يحمل الرئيس بوش أكبر مسدس على وجه الأرض، وبالإضافة الى حجمه الكبير فهو من الثقل بمكان، هو أسير للقوة التي يمتلكها، ويريد أن يسجل التاريخ اسمه، إذن لابد من البحث عن أعداء ونفخهم بواسطة وسائل الإعلام حتى تتضخم صورهم فيصبحوا أنداداً يعوّل على مواجهتهم، لكن المعلن عن شرورهم وإجرامهم من المطلوبين، مجرد أفراد لا يعرف مكانهم ولا يتحملون نقل المسدس الضخم والدوران في أرجاء “البيضة” الأرضية، الحل إذن استدعاء صورة من الأرشيف لمشاغب قديم وكانت صورة الزعيم العراقي حاضرة، ولها جاهزية ممتازة حيث أسس لها في الذهنية الأمريكية والعالمية حداً لا بأس به من الخطورة فيها بعض الحقيقة، وعلى نفس منوال أفلام الغرب الأمريكي الذي يعلم المشاهد تفاصيله ونهايته من أول دقيقة، تحول بوش إلى شرطي يبحث عن المطلوبين من العدالة، لا تسألني أي عدالة هي! وهكذا أرسل مساعديه يجوبون العالم للبحث عن مناصرين ينضمون معه في المطاردة التاريخية، والمسدس ضخم وهو ثائر.. ثائر، ولا يمكن لأحد أن يقف أمام فوهته، وقد يحصل بعض المناصرين على جوائز أو أسلاب، وبين الخوف والطمع شكلت فرقة المطاردة.
لكن إصرار الرئيس بوش على وجود أسلحة دمار شامل في العراق أمر مثير للتساؤل، هذا اليقين عنده يجعلنا نشك في وجود هذا السلاح، فهو يبحث عن شيء يعرفه قد يكون تم إهداؤه للزعيم العراقي في زمن الصفاء فقام الأخير بإخفائه او التصرف به، وأسقط في يد الطرفين، وما يحدث في جانب منه أشبه بمسرحية هزلية شطح خيال كاتبها ومنتجها ولم يستطع الممثلون “حسب الظهور” أن يجيدوا تقمص الأدوار، فتوارى النص.. “الدبلوماسي” بعيداً وظهرت الأسنان والأظافر في سابقة تاريخية، والذي يتابع محاولة تفتيش دولة لا يصدق ما يرى وهو يبحلق في المفتشين وهم يصعدون سلالم الخزانات ويفتشون كل مغطى!.
في مقابل المطارد العنيد تنازل الدكتاتور عن كل شيء في سبيل كرسي السلطة، ومثلما تنازل بل طرد الملايين وقتل الآلاف باع الأسرار وفتح أرجاء البلاد التي يدعي حمايتها ليتم إحصاء كل ما فيها وزاد على ذلك بقوائم مكتوبة، كل هذا تشبثاً بكرسي السلطة الذي قفز عليه لحماية تلك الأرض وساكنيها! ومثلما رفض الزعيم العراقي الانسحاب من الكويت بعد غزوه لينزع فتيل تلك الحرب، يرفض أن يحرج صاحب المسدس الضخم ويتنازل.
مسكين العراق وأهله دفعوا الكثير.. الكثير من دمائهم وحياتهم وأموالهم بسبب نزعات فردية مجنونة لم تجد من يقف أمامها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط