تابعت باهتمام برنامجاً عرضته قناة البحرين الفضائية مساء السبت الماضي، تناول أحداث الشغب والتخريب التي حدثت هناك ليلة العام الميلادي الجديد، ضم البرنامج عدداً من الكتاب والنواب والمعنيين بالشأن الاجتماعي ومسؤول في الأمن، وقد أعجبت بمستوى الطرح والمصارحة المسؤولة التي صبغت البرنامج الذي احتوى أيضاً على مشاهد حية لأحداث التخريب ومقابلات مباشرة مع بعض المتضررين خصوصاً السعوديين منهم، الذين حطمت سياراتهم، وكذلك شهود عيان من العاملين في الفنادق والمحلات، إضافة لمستوى الطرح والشفافية في النقاش توقفت عند سرعة البدء بالمعالجة الإعلامية لهذا الحدث الغريب، وحسب علمي أن هذه أول حادثة من نوعها بمستواها والأضرار التي ألحقتها بالاقتصاد البحريني، بل أنها الأولى على مستوى دول مجلس التعاون وهو ما يجب أن يفطن إليه ويدرس بعناية.
النقاش الهادئ المسؤول لمثل هذه الأحداث ودراستها بعناية وفحص لمعرفة الأسباب الأصلية لوقوعها أمر في غاية الأهمية، وأعتقد أن التخريب الذي حصل رغم ما أحدثه من خسائر ومرارة يعتبر جرس إنذار ليس لمجتمع البحرين فقط بل لمجتمعات دول الخليج بما فيها المملكة، ولو قمنا بتعداد العناصر الواضحة أمامنا والتي شكلت السبب الظاهر والأولي لهذه الأحداث لوجدنا أنها عناصر موجودة في مجتمعنا، ولعل لنا في ما يحدث عقب بعض المباريات مثالاً صارخاً لأن ندرس ونستنتج لنقطع الطريق على كل سبب يمكن أن يساعد على تكون مثل هذه الأعمال التخريبية، ولا ننسى أن غالبية السكان لدينا من صغار السن، وهم عندما يستثارون ويشحنون يتحول بعضهم إلى قطعان تدمر كل ما يصادفها لجهل وسذاجة وسوء فهم، ومع تعدد قنوات الشحن وتنوع مصادرها بداية من قنوات “شعللها شعللها” وانتهاء بالشحن الكروي الذي يعتبر أكثرها رواجاً وسوء استخدام، إما بأغنية كلماتها ليس فيها أدنى مسؤولية أو بعناوين بعض الصحف التي لا تختلف عن ما يكتبه المراهقون على الجدران بعد بعض المباريات، هذا الشحن الذي لا يجد مكاناً للتفريغ إلا في الشارع فيأتي التنفيس على شكل “تفحيط” و”تطعيس” وسوء قيادة أو سرقات لمحطات وقود وبقالات وبراميل غاز منزلية.
من المهم أن يستفاد مما حصل في البحرين التي تضررت كثيراً من أعمال التخريب، فلم يوفر أولئك المراهقون لا واجهة محلات ولا تلفونات عامة إضافة إلى عدد كبير من “السيايير” باللهجة البحرينية، وأدعو سفارة المملكة في البحرين بأن تتابع تعويضات إخواننا المواطنين المتضررين ولا تنسَ أن أكثرهم اشتروا سياراتهم بالتقسيط غير المريح، ومن الواجب تعويضهم عن سياراتهم المتضررة ومتابعة قضاياهم، ولا أنسى أن أشكرها على سرعة إصدار بيانها الذي أوضحت فيه أن تلك الأحداث لم تكن موجهة للسعوديين وأنا على يقين من أن ذلك صحيح، لأن هذه التجمعات المراهقة لا تفكر ولا يقودها عقل، وتتحول إلى ماكينة تخريب قبيحة لا يحكمها مبدأ ولا قيم، ويمكن أن تستخدم من أي عدو،.. ثم يبكي أفرادها بعد أن يستيقظوا من تلك الغيبوبة غير مصدقين أنهم فعلوا ما فعلوا!.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط