عروس المقالات في الرد على الاتصالات (2-2)

حرصتُ على أن أنشر الرد على شركة الاتصالات بعد أيام من نهاية الاكتتاب، وسبب ذلك توقعي أن الشركة لم ترد أصلاً إلا بسبب “هاجس” الاكتتاب!، ونشري مقالاً ينبه لخطورة عدم إقبال الناس.. أثناء وقت الطرح!، وهنا أكمل التعليق على رد رئيس الشركة:
قال الرئيس “كما تم تحقيق نسبة تحسن بلغت 50% في المقاييس الرئيسية لخدمة العملاء و30% في مقاييس رضا العملاء” وليته أخبرنا عن ماهية هذه المقاييس، ومن جاء بها!؟ لأن واقع الحال لا يشير إلى ذلك على الاطلاق، وهو يبين أن لدى الشركة صورة غير حقيقية عن رأي الناس فيها، حتى مع انخفاض مقاييس الرضى. أي رضا يا رجل والناس تدعو على الشركة!!.
قال الرئيس إن الشركة قامت بـ “إجراء عدد من التخفيضات الجوهرية على الرسوم التي تتقاضاها عن خدماتها المختلفة جاوزت في متوسطها 60% ومنها تخفيض رسوم تأسيس الهاتف الجوال من 3500إلى 100ريال، وأجرة الدقيقة للجوال في وقت الذروة من , 160ريال إلى 50هللة ومن , 120ريال إلى 40هللة خارج أوقات الذروة”، وأقول إن الشركة ورثت رسوماً وأجوراً فلكية، نعم فلكية بكل معنى الكلمة، وهي من فلكيتها تكاد تلامس الثقوب السوداء في الفضاء، فمن يصدق أننا دفعنا عشرة آلاف ريال لهاتف جوال رسوماً وكذا الأجور المرتفعة إلا قسر الحاجة، وتحملها المشترك المضطر وهي أقرب إلى الجبال ولم تفعل الشركة سوى تخفيف جزء منها وهي بتخفيضاتها أثبتت ما قد قلته وكتبته في هذه الصحيفة أيام الوزارة عندما كان العذر المعلن لارتفاع الرسوم والأجور الشاهق، أن المملكة جغرافياً هي قارة!!.. فماذا تغير والحمد لله، ثم إن الرسوم والأجور الحالية لا زالت هي الأعلى حتى الآن مقارنة بدول أقل مشتركين وأضعف شركات.
ثم يقرر الرئيس:
“إن كتابة – كهذه – دون استناد إلى حقائق رغم انها لن تقلل من شأن تلك الإنجازات إلا أنها تسبب بلبلة لدى المواطنين”، ولكن أين هي الحقائق التي يمكن أن نستند عليها والتي طالبت في مقالي بالرد عليها، ما جاء في الرد لم يكن سوى سرد لما هو موجود في بروشورات الشركة، من دون تعليق أو إيضاح لحقيقة واحدة مما طرحته، وهكذا أصبحت مسبباً “للبلبلة” يعني أنا ومعي زملاء كتبوا ويكتبون يطلق علينا.. “المبلبلون”!! وليت رد الشركة دحض ما اسماه بلبلة، حسنا لماذا مقالي فقط هو ما يثير البلبلة؟، فهو لم يكن أول ما نشر عن تدني الاكتتاب!!؟ هل لأنه جاء على الجرح!!.
في الحقيقة وواقع الحال.. أنا لا أحب البلبلة، كل ما أريده هو تنبيه إدارة الشركة ومن هو أعلى منها للأخطار التي تنتظرها، والاكتتاب كان مثل ترمومتر الحرارة حتى ولو تمت تغطيته أكثر من مرة لأسباب لا تخفى على أحد، منها ثقة الناس بالدولة والاقتصاد الوطني، وعدم وجود منافذ استثمار أخرى، والتسهيلات غير المسبوقة التي قدمتها البنوك، حتى إن الأخيرة حثت موظفيها على الاكتتاب وأقرضتهم من دون فائدة، وهو ما يحدث لأول مرة.
ما نخافه على شركة الاتصالات أن تكون “ساسكو” ثانية أو “مواشي” أخرى، نريد أن نطوي صفحة الشركات المساهمة التي كانت تجربة اقتصادية متعثرة خسرنا فيها أموالاً وزمناً وجهوداً، وهذا أقل ما يقال عنها، ونريد أن نبدأ التخصيص بشفافية ووضوح وعلى أسس ثابتة.
رد الشركة على مقالي مثل تعثر اتصالاتها، فأنت تطلب شخصاً حياً ويظهر لك في الطرف الآخر صوت مسجل، والرد في الحقيقة موجه للناس ولا يقول سوى رسالة واحدة هو يقول: اكتتب و.. نم” وأنا أخاف.. علينا من “طق الصدر”!!.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.