لم يطالب أحد وزارة المال بحلول سحرية لمشكلة التضخم! أكثر من صحيفة ذكرت على لسان وزير المال السعودي، قوله بأن «لا حلول سحرية لمشكلة التضخم». لو كان هناك من يطالب بحلول سحرية، لنصحته أن يذهب إلى الأفارقة الذين يولدون المال بالزئبق الأحمر ليحصل على كم هائل من الأوراق المزوّرة تغطي فجوة التضخم.
وزارة المال، حقيقة، هي كما قال رئيس مجلس الشورى تضطلع بمهام «حساسة وحيوية»، وعندما بدأت مشكلة التضخم جرى التهوين «الرسمي» منها وآثارها، وضغط رقمها إلى اقل حد معلن! وكان هذا خطأ، ثم تم التزام الصمت ثم الصمت.
الناس لا يبحثون عن حلول سحرية من وزارة المال ولا من مؤسسة النقد، الرأي العام في السعودية والمهتمون في شأنه يستغربون صفات وسمات وعلامات فارقة عرف بها هذان الجهازان الحيويان، على رأسها جمود وانكفاء داخل المباني والدوائر المغلقة، وعدم الإلتفات الى هموم الرأي العام، يتم العمل بهذا مع بطء قياسي! وما تعنيه تلك العلامات الفارقة عدم شعور حقيقي «حساس وحيوي» بالوضع العام، فلا يذكر لهما مبادرات فعّالة حقيقية، لا أقول استباقياً لأن هذا من الحلول السحرية! بل آنية، تظهر مع ظهور المشكلة، ومن علاماتهما الفارقة استثمار الوقت في شكل سلبي، ليتعود المجتمع على أوضاع اقل ما يقال عنها إنها مجحفة.
المهام «الحساسة والحيوية» الموكلة لكل من وزارة المال ومؤسسة النقد تستلزم وجودهما في الصورة بالمبادرات الإيجابية وليس تسيير الأعمال اليومية، والواقع يقول انه يحسب لـ «المال» ومؤسسة النقد أنهما من غير «المطامرين» إعلامياً، لكنهما تمترسان بالركون إلى الصمت والجمود.
لا يقصد من هذا دفع لحضور إعلامي لهما، بل حض على حضور فاعل، يلمسه المواطن البسيط، بما لهما من صلاحيات وقدرات يحسن من مستوى المعيشة، وبيد «المال» مع مؤسسة النقد الكثير لتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطن. لا احد يبحث عن حلول سحرية، لكن في الوقت نفسه يستغرب عدم إيجاد حلول لقضايا أصبحت الشغل الشاغل للمواطن، لا يفهم ما يحدث سواء في جانب التموين أو السلع الأساسية الأخرى. من غير المعقول، على سبيل المثال، أن يستمر تصدير الحديد والاسمنت والبلاد تشكو من ارتفاع أسعارهما، وبيد «المال» فرض رسوم على التصدير، إضافة إلى ما يشاع عن تصدير سلع معانة و «المال» تصمت؟
أما مؤسسة النقد، فمن غير المعقول أن تستمر في الصمت على احتساب فوائد مركبة والقروض البنكية تأكل الأخضر واليابس وتسهم في التضخم، هذه امثلة، وإلا فإن في إمكاناتهما عمل الكثير لكنهما قنعتا بتسيير الأعمال اليومية.
* * *
مجلس الشورى في حاجة إلى تعيين متحدث رسمي باسمه، يكون من مسؤولياته الظهور مباشرة لوسائل الإعلام بعد لقاءات المجلس مع مسؤولين كبار، ليقدم تقريراً للرأي العام عن حقيقة ما دار من نقاش ولا يترك الأمر عائماً إلى أن تنشر الصحف في اليوم التالي!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الأستاذ عبد العزيز.. السلام عليكم.. قرينا أمس في الحياة إن السياري يطلب من البنوك ألا تزيد في الاقتطاع من راتب الموظف المقترض على ثلث الراتب ومن راتب المتقاعد على ربع الراتب.. السؤال هل هذا إلزام أو مقترح مثل وزارة التجارة وشركات اللبن.. وإذا كان إلزام هل هو بأثر رجعي. يعني المخبوصين في القروض من ورا سوق الاسهم والخسارات الكبيرة.. راحت فلوس الاسهم علينا وبقى معنا هم القرض اللي يطش البنك من أجله فوق الخمسين بالمية من الراتب.. والحين مثل ما انت شايف (طبعا المسئولين شايفين بالحيل!!) أسعار في العالي حتى البيض صار الطبق بـ 17 ريال.. البيض يا عبد العزيز.. البييييض..شنهو نقول في الباقي.. وبالله شف لنا سالفة ثلث الراتب تراها تعمل فرق ونحصل زيادة من جيوبنا!!
