تغيّر العرب ولم تتغير إسرائيل، تفككوا تجزأوا «تهاوشوا».. تحاربوا، وهي صامدة. هي النموذج الحقيقي للصمود والتصدي، لم يصمد العرب على رغم ابتداعهم للصمود والتصدي شعاراً، وما أكثر الشعارات، حتى تلاشت من بين أيديهم. طارت الشعارات لتصدر من طهران فيظهر صداها في لبنان، توقف العرب عن حقيقة المقاومة، لذا يطلب بوش مد اليد العربية، كم طولها يا ترى ليستمر في المطالبة؟ هو في الحقيقة يطالب برفع اليدين علناً كأنها ليست مرفوعة!
إسرائيل هي من صمد طوال عقود وهي من حقق النجاح. تقاوم بذكاء واحتراف وتمتص المتغيرات لتحولها لمصلحتها، لديها عقيدة جمعية لها جذور عميقة، ليت لدى بعض الساسة الفلسطينيين مثل إخلاص الساسة الإسرائيليين لقضيتهم، مثل شطارتهم، مثل دأبهم، مثل شجاعتهم عندما يخرجون من السلطة، وعندما يحاسبون على الفساد، تفرغ بعضهم للعنتريات الإعلامية والخطب «الطنانة»، انظر إلى المسؤول الإسرائيلي عندما يخطب وقارن بينه وبين مسؤول عربي أو فلسطيني… أو حتى إيراني!
استخدمت إسرائيل الغرب ضد العرب، أو هو من استخدمها، النتيجة واحدة، لكن إسرائيل استطاعت، في تقدم كبير، استخدام العرب ضد العرب، ثم تقدمت أكثر لاستخدام الفلسطينيين ضد إخوانهم… سابقاً، وكنا ننتقد تحول بعض العرب إلى وسطاء، فصار جزء من الفلسطينيين يقومون بدور الوساطة مع الإسرائيلي. أصبح المواطن العربي يتساءل هل يستخدم البشر من المواطنين العاديين، في غزة والضفة ومعاناتهم أوراقاً سياسية؟
حسناً ما هي معضلتنا… مشكلتنا؟ إذا تفحصت ودققت تلاحظ متغيراً وثابتاً منذ عقود، الحكومات العربية ثابتة متماسكة «مثل القشطة الشهيرة»… لا أقول جامدة! في حين أن الحكومات الإسرائيلية متغيرة، الثابت يتغير ويبادر ويقدم التنازلات، والمتغير صامد يناور ويكسب المزيد ويطالب بالمزيد، الثابت يستمر في الخسارة والمتغير يكوم الأرباح.
هل ساعدت السلطة الفلسطينية «حماس» لتولي مسؤولية الحكومة «بعد الانتخاب والديموقراطية»؟ الجواب لا. هل أخطأت «حماس» بما فعلته في غزة؟ الجواب نعم، السلطة تنتظر اعتذاراً من «حماس»، ويدفع الفلسطيني البسيط الثمن الباهظ للاعتذار، من حياته وأمنه وغذائه عناد السلطة و «حماس» وسوء التقدير، جهل حياة الفلسطينيين أكثر صعوبة، تحولوا إلى أحجار شطرنج على رقعة طفحت بالدماء والأشلاء، بين مشعل وعباس، تتزايد الخسائر، ويستمر العض بالنواجذ على كراسي السلطة، في حين يضحك الإسرائيلي وهو يستخدم الفلسطيني ضد الفلسطيني.
أقول للمسؤولين الفلسطينيين… الساسة… وإلى عباس ومشعل كلمة من مواطن عربي: هل تنتظرون من العرب مساعدة ودعماً وأنتم لم تساعدوا شعبكم، لا أقول أنفسكم؟ تاهت القضية بينكم. تستخدمون من هنا وهناك، أصبح المواطن العربي لا يتعاطف أو يتأثر سوى بأوضاع المساكين من إخوانه الفلسطينيين البسطاء، سواء كانوا تحت الاحتلال أم التحكم… والحاجة الماسة منكم إلى نتفة من الحياء.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
حياك الله . أستاذى الفاضل. أبو أحمد
أحلى ما أعجبنى فى هذا الموقع ألى غاية فى الفخامة والرقى أنه يتميز بخصوصية تامة وأنا أقرأة المقال أرى صورة لأغلى حبيب إلى قلبى اليوم المقال جميل جدآ وممتاز
دائمآ نفاجأ بما هو جديد ومفيد للعقل والفكر معآ ..
الله يعطيك العافية. تحياتى /صلاح السعدى
كالعادة استاذ عبد العزيز في الصميم
فعلا في الصميم
اتمنى قراءة مقال لك لمعرفة رأيك في التدوين والمدونات ومستقبلها وتأثيرها خصوصا السعودية
استاذي الله لا يحرمنا من فكرك وقلمك الرائع
انت فعلا مثال لصوت كل مواطن على هذه الارض المباركـه
دمت بخير