لولا إصرار بعض المشاة من رجال ونساء على الركض حول مدينة الملك فهد الطبية المقفلة وسط الرياض، لولا هذا الإصرار لسرت إشاعة تقول ان هذه المدينة الطبية المقفلة، مسكونة، بمعنى “أن فيها سكناً من الجان او الأشباح أو الأرواح القلقة” ولولا بعض حراس الأمن على أبوابها، لتم التأكيد على هذه الاشاعة.
وهو ما يقال عن كثير من البنايات المهجورة التي تحاك حولها قصص تعانق الخيال، يركض أولئك المشاة بحثا عن إزالة شحوم أو طلبا للصحة واللياقة غير عابئين بمستوى التلوث المرتفع والمنبعث من عوادم السيارات، خاصة مع ندرة الأماكن التي يمكن استخدامها لهذا الغرض في مدينتنا المترامية الاطراف، وهم واصحاب السيارات المارة في محيط المدينة المقفلة يكادون ينسون أن ما بجوارهم صرح كبير وكلف الكثير ولم يستخدم حتى الآن، هذه المدينة المجهزة والمقفلة منذ زمن طويل، هي الآن تحت ما يسمى التشغيل الخفيف، ولم افهم ماهو التشغيل الخفيف؟ فسألت بعض المقاولين فقيل لي انها الحالة الادنى من التشغيل للمحافظة على التجهيزات والمعدات حتى لا تعطب، ولخص لي أحدهم الأمر بشكل شعبي قائلا انها مثل تشغيل السيارة المخزنة كل شهر مرة حتى لا تتلف البطارية فهل اللجوء لحالة التشغيل الخفيف تشير الى أن الأمل بتشغيلها خفيف..
أعتقد انه لو استثمرت الطاقة الحركية للراكضين المتحمسين حول هذه المدينة المقفلة لاستطاعت تشغيلها فوق الخفيف، تقفل هذه المدينة الطبية ابوابها رغم ما كلفت من أموال وجهود، ورغم موقعها الاستراتيجي، وفوق هذا رغم الحاجة الملحة لها، كانت هذه المدينة المقفلة أملاً كبيرا من مواطنين ومقيمين، يحسّن من الخدمات الصحية والنقص الحاد الذي تعاني منه ونعلمه جميعا، كلنا يعلم حاجتنا لزيادة في الاسرة الطبية بل والخدمات الطبية ككل في مدينة ضخمة وكبيرة مثل الرياض التي أصبحت في الحقيقة ومن دون مبالغة مدناً متجاورة، وكلنا يعلم النقص الكبير في خدمات الطوارئ والعجز الكبير الذي تعاني منه، بل كلنا يعلم أن جمعية الهلال الأحمر السعودي تشكو من ندرة المواقع، ويضطر المسعوفون الى قطع المدينة بالطول والعرض في كل حالة إسعافية فلماذا لا تجهز “شقفة” صغيرة منها لمركز إسعاف نحن في أمسّ الحاجة له، ولماذا لا تشغل بقية المدينة بالإمكانات المتوفرة، خاصة واننا نعلم ان ميزانية وزارة الصحة لهذا العام زادت عن الذي سبق بمبلغ 135مليون ريال حيث اصبحت اربعة عشر مليار ريال، انني أطرح سؤالا على وزارة الصحة التي صرح معالي وزيرها لهذه الجريدة قبل ايام موضحا المشاريع الجديدة لهذه الوزارة.
.. ماهو حظ هذه المدينة وهي الجاهزة تقريبا من بنود المشاريع الجديدة، والى متى ستقفل على التشغيل الخفيف؟ ونحن في أمس الحاجة لكل سرير وعيادة وإسعاف!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط