لحوم البنوك مسمومة

استحدثت البنوك السعودية مكتباً لعملياتها الإعلامية. تكتل فريد يشير إلى «وهم» المنافسة وواقع الاحتكار، ليزيد من التعتيم على أخطاء بعض البنوك وتجاوزاتها ويقدم صورة غير حقيقية.
من حق كل بنك أن يلمع صورته، لكن التكتل للسيطرة على الإعلام في عصر الشفافية وإنشاء قوة ضغط معلنة أمر خطير. التعتيم يضر بالمجتمع والاقتصاد، وهو يشير إلى حصانة «مميزة»، مثل حصانة عدم التوسّع في الترخيص لبنوك جديدة.
دشّنت البنوك عملياتها الإعلامية بتحقيقات ضد أفراد يمارسون الإقراض، واجتهدت في نقدهم والإشارة إلى نقص وطنيتهم. ولست مدافعاً عنهم بقدر ما استغرب عدم التطرق لمسببات انتشارهم! البنوك تريد أن تقول إنها «المرابي» الوحيد المرخص، صاحب الفوائد المركبة، فالامتياز أعطي لها مـع حـصـانة، دخول أي شـريك فـي الكعكة «لعب بالنار».
قدرة البنوك على إخضاع الصحافة… فريدة، فأين المصلحة العامة منها؟ ومن أندر النوادر أن تذكر صحف محلية اسم بنك أخطأ في حق عميل وهم كثر وكارثة سوق الأسهم شاهدة. مساحة النشر التي ازدادت استثنت البنوك… والخضوع الصحافي مرده للإعلان وعلاقات شخصية وهو يعيب الأمانة الصحافية، ففي حين تتسابق الصحف على نقد أجهزة حكومية وفساد فيها على صفحاتها الأولى لا تتجرأ على الاقتراب من سور بنك. وفي خبر لصحيفة «سبق» الإلكترونية يتهم مواطن وزوجته بنكاً «له امتداد عالمي» بالتصرف في حسابات لهما، ما أدى إلى خسارة 130 مليون ريال، وعلى رغم ضخامة القضية إلا أن مؤسسة النقد لم تعلّق ولا المكتب المستحدث. والغريب أنّ تعارض المصالح الذي يبرز من خلال كتابات موظفي بنوك وفدوا لعالم الكتابة من بوابة الإعلان لا يلفت أنظار أحد، في حين لا تنشر الصحف خبراً عن محاضرة لعضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس بن محمد المبارك انتقد فيها البنوك، وقال إنها سجون للأموال، و «إن صلب عملها هو المراباة بأخذ أموال الفقراء ومنحها للتجار ليتاجروا بها».
علّق صديق على خبر نشرته «بي بي سي» عن غرامة بمبلغ 33.3 مليون جنيه إسترليني فرضتها هيئة الخدمات المالية البريطانية على بنك «جي بي مورغان» لتلاعبه بأموال المودعين، قائلاً: هل يمكن أن يحدث هذا عندنا؟ قلت «لا» مع سياسة مؤسسة النقد المحابية للبنوك، ولك أن تنظر إلى العميل وكيف يحصل على حقه من لجنة تستظل بظل المؤسسة.

التعتيم الإعلامي تجاوز الصحافة الورقية ليصل إلى مواقع «الإنترنت» إذ تم حجب موقع «بوابة البنوك» www.banksgate.com، وهو أمر يستغرب من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ويضر بسمعتها. لست مع كل ما ينشر في الموقع، وهذا حديث آخر، لكن في علمي أنه أسهم في تحجيم الفساد البنكي واستغلال مناصب في أمور لا تخفى، لكنه حجب ولم تبلغ إدارته بسبب. «الإنترنت» عصية على الحجب. والمثير هو تمكّن البنوك من التأثير في هيئة الاتصالات بحيث تقرر حجب موقع بهذا الوضع… ماذا يتوقع من حجوبات جديدة؟

رابط جديد لموقع بوابة البنوك
http://67.228.90.249/vb

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على لحوم البنوك مسمومة

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الامور عشان تمشي ياسيدي لازم لها تعتيم اعلامي وهذا هو الدعم اللوجستي .
    يالله عتموا مظبوط. واحنا تعودنا على الفساد ماصارت تفرق .
    خلوها فساد في البنوك وفساد في المؤسسات .
    الله يجيبها هينة بس

  2. فارس الفارس كتب:

    شكرا من الاعماق لسعادة الاستاذ عبدالعزيز السويد ، ولقد اصبحت بعض الصحف لاتؤدي الرسالة المطلوبة منها نظير حفنة من المال قيمة اعلانات تلك الجهات شكرا لسعادتكم مره اخرى

  3. سليمان الذويخ كتب:

    يقتدون يا اخي الفاضل
    يقتدون بشركة الاتصالات العجوز التي استطاعت بحنكة قيادييها ان تمتلك الصحف
    فالإعلان اليومي المسطر على رأس الصفحة يكفي دلالة على ( احم احم نحن هنا )
    حيث لوحت ذات مرة بسحب الاعلان من احدى الصحف مع انها تسمى صحيفة النوم
    يعني لا تهش ولا تنش وحضورها مثل اللي حضر لزواج بدون دعوة !
    فما كان من الصحيفة الا ان طردت رسام الكاريكاتير مع ان الكاريكاتير اقل من عادي وما تعرض للذمم ولا الأعراض !
    البنوك اصبحت كذلك وغيرهم واجد
    الاعلان مغري جدا ولا يستهان به وعساك ما تطيح برئيس صحيفة يتلمظ ليحصل على اعلان ايا كان ! ولو كان لقلب الميزان !
    ممنوع نشر اي خبر يسيء للمعلن !
    ليت شعري لِمَ نتحدث عن حرية الصحافة و احترام القارىء !

  4. بين الحقيقة والخيال كتب:

    بيض الله وجهك يا العزيز جداً عبدالعزيز السويد

    اخوك ,

    بين الحقيقة والخيال

  5. عضو من موقع بوابة البنوك كتب:

    الاستاذ عبدالعزيز السويد شكرا لك لكتابتك عن حجب بوابة البنوك

    بصراحه بوابة البنوك هاجس كل مدير في جميع البنوك ويخاف انه يتجاوز حتى ما ينكتب عنه في بوابة البنوك

    اقسم بالله ان السيدات في البنوك ارتاحوا من بعد بوابة البنوك لان المدراء في السابق يتحرشون تحرش مباشر بالسيدات قبل بوابة البنوك وبعدها صار يمشون جنب الحيطه خوفا من نشر فسادهم الاخلاقي

    الفساد المالي في البنوك كتب عنه كثير و استخدام الصناديق لمدراء الاسهم للمضاربه و اخبار زملائهم متى يدخل الصندوق وباي سهم انتهى في البنوك لانه تم فضحهم في البوابة كثير وصاروا يخافون من البوابة ولا يخافون من الله

    ان شاءالله ترجع البوابة متنفسنا الوحيد وشكرا للرابط وصلنا الحمدلله والشكر

التعليقات مغلقة.