من الجمال تطابق الأقوال مع الأفعال، وخلال تجربتي في الكتابة بصحيفة «الحياة» التي دخلت عامها الرابع، لا بد من الإشارة إلى حقائق عايشتها، حيث لمست قيماً مهنية راقية هي في تقديري من أهم ما يتطلع إليه الكاتب والصحافي، لأنها في النتيجة تنشد «احترام عقل القارئ»، والجملة ليست من عندي فهي النصيحة والتوجيه اللذان لا يكل من التذكير بهما الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الناشر لصحيفة «الحياة»، سواء كان في اجتماع مع فريق التحرير أو في لقاء منفرد. وهذه الرؤية ليست للاستهلاك بل للتطبيق مع حرص ومتابعة، أقول هذا عن تجربة، هي أيضاً لم تنبت من فراغ بل تم التأسيس المنهجي لها.
لدى صحيفة «الحياة» «ميثاق شرف العمل الصحافي» صدر في كتيب أنيق في تشرين الثاني (نوفمبر) 1998، الكتيب الصغير «14 صفحة» ثري بالمضامين. في المقدمة، وبروح مسؤولة طموحة كتب الأمير خالد بن سلطان: «إن الصحافة في عرفنا، هي فن تقديم المعلومة، على أسس علمية صحيحة لتبليغ رسالة سامية، تحقيقاً لأهداف نبيلة وترسيخاً لقيم عظيمة».
في المحتويات صفحات عن المبادئ والسياسات التي تلتزم بها «دار الحياة» في عشرين مادة، كل واحدة منها تستحق الاستفاضة، ثم صفحات تصف خصال الصحافي وما يجب أن يتحلى به، وأخرى في اثنتي عشرة مادة حددت واجبات الصحافي، ورابعة في ثماني مواد تذكر حقوق الصحافي، ثم الخاتمة، التي أشار فيها الناشر الأمير خالد بن سلطان باختصار وتركيز وفي نقاط إلى سعي القائمين على «دار الحياة» لأن تكون مدرسة واضحة المبادئ والقيم، منفتحة العقل، متسعة الصدر، لا تضيق بالنقد ولا تعادي النجاح. هذا بعض من الخاتمة التي تنتهي بالأمل بأن تكون «الحياة» مدرسة تحترم عقل القارئ وتحوز ثقة الباحث.
ما سبق نقاط سريعة من «ميثاق شرف العمل الصحافي»، وهو ميثاق يصور احترام مسؤولية النشر ولا يخل بحق أي من أطرافه.
فكيف تكون الكتابة في صحيفة، هذه رؤية ناشرها؟ لا شك في أنها ملهمة ودافعة للعمل وباعثة على الاستمرار، إلا أنها في الوقت نفسه مسؤولية ثقيلة على الكاتب والصحافي.
ميثاق «دار الحياة» متاح، وهي فرصة لأن أدعو كل زميل صحافي وكاتب ومهتم بالإعلام للاطلاع عليه، إضافة إلى ذلك أقترح على الإخوة الأعزاء «الفاعلين» في هيئة الصحافيين السعوديين تبني هذا الميثاق للصحافة المحلية، لا أقول بحذافيره، ربما يكون في هذا شيء من الصعوبة بل على الأقل تبني مضامينه المتوازنة، التي ترى في شراء القارئ للصحيفة توقيع عقد معنوي وأدبي له شروطه الملزمة، لأنها تنشد بسعي حثيث تشييد مدرسة تحترم عقل القارئ، تحافظ على الثوابت ضمن منهج يتكامل ما بين واجبات الصحافي وحقوقه.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الاخ عبد العزيز السويد
بداية أهنئك على هذا الموقع المتميز والسهل التعامل معه وهذا ما أعجبني فيه البساطة دون تكلف..
أود أن أشير الى ما ذكرتموه بخصوص “ميثاق العمل الصحفي” فلدي تحفظ عليه..والسبب ما تنشره الصحف المحلية ومنها “الحياة” يوميا من صور للجثث والأشلاء والأعضاء الآدمية المقطوعة ومنها مايعود لاشخاص مسلمين ففضلا عن حرمة الميت المسلم نشاهد و”نصطبح” يوميا بهذه المشاهد وعلى الصفحة الاولى…
أنني بصدق أحرص على أن لا تقع أعين أطفالي على الصحيفة عند احضارها المنزل الا بعد “تفليتها” والتأكد من خلوها من هذه الصور أو طمسها ان أمكن..
عن أي ميثاق تتحدث ياسيدي؟
لقد أصبحت الصحافة اليوم أداة للترويع والتخويف أكثر منها للتثقيف وايصال الخبر بمصداقية وشفافية..
والله المستعان وأشكر لك مقدما رحابة صدرك للنقد.
الاخ / عبدالعزيز المحترم
بعد التحيه.
كنت اتمنا ان يكون احترامك لعقليه القارىْ نابع من ذاتك وليس مايمليه عليك خالد بن سلطان او غيره .
وانا من المعجبين باسلوبك وما تطرح من مواضيع
ألف شكر وألف تحية لأخي الغالي عبدالعزيز السويد
أخي العزيز : أتمنى لك التوفيق في موقعك الجديد والذي سيكون إن شاء الله رافدا لإبداعاتك الصحفية المتميزة ، في نفس الوقت ( وربما يكون المجهود مضاعفا بالنسبة لك ) أتمنى أن يكون هناك وسيلة في هذا الموقع لمتابعة ونشر ما يتم الردود عليه من قبل بعض الجهات المختلفة ( سواء ردود إيجابية أو سلبية ) ، مع الأسف ربما تكون الردود متأخرة ولكن المتابع لمقالاتك سيكون المستفيد الأول ، إضافة إلى تشجيع الجهات الأخرى على الشجاعة الإعلامية وعدم الاكتفاء بالاتصال الشخصي المباشر بالكاتب . مرة أخرى أعتقد أن هذه الخطوة سيكون لها مجهودا مضاعفا بالنسبة لك شخصيا وسيكون لها آلية تقنية مضاعفة بالنسبة لتفعيل هذه الفكرة ، ولكن النتيجة ستكون أفضل .
أخي العزيز مرة أخرى أتمنى لك دوم التوفيق وإلى الأمام .
إلا ماودك يا استاذ عبدالعزيز تكتب لنا عن شركة ناس ,والتي نبتت كالفطر ,لا نعلم من أين أتت , ولا من مؤسسها..
أو شركة الخليج وهي أحد شركات الدعم في أرضية المطارات ؟
أجدك كريماً في الكتابة عن سوق الأسهم, و ما يخص المواطن البسيط.
وهذه تحسب لك دون أدنى منة منا نحن القراء..
لكني أريدك أن تلقي حجراً في الماء الراكد , حول تلك الشركتان اللتان نبتتا , أو استبتتا دون أن نعلم كيف..
لماذا تباع رخصة الجوال على موبايلي ب الميارات , بينما الخطوط السعودية تخصص وتوزع تركتها , والمواطن مفهي !
خليني أكون معك صريح ياأستاذ عبدالعزيز…..أنا معجب بصحيفة الحياة وصحيفة الوطن……لأنها صريحه وثقافية وجريئة وتعبر عن هموم المواطن.