رحم الله الزميل صالح العزاز رحمة واسعة.
كان الجانب الإنساني يحتل المساحة الأكبر من شخصيته، هذا الجانب المؤرق والثقيل على أي روح معذبة شفافة، تشعر بهموم الناس مثل روحه، دفعه دفعاً لمعظم أعماله وتصرفاته، وقد أوقعه هذا في كثير من المشاكل، وسبّب له سوء فهم لمنطلقاته، وكلفه ذلك ثمناً باهظاً عانى منه ردحاً من الزمن، واستطاع بما جبل عليه من الصدق والجلد أن يتغلب عليه.
ولا أتصور أن صالح – غفر الله له – كان يطمح لأن يكون رجل أعمال مثلما أشار الأستاذ تركي السديري في رثائه المؤثر، بل إنني أتوقع أنه توجه إلى مجال الأعمال مضطراً، يدفعه حذر مشروع، ينتابنا جميعاً، من الحاجة للناس مع تعدد المسؤوليات وهاجس الحياة الكريمة ومستقبل الأولاد، ونحن لا ننسى أن صالح خلال مشواره العملي فقد أكثر من وظيفة، ليس لنقص فيه، فكل من يعرفه حق المعرفة يعلم قدراته وحبه لإتقان عمله، ولكنه سوء حظه الذي ارتبط بسوء فهم الآخرين.
استطاع صالح العزاز أن يغرس كل هذا الحب، والحزن أيضا، لدى أُناس يعرفونه عن قرب وآخرين لم يتعرفوا عليه شخصياً، هذا الذكر الحسن هو ما يبقى بين الناس، وما عند الله تعالى أبقى، وليس لنا إلا أن ندعو له، فإلى كل من أحبه ادعوا له بالمغفرة والرحمة، الدعاء له هو الذخيرة الوحيدة التي بين أيدينا، فلا نبخل عليه بها، وهو ما يحتاجه الآن وما سينفعه إن شاء الله تعالى في الدار الآخرة.
يرحمك الرؤوف الرحيم ياصالح برحمته التي وسعت السماوات والأرض، والعزاء كل العزاء الصادق والمواساة لوالديه وإخوته وأخواته، ولزوجته السيدة الكريمة أم عبدالله التي رسمت بوفائها ونبلها أروع الصور فمثلما كانت خير رفيقة له وهو في صحته وفي مشواره الذي نعرفه، وقفت إلى جانبه سندا قويا في مرضه الطويل وهو وحيد بعيد عن الديار، وقفت رغم كل شيء فلها منا صادق العزاء والأمل أن يلهمها الرؤوف الرحيم الصبر والثواب الجزيل، ولبناته وابنه بأن يشملهم الكريم المنان بتوفيقه ويعوضهم خيراً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط