أبى ملك دولة البحرين الشقيقة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة إلا أن يقدم درساً بليغاً في السياسة وعلاقات الجوار بين الأشقاء، درساً في الحكمة وبعد النظر الذي لا يتوفر لبعض الذين هبطوا إلى دهاليز الحكم وسياسة البشر بالمظلات.
فمنذ ان وصل ملك البحرين النبيل إلى الرياض لحضور مهرجان الجنادرية وهو حريص على قطع الطريق على من يريد سوءاً بعلاقات البلدين الراسخة فقدم اعتذار البحرين عن ما حصل من تصرفات طالت بعض المواطنين السعوديين في المنامة فقال: “إن البحرين تعتذر للأشقاء السعوديين عن تلك التصرفات الموجهة أساساً ضد البحرين والبحرينيين”.
أيها الملك النبيل لك الشكر والتقدير من كل مواطن سعودي يعلم ان ما بين البلدين والشعبين من علاقة الاخوة والمحبة الراسخة، من الصلابة والقوة بما لا يجعلها تتأثر بتصرفات طائشة لمراهقين، لكنك أيها الملك النبيل بأخلاق الكبار وشيم الملوك تأبى وتصر على تأكيد الحقيقة وردم أية ثلمة قد يستغلها بعض من يحلو لهم القيام بدور السمسرة في كل شأن، إن كلماتك الصادقة أيها الملك النبيل أضافت بعداً جديدا لما بين الشعبين والبلدين من اخوة وتلاحم، ووصلت إلى قلب كل سعودي فأسرته وقيدته بقيود من المحبة والإجلال لملك البحرين وشعب البحرين، وليس هذا جديداً على أشقائنا في البحرين فهم عنوان للخلق الرفيع.
وفي مقالي السابق “جرس من البحرين” ذكرت انني تابعت برنامجاً في قناة البحرين الفضائية عن الأحداث وأشرت إلى الشفافية في الطرح، وفاتني أن أشير إلى عنصر هام في ذلك البرنامج وهو الحوار الهادىء، لم يقاطع أحد من المشاركين طرفاً آخر، وكان الجميع يستمع بهدوء رغم ان الموضوع المطروح ساخن جداً ورغم ان المشاركين يحملون وجهات نظر غير متطابقة، ورغم أن بعضاً منهم كان متحمساً، ومع كل هذا لم اسمع صراخاً وزعيقاً لفك الاشتباكات الملفقة مثل ذلك الزعيق الذي يمارسه أشهر شريطي فضائي عندما يرفع كلتا يديه قائلاً “يا جماعة.. يا جماعة”، أو عندما يرد على تبرم أحد ضيوفه من الحجر على رأيه قائلاً: “أنت موجود هنا لتجيب على الأسئلة فقط”!!؟ ولم ألحظ ارتفاعا لصوت على صوت ولا حجر على رأي، بل انني أنصت لمطالبات من مواطنين بحرينيين لتعويض المتضررين.
فهذا من ذاك وهو ما نستخلص منه ان القنوات الفضائية أيضاً على دين ملوكها ومالكيها، ومعبّرة عنهم وعن ما يدور في أنفسهم.
شكراً أيها الملك النبيل.. قدمت درساً بليغاً في الحرص على علاقات الاخوة ودرساً في السياسة، وقدمت قناة البحرين درساً في كيف يكون الحوار، ولعله درس يعيه بعض الباحثين عن دور بأي وسيلة، من الذين يعتقدون انهم يستخدمون الناس وهم يُستخدمون.. وقد يعلمون وقد لا يعلمون… الله أعلم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط