“إن بعض السجناء في مبالغ قليلة ينتظرون وقتاً طويلا إلى حين صدور الصك الشرعي، فمثلا السجين المطالب بمبلغ 1500ريال في حادث مروري يمكث عدة أشهر في السجن إلى حين صدور الحكم الشرعي”، ضع ما شئت من علامات التعجب والاستفهام.
هذه المعلومة المؤلمة، اعلنها الرائد عبدالمحسن الطويل مدير الإرشاد بسجون الرياض، جزاه الله كل خير على هذه الصراحة، وحتى نفهم ونستوعب بعضاً من هذه المعاناة، لعلنا نتذكر تململنا ونحن نقف أمام الإشارة المرورية.. لدقائق، وماذا يفعل أغلبنا عند إضاءة النور الأخضر!!؟.
عدة أشهر بسبب تأخر صدور صك الحكم الشرعي،!!، وعلى موضوع بسيط، لا يتجاوز ألفاً وخمسمائة ريال فقط لا غير، إلى هذا الحد حرية الإنسان لدينا رخيصة!، لا تساوي ألفاً وخمسمائة ريال.. بل لا تساوي إسراعاً في إجراء يفك أسر سجين!؟.
عندما قرأت هذا ضمن تحقيقات المحرر النشط أحمد الجميعة المنشورة بهذه الجريدة في السابع عشر من شهر رمضان، عن سجناء الحق الخاص، توقعت ان ارى بعدها بأيام تفاعلا أو اهتماما من وزارة العدل المعنية باستتباب العدل..،
.. توقعت ان أرى تفاعلا من هيئة الادعاء العام..، وانتظرت، ولم.. و لم..!؟،
معلومة مثل هذه صارت مثل السجين الذي “مخش” سيارة أحدهم وسجن، وجلس، أو وقف يعتمد على ازدحام السجن!، ينتظر صدور الحكم، لم يدر بها مثله أحد!، قد تكون في الحقيقة جديدة علينا نحن فقط!.
والعجيب ان يسجن إنسان بسبب مبلغ بسيط مثل هذا، لكن لماذا لا يحدد مبلغ ادنى يكون حدًا للسجن من عدمه؟، هل ننتظر لتنفيذ مثل هذا الإجراء تحديد خط الفقر في مجتمعنا!؟، وهو الذي طرأ علينا مؤخرا، أقول هذا لانني أتوقع ان هناك أعذاراً جاهزة كما أنني لست متفائلا بتحديد خط الفقر، فمع الاختلاف على نسب البطالة سيكون لدينا خطوط كثيرة للفقر، وبالبنط الذي يعجبك!؟، تحقيقات “الرياض” عن سجناء الحق الخاص بينت بالارقام ماكنا نخاف منه، وحذرتُ منه شخصياً في مقالات قبل سنوات، وغيري كثير، التغرير بالناس وضعف الوعي ادى بالكثير منهم إلى السجن بسبب ديون، إيجار سيارات أو أقساطها، سلف وقروض، رواتب خادمات!!، كفالات، و..، شراء ذهب، والقائمة طويلة، ولو نحصل على بيانات إحصائية على مستوى المملكة لرأينا العجب العجاب لكن البيانات والإحصائيات عزيزة علينا، رغم ان نشرها فيه فائدة عظيمة وتذكرة للناس وفتح مجال لكل مهتم للبحث والتذكير واقتراح الحلول قبل استفحال المشاكل، بالامس غرر بالناس في قروض استهلاكية وبطاقات بنكية وتسهيلات إجرائية، تعقبها كلبشات، مع عدم وعي واستماتة في محاكاة بعضهم البعض، وما حذرت منه سابقا أحذر منه الآن فنحن مقبلون على أرقام أكبر من السجناء من وراء رقم 700، والمسابقات التي لا تنتهي، وبخل البنوك في الإقراض مع جشعها المتوحش في الفوائد، واضيف عليها غدا إن شاء الله، ما هو مسكوت عنه.. رجال “الأموال”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط