعظيم الأرباح، بالطبع هم يطالبون بذلك لأن المستهلك قدم «معروضاً» بإلحاح لهم لهذا الغرض.
المواصفات تمدد عاماً كاملاً لتجار المقابس والأفياش لتصريف منتجاتهم غير المطابقة والخطرة على السلامة. التصريف سيتم لمنزلي ومنزلك، على طريقة «عفا الله عمّا سلف… مستقبلاً!»، لأننا «المستهلكون» لا نحمي أنفسنا ولا نبحث عن الجودة… ورئيس جمعية المستهلك لا يعترض على هذا التمديد… لأن الجمعية وأجهزة الرقابة لا تستطيع فعل شيء… إلا التمديد لتصريف غير المطابق! يجتمعون للإشادة بالمواصفات ويمددون لغير المطابق… تناقض ما بعده تناقض والجمعية لا تعترض… تكملة عدد!
سألت نفسي بعد أن قرأت ما نشرته الحياة، هل غير الدكتور الحمد «بشته»؟
لأني عرفته خلال الإرهاصات الأولى لإنشاء الجمعية «ببشت» مختلف. الطريف مطالبته رجال الأعمال بدعم الجمعية مع تعارض المصالح الصارخ؟
تذكرت هنا اقتراح صديقي «ابو زيد» عن الحاجة لجمعية تراقب أداء الجمعيات ومدى قدرتها والتزامها بالعمل على تحقيق مصالح من أنشئت لأجلهم… فعرفت بُعد نظر أبي زيد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على جمعية «ماعلينا منكم»

  1. محمد كتب:

    مقال يخليك تضحك من شر البلية
    أجل (أجهزة الرقابة الحكومية والجمعية، لا تستطيع فعل شيء تجاه ذلك) !!
    اذا كذا رح انطق في بيتكم و لا تداوم
    متعب نفسك كل صبحيه ليه ؟!
    والا بس رواتب و صرفيه و ندوات و زحمة عشان تقول هالكلمتين !؟
    (كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته)
    وش بتقول بكره لا انسالت عنا !؟

    لاهنت استاذ عبدالعزيز

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    افياش وحليب وشامبو – الافياش اللي مايستحم
    الحليب اللي ماعندهم كهرباء
    الشامبو اللي مايشرب الحليب
    يجمعهم (التسرطن) .
    واستاذي خير وافضل من يفهم .

التعليقات مغلقة.