خميس الجابر ـ دارين
السلام عليكم
يجب ان تسمى الاشياء باسمائها ؟
اذا الله اعطانا عمر بعد كم سنة راح نقرأ ونسمع ان اللي يحصل اسمه فساااااد
ولكن هل سنرى محاسبة المفسدين والمقصرين ؟ اما يكتفى بالطبطبه على كتوفهم ؟ ويتكرر السيناريو مرة اخرى باسماء اخرى واشكال اخرى والمسمى واحد .
تحياتي
استاذ عبدالعزيز اسعد الله اوقاتك
وزارة المال مترددة دائماً في علاجها للمشاكل التي مسئولة عن علاجها ولا تصحو الا متأخرة والامثلة كثيرة يعني تخلي “الدرعا ترعا “وبعدين تتدخل وساعتها تكون الدرعا شبعت 0
المواطن العادي يعرف حلولا عادية وليست سحرية وسهلة وبسيطة لكن من يسمع له ” من يعلق الجرس”
سالفة الفائدة المركبة هذي غريبة
بل تقدر تقول
**** يشترك فيها مع البنوك مؤسسة النقد
كون الناس محتاجة تقترض لا يعني اننا نذبحهم مساكين
انا من المعجبين جدآ بك ومتابع لك واتفق معك في ماتقوله
لكن المشكله ان الاعمده الصحفيه ليست لها تاثير كما يحصل في بعض الدول المتقدمه
التي نرا منهم التفاعل مع الصحافه والرد علي ماينشر بها
فهل يصل ماتكتبه الي صاحب القرار اتمني ذلك
منذ فترة والأوضاع بشكل عام تتهاوى على رأس المواطن دون رحمة أو هواده وباتت تطحنه النواصب وتعركه عرك الرحى بثفالها فمن واقعة فبراير الشهيرة وسقوط سوق الاسهم المدوي الذي طار بأموال وعقول مئات الآلاف من متوسطي الدخل الذين وجدوا أنفسهم بقدرة قادر ضمن الطبقة الدنيا بعد أن كانوا يملئون المتوسطة وبالتالي أصبح هناك بون شاسع بين الطبقات أو بمعنى أصح تشكلت طبقتين في المجتمع لا ثالث لهما لاهطة وهابطة فاللاهطة يا سادة يا كرام تلهط مدخرات الكادحين في كل مرة يرون أنهم كونوا شيئا قد يجعلهم في بحبوحة من العيش وهم في حقيقة الأمر “اللاهطين” لا يحبذون سوى تنمية أرصدتهم بأي شكل كان وخصوا على حساب الهابطين في الأرض من كثرة الديون وما تنزل بهم من نوازل .. وتوالت النوائب وتعاقبت فمن غلاء أعلاف الماشية إلى الارتفاع الجنوني للأسعار حتى كان آخرها ما نعايشه الآن من ارتفاع أسعار دقيق الخبز واختفائه من السوق بقدرة قادر ، كل ذلك والجميع لا يلمسون تحركا حقيقا او تجاوبا من السلطات المعنية ولاغرابة في ذلك وكأني أرى حين زرت عدد من المخابز المجاورة في الحي ووجدتها خاوية على عروشها وقد ارتسمت ابتسامة غامضة على محيا عامل بنجلاديشي وكأن لسان حاله يقول في إزدراء ويردد عبارة غبية قالتها زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر إبان ثورة الجياع التي عصفت بفرنسا في ذلك الحين وهي الملكة ماري انطوانيت حين أشارت لأولئك الجياع بأن يستبدلوا “الخـــــــــــــبز” الذي يبحثون عنه ولا يجدونه بـ”البســـــــــــــــــــــــكويت” !!
أنا أصلآ ماسح يدي من مجلس الشورى ووزارة التجارة ولحقتهم وزراة المالية….يعني ياأستاذ عبدالعزيز…..بدل مايرفعون سعر صرف العملة ….أو يشوفوا حل عملي….الرز ولم يجدي الدعم بسبب التجار…والخبز بتنا على وشك أزمة …..ومشكلة المياه مستمره ….السؤال هل من مزيد؟….أقصد من مصيبة …..وكلها على رأس المسكين هذا المواطن….فهل هذا معقول؟