ما هو المبرر الإعلاني لبيع هاتف جوال؟، وأي عبارة مقنعة أكثر تستخدمها لترويج بيع شريحة زائدة عن الحاجة!؟، لا تستطيع أن تبرر قائلا: لظروف السفر.. ولكن يمكن لك أن تقول.. لعدم التفرغ!، أو تغيير النشاط!!، والاقتراح الأخير فيما يبدو أكثر واقعية.
تقول إحصائية مستوردة إن هناك خط جوال لكل ثمانية من سكان بلادنا، بالنسبة لشركة الاتصالات، من المؤكد أنها تتمنى ثمانية خطوط لكل فرد ولو تمكنت أن تضع خطاً إجباريا للاتصال بكل بلد بدلا من الصفر لما توانت، ولطالبت ببراءة ابتكار، ومن غير لوم عليها فهي تبحث عن الربح ومصاريفها عالية.
ومن المثير للدهشة تلك الإعلانات المتزايدة عن بيع شرائح الجوالات، لقد فعلت الفواتير فعلها، كانت شرائح الجوال من زمن قريب مثل شرائح الجبنة و”الستيك” المشوي، بعض منها كان أشرح للصدر إلى درجة كأنها شرائح قشطة بالعسل خصوصا بعد وجبة “تسعير”، الأرقام المميزة، ثم دار الزمن فرشحت الشرائح من الجيوب، أصبحت الرسوم الثابتة ثقيلة ومكلفة وزادت ثقلا مع عدم التوقعات بحدوث أزمات واختناقات في الحصول على أرقام جديدة، في المنظور القريب على الأقل، مما لا يوفر سوقاً سوداء لتصريف الشرائح، وكان لابد من العرض والتنازل… التنازل عن التميز والبحث عن تميز آخر.
واندهشت بالفعل من إعلان صغير يعرض التنازل عن أربعة عشر هاتف جوال مرة واحدة، ولو كان هذا الإعلان بعد نشر نتائج امتحانات الطلبة لقلت إن مجلس الآباء اشترى تلك الخطوط تواكبا مع موضة أو توطين التقنية الذي تقوم به المعارف في إعلان النتائج من خلال الجوال، وبعد الانتهاء من الغرض قرر مجلس الآباء عرضها للبيع، لكن الإعلان جاء قبل بث النتائج.
ولم أعد أتذكر عدد الفناجيل التي شربها حنيف هل هي أربعة عشر أم خمسة عشر في بيت الشعر الشهير:
“خمسة عشر فنجان لحنيف صبيت
لو أن بطنه قربة قد ملاها”،
ويمكن للمدققين إمكانية إضافة رقم الاتصال، أما الشرائح فلابد أنها “ترست” بطوناً كثيرة وما يعلن عنه قد يكون من باب التخسيس، وتجتهد الإعلانات في التأكيد على التميز، الكل يبحث عن التميز في لوحة السيارة وواجهة المنزل ورقم الهاتف، تميز في كل الواجهات، لهذا يأتي الإعلان للمتميزين أرقاماً مميزة ولم يعد الإنسان يعرف المتميز من غيره إذا ما شاهد أرقاماً ليس بينها نسب يقال عنها متميزة، لكن المتميزين هم في الحقيقة الذين يتنازلون الآن، ولابد أنهم يبحثون عن صيد جديد متميز ولذلك يتم البيع “بالكوم”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط