غموض موقف وزارة المياه

حتى الخروف «نعيمي» لم يُسْتثنَ من حملة الترشيد لتستنتج كلفة كيلو اللحم من المياه. وتم الاهتمام بنقطة المياه المتسرّبة من الصنبور وكيف تصبح بحراً إذا أهملت، وهذا أمر مهم يحسب لوزارة المياه، لكنه ناقص. كل ما سبق يدور ويحور ويبتعد عن أهم استنزاف «بالجملة» تعاني منه الثروة المائية في السعودية حالياً، ألا وهو تصدير المياه المعبأة، ولم يفهم حتى الآن سبب ابتعاد الوزارة – والشركة أيضاً – عن هذا الأنبوب بقطره الواسع الذي يصبّ في الخارج من دون حاجة إلا لأصحاب المعامل. حتى أصبحت متشككاً في حدود صلاحيات وزارة المياه، فهل هي محصورة بمياه الشبكة لا غير من دون المياه الجوفية؟
النتيجة التي يتوصل لها المراقب أن الوزارة تصبّ جهودها على صاحب النعجة الوحيدة، «المنزل»، وتترك أصحاب أساطيل نقل المياه المعبأة، وهي ليست الوحيدة في هذا التوجّه «المستدام» مثلها كثير، حتى أصبح الأمر ظاهرة حكومية، مثلاً هيئة الغذاء والدواء تعلن بين فترة وأخرى محذّرة من منتجات معمل مياه لا يعرفه سوى سكان محافظة صغيرة، لكن لا يذكر لها إعلان اسم من الأسماء الكبيرة وكأن تلك المنتجات نظيفة تماماً! وأعود لوزارة المياه مع تقدير للحملة ومحاولة وضع الإصبع على القصور، لن تحقق حملات التوعية أثراً مجدياً من دون قدرة على الإقناع، والأخير لا يأتي إلا بالوضوح، وموقف الوزارة من تصدير المياه المعبأة غامض ولا يذكر لها رأي فيه أو جهود… في المعلن على الأقل، فإذا كان تشجيع إنتاج القمح في زمن مضى لأجل الأمن الغذائي، فما هو الأمن الذي أطفأ الأضواء عن تصدير المياه؟ لماذا يتم التركيز على الخرفان والاستحمام وتترك أساطيل السيارات العابرة للحدود! ثم ما المانع من استغلال مياه الشبكة المحلاة في إنتاج للتصدير؟ إذا كنا رأينا في قضية «نهابة» المشتقات النفطية، شركات ضخمة ملاكها من كبار الأثرياء لا تستحي من مد أنابيب تستنزف مصدر الدخل الأول في البلاد… لسنوات، بل وتستأنف قرارات لجان تحقيق، إذا كنا عشنا هذا ألا يحق لنا توقّع ما لا يخطر على البال. وفي حفلة تدشين وحدة الرياض قالت الشركة إنها زادت ضخ المياه، وما لمسناه انخفاض الضخ بشكل كبير، فلم نرَ من الخصخصة إلا تحسين أوضاع كبار الموظفين ومكاتبهم.
ولاحظت مقايضة صفحة تحريرية بالإعلان عن نجاح المياه في بعض الصحف، فيما أكد موظف في وحدة الرياض أن الإنجازات أصبحت تحسب «للفرنسيين» وكبار مسؤولي الشركة، أما المعارون من صغار الموظفين فلا يلتفت لهم أحد. وكأن الشعار يقول دع القيادة للاستشاري واستمتع بالرحلة، المياه نموذج لجهات حكومية لا تنظر إلى قضايا تعالجها إلا بعين واحدة… تصعر غالباً على الصغير، وهذا من أسباب عدم تفاعل الناس معها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على غموض موقف وزارة المياه

  1. مواطن غيور كتب:

    المياة خصصت صح بس ما تغير شي سوى شعار مصلحة المياة الي شركة المياة وارتفاع رواتب الموظفين اضغاف مضاعفة بدون مبرر بدعوى انهم خبراء اجل موظف كان راتبة 13 الف ريال وراضي فيه ووظيفته ادارية بحته ولما تجي بالفعل تجد انه لا يعمل بطالة مقنعه لانه موظف حكومي وكل اللي يسوية توقيع وشخبطة علي كم ورقة ومع الخصصه تحول الي خبير وطق راتبه الي 60 و50 الف ريال غير المزايا الاخري من سكن وتأمين طبي وسيارة وانتدابات وحوافز بالله وين العقل

    التخصيص عندنا فاشل ولما ينجح الا في الاتصالات رغم انه فية اخطاء ولكن كان فية تحسن في المستوي لكن في شركة المياة اللي تغير بس الثوب لكن الانسان اللي بوسط هالثوب هم اللي كانوا زمان في شارع العصارات والخزان بالرياض ما تغيروا بس ظهرت عليهم النعمة من الرواتب التي لا يستحقونها واللي يتحملها البلد والمواطن بدون وجه حق
    فلا زالت الشبكة تسرب اكثر مما تسقي الناس ولو وزارة المياة وشركتها حرصوا فقط علي تقليل الفاقد من المياة بسبب التسريبات بالشبكة بسبب قدمها وعمرها الافتراضي المنتهي منذ عقود لوفرنا ملايين الامتار من المياة بدل مايتعبون انفسهم في احصائيات النعيمي كم يستهلك ماء عشان يطلع كيلو لحم بالله هذي دعاية تحط لو حطوا غير النعيمي بربري سواكني لكن النعيمي مافية امل الناس تبطل تاكل لحمه .
    الله يرحم مزنه بس حنا من جرف لدحيرة ياستاذ عبدالعزيز
    وسلم لي علي مسئولي الشركة الخبراء الله يرحم ايام مبني شارع العصارات واباريق الشاهي الصفر والغضار وريحه الفول والتميس كل يوم

  2. ابو فهد كتب:

    دائما تذكر تصدير الالبان….التي تستهلك مياه اكثر بكثير من تصدير المياه المعبأة نفسها؟؟؟؟

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ولاحظت مقايضة صفحة تحريرية بالإعلان عن نجاح المياه في بعض الصحف،
    ياسلام عليك ياسيد القلم .
    هذه هي المصيبة .. المهم الوزير والا المدير والا الرئيس يوصل لولي الامر انه كله تمام
    كم اعلان في كم جريدة وصور ملونة وعبارات تبداء بالرفع وتنتهي بالخفض والتمجيد
    والتلميع وخلاص هذا الرجل الذي لم تنجب مثله البلاد ..
    تصدق وتأمن بالله يابو احمد افكر اسوي كم اعلان بصيغة مقالات على كم اعلان
    بصيغة شكر وعلى كم اعلان بصيغة تحقيق صحفي يمكن يصير اللي في بالي
    قلت اشاورك يابو احمد يمكن تصيب معانا مادام المسألة استئجار صفحات على كم
    قلم على كم دعاية وتضرب مع الواحد ويمنح جائزة تميز والله المستعان بس .

  4. سليمان الذويخ كتب:

    المياه
    نشكو من شحها ومن ضرر زراعة القمح
    لنقدمها للتصدير
    مناطق بالمملكة باتت تعاني من انخفاض مناسيب المياه الجوفية
    والسبب شاحنات التصدير
    العالم يصدر ليحصل على العملة الصعبة ببيع منتجاته للخارج بسعر اعلى منه في الداخل
    كمثال : فاكهة المانجا الهندية التي تباع احيانا بسعر يصل الى 20 ريالا
    ( اقصد الأنواع الجيدة ) ولا اقصد التي تقذف بها مزارع التجارب من اليمن و باكستان !!
    تلك الفاكهة تباع بالهند بمستويات تكاد تقول عشر المبلغ !
    اما نحن فبحمد الله عكسنا الآية
    نصدر الماء لغيرنا بنصف سعره عندنا !!!
    ونصدر الاسمنت ليباع عند غيرنا بنصف السعر !
    وعندما اكتفينا بالقمح وفاض قمنا نوزعه حتى زعلوا منا خبراء متربصون فنصحونا بوقف زراعة القمح التي تستنزف الماء !!!
    اذا لنوفر الماء ليصدر لغيرنا بأبخس اسعاره !!
    ولنحضر شركات فرنسية لتدير مرافق المياه
    فنحن قصّر لا نجيد ادارة امورنا
    هل هذا كلام ؟؟؟!

  5. منصور. فهد. المحيميد كتب:

    هل. للمسوليين. وخاصه المقام. السامي. يعرف. عن. ان. ٤٠٪ من. انتاج. تحليه. مياه. الشعيبه. يعاد. الي. البحر. لان. الزارع. لم. تكمل أنابيب. لتوصيل. الا. جده. والطايف. والمضحك. المبكي. هو. ان. الحكومه. تدفع. مايه. مليون. دولار. شهريا. ثمن. المل. المعلج والماد. الي. البحر. سبحان. الله.

  6. سعد المقرن كتب:

    لاتنسى وانا اخوك المنازل الكبيره اللي تسمى ………؟ والمزارع الخاصة اللي على الشبكة وووووووووووالخ الخ الخ

التعليقات مغلقة.