لم يهتم الإعلام السعودي العام والخاص – على ما يقال من قوته وانتشاره – اهتماماً يذكر بقرار مهم على المستوى الدولي، صدر في الأسابيع الماضية، إذ أصدرت لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي قراراً برفع اسم مؤسسة الحرمين الخيرية من قائمة العقوبات الدولية، المؤسسة كانت متهمة بدعم الإرهاب، وخلال نحو 10 أعوام قام رجلان بمهمة شبه مستحيلة، وبجهود شبه فردية، للتصدي لهذه التهم الأميركية أساساً، لم تستطع السلطات الأميركية إثبات اتهاماتها على رغم التعسف الذي مارسته بعض أجهزتها تجاه المؤسسة وموظفيها، وثبت للجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي أنها اتهامات لا أساس لها ولا دليل عليها، والعام الماضي رفعت لجنة العقوبات اسم المهندس سليمان البطحي من القائمة أيضاً، وهو مؤسس فرع «مؤسسة الحرمين» في ولاية أوريغون.
كان اتهام السلطات الأميركية، «مؤسسة الحرمين»، إثر جريمة الـ11 من أيلول (سبتمبر) الإرهابية، هو بداية الهجوم على العمل الخيري السعودي الخارجي، ودفع هذا القائمين عليه إلى التراجع، في حين لم تبد الجهات الرسمية المعنية مباشرة أم غير مباشرة، عملاً منظماً لاحتواء الاستهداف في شكل يحفظ جهود أعوام طوال وتراكم تجربة ثرية، حتى وصلنا إلى تبخر تجربة العمل الخيري خارجياً، ما أدى إلى فراغ استفادت منه دول أخرى. لا شك في أن هناك ملاحظات كثيرة على العمل الخيري، وهو أحوج ما يكون إلى «مأسسة» واضحة وإدارة محترفة. المحامي الأميركي توماس نلسون آمن بالقضية، فشكل مع المهندس سليمان البطحي فريقاً صغيراً، وبإمكانات يمكن اعتبارها بسيطة، قاما بما لم تستطع القيام به شركات محاماة أو مؤسسات علاقات عامة، لكن العجيب أن هذه التجربة المرة والفريدة لم تلق الصدى المستحق من الإعلام ولا من غيره، حتى من جهات وضعتها واشنطن في دائرة الاتهامات! وهي – ويا للعجب – أحوج ما تكون إلى الاستفادة من التجربة.
صباح الخيرات ابو احمد
لازال الاعلام بشقيه المرئي والمكتوب يعاني من اثار وادوات المدرسة القديمة في انتظار التوجيهات .
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنْفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) سورة المنافقون