في السابق كنا نطلق على الأعوام أسماء الأزمات عند نهاية العام، لكن هذا العام منذ بدايته والأسماء والأوصاف تتقافز أمام الأنظار، وقبل أن تبدأ هذه السنة كانت المنصرمة أنذرت بعاصفة الأكياس، بدأنا بالشعير ثم الاسمنت، غصنا في النخالة ثم طفحنا بالرز وها نحن نطحن مع الطحين، سنة الكيس من كيس في كيس، ليس له علاقة بالفطنة، فالكيس ما تمت خياطته من قماش أو ورق وبلاستيك لحفظ الحبوب وغيرها… ومنها بل أهمها النقود!
بحكم الأثر الكبير لبرامج المسابقات الشعرية الفضائية الرائجة هذه الأيام، ولأن عصر الأكياس تركنا في فضاء رحب لا يعرف التوازن ولا يُرى له قاع، اقترح على أصحاب تلك البرامج أن تخصص فقرة أو مسابقة للكيس، يتبارى فيها الشعراء في وصف ماذا فعلت الأكياس بنا، ولماذا أصبحت تخنق فقراءنا، وتلوث سمعتنا. تبدأ القصيدة، وهذا شرط، بهذا المطلع «أنشدك عن كيسٍ»، لأنه تحول إلى لغز بين ليلة وضحاها، وهي بداية الألغاز، إذ تم تجميد الرز في الموانئ في مقابل الصمت الرسمي، واختفى الطحين، ولُوثت النخالة وأصبح الشعير عزيزاً مثل الألماس ما دفع بأصحاب المواشي إلى التخلص منها، وهي عزيزة عليهم، لأن العناية بها مكلفة، ومع هذا لم يرخص اللحم، لأنهم يضعونه في كيس! وقديماً قالوا «اللي في القدر يطلّعه الملاس»، فمن الذي يستطيع حل لغز الكيس؟
…
السؤال المطروح بغزارة هذه الأيام، ما هي علة الأجهزة الخدمية التي أخفقت وتستمر في الإخفاق، وهو عجز يولد أفكاراً لوضع قائمة بالأكثر اخفاقاً، اقترح هذا على مواقع التصويت، والواقع أن كلاً «يخرص من مخه»، ولا احد بأسباب مقنعة، وأظن، وبعض الظن إثم، وفي ما يخص أوضاع الأجهزة الخدمية المرتبطة بالسوق التجارية والتموينية أنها خلال فترة زمنية طويلة سلمت الاستشارة إلى الغرف التجارية، فأصبحت الأخيرة هي المجموعة الاستشارية الفاعلة والواصلة والمؤثرة، وعندما تعارضت المصالح أو هكذا بدا الأمر، صار على كل طرف مسؤولية «أن يصلّح سيارته»، ولعلك تلاحظ عزيزي القارئ الآن، أوضاع كل سيارة، وإذا بحثت في القرارات الاقتصادية الأخيرة، مثلاً، تجد قراراً بخفض رسوم الموانئ بنسبة كبيرة، لكن كيف سينعكس على السلع أو كيف ستتم مراقبته عندما ينعكس؟! وأظن أيضاً أن لدينا مواقع مهمة استشارية مؤثرة تشكو من عدم توازن في التمثيل، ما أحدث خللاً يحجب حقيقة الواقع، وذاك بحضور فاعل لفئة أقل وأقوى من الفئة الأخرى الأكبر عدداً والأضعف أثراً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
يقولون كيس الرز رطب ينتظرون حتى يجف وينزلونه لنا بلاش
هذي بنبلعه غصب لكن حليب الأطفال ما نزل سعره بل زاد وهو مدعوم يمكن ينتضرونه يصير رطب لانه الحين جاف
الله يرحمنا برحمته
أنها خلال فترة زمنية طويلة سلمت الاستشارة إلى الغرف التجارية، فأصبحت الأخيرة هي المجموعة الاستشارية الفاعلة والواصلة والمؤثرة، وعندما تعارضت المصالح أو هكذا بدا الأمر، صار على كل طرف مسؤولية «أن يصلّح سيارته» …
هذه هي الحقيقه .. لمن يبحث عنها .. فهي بين هذه السطور ..
حقيقة الفساد المالي والأداري الذي يضرب بأطنابه في أجهزة ومؤسسات الدولة
دمت قلما جميلا استاذ عبد العزيز
الغرف التجارية وما ادراك ما هي .. بالعاميةهي”رباطيات”أو”رباطية”مثلما يطلف أهل الحجاز على أي تجمع عرقي أو قبلي أو من أجل أهداف وأغراض محددة ومشتركة .. للفئة النخبوية التي تتشكل من أصحاب الأرصدة المتخمة دون أن يكون هناك أي تشكيل أو ممثلين للسواد الأعظم من المجتمع سوى عندما يحضرون لتجديد رسوم اشتراكهم التي تزيد آلامهم وأوجاعهم ملاحظة عجيبة(إن ما يدفعون من رسوم بالرغم من أن منشأتهم صغيرة توازي تماما ما يدفع أصحاب المؤسسات الكبيرة) تلك الرباطيات هي التي أخلت بالتوازن وشكل كما أسلفت في مقالك أعلاه”حضور فاعل لفئة أقل وأقوى من الفئة الأخرى الأكبر عدداً والأضعف أثراً ..” وطالما أن التوازن مختل وإصدار القرارات تلو القرارات تأتي بتوصيات من أصحاب النفوذ الذين يسعون للذب عن مصالحهم وتضخيم أرصدتهم المتورمة والمتخمة على حساب الجراح والويلات التي يكابدها الآخرين فلن يكون هناك وقع لها على الواقع المؤلم إلا بلفتة وإجراءات تصحيحية كبييييرة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ولكن … (وف عز الكلام خلص الكلام … واتاريني .. ماسك الهوى بئيديا ماسك الهوى وآآآه م الهوى يحبيبي آآآآه م الهوى)
تحياتي للكاتب المبدع عبد العزيز السويد
وزير الخساره يصرح ،بتاع الصوامع يصرح
وكله محصل بعضه
احنا في ديرة كل من ايدو الو
سلمت لمحبك