حلم أبو سعد

أبو سعد مثلي ومثلك مواطن يحلم، ومن حقنا أن نحلم، لكن حلم ابو سعد حلم جماعي أقصد فيه منفعة للجميع، ومثل كل الأحلام يبدو حلم ابو سعد صعب التحقيق ولدى اهل البند لا يسمح مستحيل التحقيق.
وعند الذين لايحلمون لأنهم لايريدون العمل هو من قبيل اضغاث الأحلام، حلم ابو سعد حلم قديم جديد، طرح مثيل مشابه له منذ زمن طويل بشكل او بآخر لكن الطرح لم يتجاوز الصحف، واغلب ما ينشر في الصحف يذهب هباء، فلعل هذا يلقى العناية.
في رسالته فصل أبو سعد حلمه على شكل خطوط عريضة اجتهد فيها، هي نواة لدراسة الحلم ومن ثم تحقيقه على أرض الواقع، لابد ان البعض مشتاق لمعرفة حلم ابو سعد، ليتبرع بتعبيره خاصة موضة الأحلام وتفسيرها، وللمستعجلين أقول ان ابو سعد يحلم بمشروع بحيرة مساحتها مائة كيلو متر قرب الرياض، وفي رسالته يرد على زير الماء د. غازي القصيبي الذي طالب اهل الرياض بأن يلغوا فكرة حلم البحيرة في المنطقة الوسطى، يرد مخففاً العبء على الوزير بقوله ان الماء المطلوب للبحيرة المقترحة مالح وليس عذباً!!، لابد أن معالي الوزير يتنفس الصعداء الآن، يقترح ابو سعد ان تكون المنطقة الواقعة بين المحمل وسدير مكاناً للمشروع لتوسطها وكونها صحاري مقفرة إضافة إلى قربها من الرياض، ويضيف أنه يمكن إقامة مدينة جديدة تتسع لما بين خمسين إلى مائة الف نسمة، ويقترح ان يستفاد من مسار أنبوب مياه التحلية لتضاف في مساره أنابيب جلب الماء من الخليج العربي لتوفير التكاليف، بل أنه يرى جلبه أيضاً من البحر الأحمر احتياطا ويذكر مسارخط الأنابيب الذي أُنشئ اثناء الحرب العراقية الإيرانية ولم يستفد منه في حد علمي، وصديقي ابو سعد لايقترح هكذا خبط عشواء، بل يسبب لكل اقتراح ولولا الحذر من الإطالة لأوردت ما جاد به فكره، اما التمويل فقد اراح ابو سعد جماعة البند لا يسمح واقترح طرح المشروع للالكتتاب العام للمواطنين، قناعة منه أن رأس المال الوطني المتوفر في الداخل كبير ولا يجد ما يستثمر فيه سوى المساهمات العقارية، او شركات توظيف الأموال وهو مصيب في ذلك.
ورسالة ابو سعد طويلة فيها تفصيل حول الإنشاءات التي يقترحها حول موقع الحلم مثل محطة لتحلية المياه وفرص الاستثمار في المدينة المقترحة وفوائد لها اول وليس لها آخر، وهو يشد من ظهر الحلم بأمثلة كانت تبدو مستحيلة التحقيق ومع ذلك تحققت في بلاد أخرى مثل قناة السويس وتوشكي والنهر العظيم في ليبيا، والقنال الفرنسي البريطاني كما أنه لاينسى الإشارة للوضع غير المريح الذي تعيشه منطقتنا منذ فترة والتلويح بالحرب فيقول كلاما جميلاً اقتبس منه “لذا فلابد من دراسة الموضوع دراسة جادة، ولايمنع وجود اجواء التهديد بالحرب من التفكير والدخول في مشاريع استراتيجية كهذه، فمقياس حيوية الأمم هو في قدرتها على العمل في كل الظروف السهلة منها والصعبة، وديننا حثنا على مواصلة إعمار الأرض حتى مع بدء قيام الساعة، لابل إن هذه الأجواء مما يدعونا إلى اخذ الموضوع بجدية”. وهي كلمات جميلة، وأضم صوتي لصوت ابو سعد وأحلم بدراسة جادة لهذا الحلم، نستكشف الفوائد والمصاعب والسلبيات المتوقعة، واعتقد اننا جميعاً سنستفيد خصوصا الرياض المدينة المزدحمة والمرشحة لازدحام اكبر، ثم ان هذا استثمار في الداخل وفرص عمل جديدة وتشغيل لشركات الخ..
وابو سعد لم يتطرق لأسم المدينة الحلم، ولأن التسمية اسهل ما في الأمر والمدينة حول بحيرة مالحة فيمكن ان تكون المدينة المملوحة، شكرا أبا سعد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.