ما رأي مصلحة الجمارك

أطنان من أوانٍ منزلية ملوثة تسربت إلى أسواقنا، التجارة ألقت باللائمة على الجمارك، الحمد لله في هذه الحالة على الأقل لم يلق اللوم على المستهلك، وأعجبت في الحقيقة بهذا المخرج.. تسربت، وبودي أعرف أين هذه الحفرة التي يمكن أن تتسرب إليها أطنان في غفلة من جهات معنية باليقظة، قد يمكن الاستفادة من هذا المنفذ الذي يبلع بالأطنان.. يمكن مثلا توجيه المياه السطحية التي تشكو منها أحياء عديدة إليها فتبتلعها ويرتاح الناس.
ولم أعد أعرف الحقيقة، هل هناك بالفعل أوانٍ ملوثة من الميلامين أو أحد أشقائه وأنها تصيب بأمراض خبيثة، أم أن الأمر لا يعدو ضغوطاً إعلامية لمصانع وطنية، فإذا كانت وزارة التجارة الموقرة مقتنعة قناعة تامة أن مثل هذه الأواني موجدوة، وتسربت إلى الأسواق فلماذا لم ولا تقوم بحملة توعوية تعلم الناس الفرق بين الملوث وغير الملوث، بدلا من عد الصحون التي تمت مداهمتها!؟، والذي يقرأ أنها تسربت قد يعتقد أن لدى تلك الأواني أرجل، أو أن الصحون هي صحون طائرة استطاعت تسريب نفسها إلى أسواقنا، والذي يسمع تسربت قد يتوهم أن أسواقنا محكمة وهي أكثر أسواق خلق الله انفلاتا، وبعد الأواني الملوثة جاءتنا أوانٍ صهيونية من إنتاج إسرائيل، مما يدفع الفرد إلى الاعتقاد أن المرحلة القادمة لمداهمات وزارة التجارة هي مرحلة الأواني بعدما فتشت المستودعات وقضت على التلاعب بتواريخ الصلاحية وكسرت ظهر الغش كل هذا ولم تعلن مرة واحدة عن اسم تاجر وراء هذه المغشوشات، لأن الستر واجب، لكنها لم تتردد في إلقاء اللوم على الجمارك رغم أنها شقيقتها فهي جهاز حكومي آخر، والجمارك هي الأخرى عودتنا على الصمت، فعلى الرغم من وجود هذه الفجوة منذ زمن طويل بين الجمارك وكثير من الجهات خصوصا التجارة والمواصفات إلا أن الجمارك لا تحكي ولا ترد، وكأنها تتعامل مع الإعلام برسوم مثل ما تتعامل مع البضائع، والسؤال الذي يجب أن يطرح، هل الأجهزة الحكومية تعمل بتناغم مع بعضها البعض وتتطور مع بعضها البعض أم أنها تتنصل من المسؤوليات بإلقاء اللوم كل واحدة على الأخرى، وقضية تحميل الجمارك فسح بضائع ممنوعة أو مغشوشة قضية قديمة يفترض على كثرة الاجتماعات والدورات انه تم القضاء عليها، لكن اتهام الوزارة للجمارك والذي نشر في جريدة “الرياض” يشير إلى أن الوضع باق على ما هو عليه، مما يدفعنا لطرح سؤال آخر.. هو، هل تتطور الأجهزة الحكومية؟، ولا نملك سوى طرح الأسئلة وننتظر الإجابة، وإلا فإن كل لوم سيقع على مصلحة الجمارك.. حتى حوادث المرور!، وأرجو أن لا ينسى الجميع ما حذر منه، وهو أن الأواني الملوثة تصيب بأمراض مستعصية!!، ولو حصل هذا في بلد آخر لأعلنت حالة الطوارئ واتهمت كل الأواني المنزلية إلى أن يثبت العكس.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.