صور بعض المواطنين وهم مزدحمون على سيارات معونة الشتاء كانت مؤثرة، وهي تخبرنا عن أحوال بعضنا، وفيها رد على من يصوّر الأمور في شكل مغاير، لكن يا ترى ما أحوال من لا يزاحمون من المحتاجين المتعففين؟ هذا الواقع يستلزم إعادة النظر في إجراءات العمل الخيري ونظمه، حتى لا تتكرر مثل تلك المشاهد التي يغلب فيها القوي الضعيف، وليحصل الضعفاء على حاجاتهم وكرامتهم محفوظة.
الصديق الأستاذ عبدالله الكعيد في زاويته في صحيفة «الرياض»، علّق بمرارة على تصريح لمسؤول في وزارة المال قال فيه إن بعض الجمعيات الخيرية، بعد وصول معونة الشتاء، قامت بتوزيع مخزونها القديم من مستودعاتها وخزّنت الجديد، كان هناك مخزون لم يستخدم.
صراحة المال مفيدة، ليتها تمتد إلى قضايا كثيرة متشعبة في وقت يكون الناس في أمسّ الحاجة لمن يوضح بشفافية.
حسناً… لنكن واقعيين، ما فائدة المستودع إذا لم يكن فيه مخزون؟ هل يرضيكم أن يكون المستودع فارغاً؟ ما الفائدة منه بهذه الصورة؟ قد يأتي من يرى هدمه للاستفادة من المساحة، أو يتحول ملعباً لكرة الطائرة، ثم ان المستودع الممتلئ يبعث في النفس الاطمئنان.
تمنيت على وزارتي المال والشؤون الاجتماعية بعد الأوامر الملكية الكريمة أن تظهرا للعلن لتتضح الأمور بشفافية أكبر، من حيث طريقة التوزيع وأسلوب الشراء، ونوعية المشتريات، وحصة كل أسرة أو فرد، دحضاً للإشاعات والقيل والقال.
تصريح صريح مثل ذاك هل سيحرك الجهة المسؤولة عن الجمعيات الخيرية في وزارة الشؤون الاجتماعية للبحث والتقصي وتطبيق الأنظمة أو إصلاحها؟ كنت أشرت سابقاً إلى تفتيش مستودعات الجمعيات، لكن الجمعيات ليست كلها على هذه الشاكلة.
بعد نشر مقال «عن العمل الخيري» تفضلت رئيسة جمعية الوفاء الخيرية في الرياض الأميرة لطيفة بن عبدالله بن عبدالرحمن مشكورة بالاتصال، ركّزت في المكالمة على ما ينشر في الصحف عن حالات إنسانية، مفيدة عن خبرة الجمعية في حالات مماثلة، ومشيرة إلى عدم وجود تعاون فعّال من زملاء صحافيين وصحافيات. الأميرة لطيفة قالت إن الجمعية تبحث عن المحتاج المتعفف، وتشكر كل من يدلهم عليه، بعد يوم أو يومين وصلتني رسالة إلكترونية من قارئ كريم عن حالة إنسانية لأسرة يزيد عدد أفرادها على عشرين شخصاً، مرفق بها الأرقام الهاتفية. قلت لأجرب جمعية الوفاء، اتصلت وأرسلت المعلومات، وفي اليوم التالي زارت مديرة الجمعية وبرفقتها باحثات اجتماعيات منزل الأسرة، ولأنهن خبيرات في هذا الشأن الشائك بحثن وتقصين واتصلن بجهات أخرى، ليتضح من خلال تقرير أن وصف الحالة مُبالغ فيه، وأن لدى الأسرة ما يزيد على حاجتها.
وللوصول إلى المحتاج المتعفف، أقترح على الصحف والزملاء عرض هذه الحالات قبل نشرها على الجمعيات الخيرية بحسب موقع الحالة والجمعية المعنية بها، ثم إخبارنا النتائج.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
حياك الله . أبو أحمد
أدام الله الخير على الشقيقة المملكة ورزق أهلها خيرآ كثيرآ يارب..
كما أدعو الله أن يرزقك الصحة ويبارك فيك على أهتمامك الشديد بأبناء الوطن
والوطن ككل ..لك خيرآ كثيرآ على هذا الجهد الوافر للحث على فعل الخير للجميع.
ولك خالص حبى وتقديرى/ صلاح السعدى
عزيز الكاتب عبدالعزيز يوجد لدينا مشكلة في آلية البحث والتحري والتأكد عن المستحقين فعلا للمساعدة من الفقراء والمساكين من قبل الاجهزه المعنيه بذلك فمقالك اليوم كاتبنا تطرحه من واقع في مجتمعنا وقد استوفيت في طرحك في هذا الجانب من منطلق واجبك الذي تفرضه المهنيه الصحفية فوضع الفقراء في ازدياد وتزداد رؤيتنا له في السنوات الاخيره هذا واقع لابد ان نقر به فما كان يحدث سابقا من حيث محدودية المحتاجين وبشكل لايمثل ظاهره كأمر طبيعي لعدد السكان والظروف الاقتصاديه انذاك ولكن مع تغير الظروف و ازدياد الفقر وفي ظل عدم وجود خطه واضحه من الجمعيات الخيريه والاجهزه المعنيه بذلك لخدمة الفئات المحتاجه وبشكل يواكب التغيرات ادى لأستفحال الفقر فكان لزام ان يدرس هذا الواقع المرير للحد منه فالدوله لم تقصر واخذت على عاتقها دراسة المشكله واظهارها والمحسنين كثر ولكن الاجهزه التنفيذيه لدينا لم تواكب العصر وتغيراته فاستفحلت الكثير من المشكلات والفقر احدها فالمشكله عزيزي الكاتب تتركز بأدارة تلك الاجهزه القديمه العتيقه التي اكل عليها الدهر وشرب وليس لديها القدرات والامكانيات ان تتغير فلا زالت عقليتها الاداريه كما هي منذ كانت بلادنا قليلة السكان في ظل رخاء اقتصادي
بارك الله فيك يا استاذ عبدالعزيز
لماذا الجمعيات الخيرية لا تتعاون مع الاتصالات السعودية فى خدمة اس ام اس
وتكون التكلفة خمسة ريالات لدعم الجمعيات الخيرية والدعاية لها
مثل شاعر المليون يكون الشعار مساعدة مليون فقير والله الخيرين كثيراا وسوف تراء ذالك