أعلم أن نقل الدجاج الحي بأقفاص في سيارات مكشوفة في ليالي الشتاء القارصة، وفى الصيف اللاهب ليس من الرفق بالحيوان في شيء، وأعلم أن تسمين الأغنام بالأعلاف المشبوهة، وذبحها في المسالخ جماعات ليس من الرفق بالحيوان في شيء ، نفعل هذا وسنة الرسول عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام تنهانا عن ذلك، بل وتحثنا على نقيضه، لكن الأمر لم يتطور ليصبح ظاهرة، والظاهرة معناها عندنا ان ترى الأمر “ظاهراً” للعيان امامك عندما “تظهر” من المنزل ويفضل ان يكون وقت الظهيرة، ولم يحدد التعريف كم مرة يجب ان يحدث ذلك لتصبح ظاهرة يمكن الاهتمام بدراستها، وقد يكون ترك التحديد من قبيل المرونة واستيعاب المتغيرات المستقبلية، لست متشائماً لأنني اعتقد ان حيواناتنا في وضع لا بأس به، وقد يكون عدم توفر المعلومات كما اسلفت سبباً في رؤيتي هذه.
نعود الى اقتراح القارئ الكريم، هل نحن بحاجة لجمعية للرفق بالحيوان؟، والإجابة بنعم، بل إنني أكاد أجزم أن حظ مثل هذه الجمعية في الحصول السريع على الترخيص سيكون افضل بمراحل من جمعية حماية المستهلك، وبنت عمها جمعية الصحفيين، و اعتقد ان وزير الزراعة لن يمانع بل قد يشجع، وكل من عاصر حمى الوادي المتصدع لا ينكر جهود الرجل الميدانية، فهو بادر وداوم في جازان واجتهد ولم يعلق الأزمة على اي مشجب، وما شهدنا إلا بما رأينا، لهذا فإن حظ مثل هذه الجمعية في خانة الجيد جداً، وإذا أضفنا إلى انه يمكن استخدامها ديكوراً خارجياً فالولادة ستصبح اكثر يسراً.
لكن هناك طريقة اسهل للرفق بالحيوان، هذه الطريقة لاتلغي الحاجة الى الجمعية، بل تجعلها تسجل كل اهدافها في “الثمانيات”، وهي ببساطة معرفة قيمة الإنسان،فإذا عرفنا قيمة الإنسان وقدرناها التقدير الحقيقي، وهو يختلف جذرياً عن ا لتقدير التجاري، عندها سنعرف أهمية الرفق بالحيوان الذي خلقه الله تعالى لأجل الإنسان، عدم رفقنا بالحيوان هو احد الأدلة الكثيرة على عدم تقديرنا لقيمة الانسان. هل يحتاج الأمر الى شرح!؟.
وليس سراً أن بعض حيواناتنا في وضع افضل من بعض البشر، أتذكر اعلاناً عن قطة للبيع بثلاثين ألف ريال، واعرف اكثر من فرد حلم العمر بالنسبة لهم مثل هذا المبلغ او نصفه، لكنني افهم ان هذا صورة من الصور المتناقضة للتطور والحداثة، والقطة في النهاية لن تحصل على ريال، وهذا ما يعزي البعض!.
ولأننا في العيد السعيد دعوني أختم بقصة طازجة تصب في نفس المجرى، ذهب صديقي بعائلته الى الثمامة، وأصر أولاده على ركوب الحيوانات المتوفرة، ولانه ضعيف امام اطفاله، رضخ للأمر وسأل عن الأسعار، فكانت النتيجة كالتالي:
الحمار: 150ريالاً
البغل: 200ريال
حصان البوني: 250ريالاً
….الراعي او العامل ولا بد منه بسعر مائة ريال فقط!!، لا تستعجلوا فلم تنته القصة، ألح صديقي للحصول على تخفيض، وافق المعني بالأمر على التخفيض في البند الرابع فقط، ليصبح سبعين ريالاً بدلاً من مائة!!.
أبو سعد، الله يطول عمرك، من اللي يحتاج لجمعية!؟.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط