فارس بلا جواد

منذ فترة والحملة على أشدها لطمس بروتوكولات حكماء صهيون، إلا أنها كانت غير معلنة بشكل سافر، فقد كانت تتوجه بشكل شبه فردي لكل من يعتمد على أو يشير إلى هذا الكتاب الخطير في مقال أو دراسة بالوعيد أو التسفيه، وبعد الإعلان عن مسلسل “فارس بلا جواد” للفنان المصري محمد صبحي، أصبحت الحملة سافرة، وتعتمد الحملة على المبدأ الذي طالما احتمى به اليهود وحققوا من ورائه كثيراً من النجاحات، وهو معاداة السامية، وهو نفس المبدأ الذي أحبط قرار اعتبار الصهيونية حركة عنصرية في المؤتمر الشهير بجنوب أفريقيا، وتجتهد الولايات المتحدة الأمريكية في دعم هذا الطمس وتسخر إمكاناتها وسفراءها لهذا الهدف آخرها تدخل سفير بلد الحرية لدى الحكومة المصرية لمنع بث هذا المسلسل في شهر رمضان، ونرجو أن لا يوفق، وسوف يتصاعد تدريجيا أن البروتوكولات هي أسطورة وأن الاستخبارات القيصرية الروسية وضعتها، لماذا وضعتها؟، وقد يظهر إلى الوجود متطوعون يقولون إنهم شاركوا أو شهدوا عملية الاستخبارات تلك، وقد يتهم كل من يتناول بروتوكولات حكماء صهيون بأنه مؤمن بنظرية المؤامرة التي لا يؤمن بها إلا سفيه ورجعي وغير متحضر مادامت تضيء ولو جزئيا ما تعاني منه أمته، لكن هذه النظرية إذا كانت لصالح اليهود فإن القبول بها أمر لازم ودليل على التحضر والأنسانية، وليس أدل من مؤامرة الاستخبارات القيصرية المزعومة!، والهدف هو تنظيف سمعة اليهود رغم ما تقترفه أيديهم حاضراً إذا تناسينا الماضي، خاصة بعد أن حصل قتلة الأنبياء على صك البراءة، من دم سيدنا المسيح عليه السلام رغم محاولاتهم ألتي أثبتها القرآن الكريم، ولعل هذه الجهود لا تنجح مثلما نجحت في عدم ذكر بعض الآيات القرآنية التي تعري الصهاينة في بلد عربي مسلم بعد معاهدة كامب ديفيد. إنه لمن المؤسف أن يجند بلد ينادي بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان مثل الولايات المتحدة الامريكية طاقاته ويسخرها بصورة لا تصدق لصالح دعاوى صهيونية في كل كبيرة أو صغيرة، وعملا بمبدأ إذا لم تكن معي فأنت ضدي!؟، حتى إنني لم أعد أتذكر من قاله هل هو الرئيس بوش الابن أم شارون، وإنه لمن المؤسف أن لا يتصدى بلد ينادي بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لما تفعله دولة حكماء صهيون بالبشر في فلسطين المحتلة، ولا تنتفض حينما يصف حاخام يهودي العرب بالحشرات، مفتياً بأنهم لا يستحقون الحياة، ولا تحرك ساكنا عندما يفتي حاخام آخر بل يحث على قطع أشجار و أرزاق العرب في أرضهم المحتلة، هل معاداة العرب والإسلام والمسلمين أمر محمود ومطلوب لدى دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان!؟، كل هذا يشير إلى أن هناك خطة لتأهيل الصهيونية وتحسين سمعة كل من ينتمي لهذه الحركة العنصرية، ويمكن أن تظهر لنا مستقبلا تحت اسم “الصهيودية”.
لكن ما العمل؟
إن على الناشرين العرب في كل أنحاء العالم واجب ديني وقومي، بأن يهبوا بعيدا عن التفكير بالربح والخسارة وانتظار الدعم الرسمي، ليعيدوا طبع بروتوكولات حكماء صهيون في طبعات شعبية رخيصة الثمن باللغة العربية واللغات الحية، وكذلك اللغة العبرية، وأنادي أصحاب المحطات الفضائية العربية والرسمية ببث مسلسل فارس بلا جواد، خاصة وأن كثيرا منها ينادي بالرأي والرأي الآخر، فهذا رأي لفنان صاحب قضية يعبر عن نفسه وعنا، وكل من يؤمن بهذا يعتقد أن بروتوكولات حكماء صهيون هي حقيقة والذي لديه شك في ذلك عليه أن يعود إليها ويقرأها وينظر ماذا تحقق منها!؟، وبأي أسلوب تم ذلك، سيكتشف أن أسلوب طمس البروتوكولات القائم حاليا هو واحد مما تضمنته البروتوكولات، أما الفنان محمد صبحي فلا بد أن يكرم هو وطاقم العمل في كل محفل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.