الدنمارك في «القمة»!

ماذا ستقول الدنمارك لو حضرت أو أحضرت للقمة الإسلامية المقبلة في السنغال؟ لا شيء جديداً يذكر سوى ادعاءات ضعيفة تشير إلى أن حرية التعبير مكفولة، في حين أنها لا تطبق سوى ضد المسلمين، ممنوعة ومحرمة عند الرغبة في الحديث عن تضخيم المحرقة النازية لليهود، وجرائم اليهود في فلسطين أو جرائم الغرب في العالم الإسلامي.
لذلك أرجو ألا تُمكّن من الحضور بأي صفة كانت، ولاحظت في طيات الخبر الذي نشرته صحيفة “الوطن” عن سعي الخارجية الدنماركية للحصول على دعوة لحضور المؤتمر بصفة مراقب، أنه تم تقسيم الدول الإسلامية إلى معتدلة وغير معتدلة! ويظهر أن موضة الاعتدال من عدمه تُصمَّم بحسب مقاس الحاجة، والمصمم الأكبر، أو دار أزياء الاعتدال العالمية، هو بعض الدول الغربية ومنظماتها، أنت معتدل عندما أقرر ذلك، إذاً أنت متطرف عندما أقول ذلك.
ولأن الرد الرسمي من دول إسلامية على قضية الرسوم الدنماركية المسيئة الأخيرة كان ضعيفاً ورخواً، وغير واضح المعالم واعترته اختلافات في الدرجات، من الصمت المطبق إلى إبداء الانزعاج الديبلوماسي البسيط، في مقابل عمل ديبلوماسي متأن إطاره الترهيب والترغيب من الاتحاد الأوروبي، الذي لم يفعل شيئاً يذكر في قضايا إسلامية أبرزها قضية فلسطين، مع الوعود والرهانات واللجان الرباعية والممثلين المتجولين، تضاف إليها دعوات حوار الحضارات والأديان والانفتاح وكل ما له عنوان أخاذ من دون جدوى واضحة المعالم.
ماذا يمكن أن تفعل الدنمارك سوى ألعوبة ديبلوماسية وفرقعة اعلامية، ليس فيها، حتى في إعلان الرغبة والتمني سوى استهانة واستهتار معلن بالعالم الإسلامي والمنظمة التي تمثله.
من هذا كله فإن منظمة المؤتمر الإسلامي تخطئ خطأ كبيراً لو خضعت لضغوط، إن وجدت، أو رغبات أو توجهات ثم قامت بدعوة حكومة الدنمارك، سواء بصفة مراقب أو حتى بصفة ساع، وهي إن فعلت ستضر بالأوضاع الداخلية للدول التي تمثلها، وستوفر أفضل بيئة لانقسامات جديدة، وستمثل سابقة سياسية لدول أخرى غير الدنمارك، والدول الإسلامية ليست في حاجة لأسافين إضافية، فالأوضاع الداخلية لكثير منها متردية، والاحتقان بسبب قضية الرسوم الدنماركية السيئة لا يحتاج لمن يصب عليه مزيداً من الزيت.
إن أفضل إجراء وخطوة تتخذها منظمة المؤتمر الإسلامي وحكومة السنغال هو الإهمال التام لهذه الأخبار، أو الطلبات إن قدمت، وعدم التعليق على تلك “البالونات الإعلامية” التي ربما يراد منها إشعال خلافات داخل المؤتمر، هو ودوله بغنى عنها، وعلى أجندة أعماله الكثير الكثير مما هو أهم، لنعتبر أن حكومة الدنمارك هذه غير موجودة حالياً، ولا تستحق بالوناتها الإعلامية حتى رداً رسمياً على اقل مستوى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على الدنمارك في «القمة»!

  1. برفشنل كتب:

    عزيزي …ان ماتقوم به بعض الدول وليست الدنمرك فقط من الاساءة لرسول (صلى الله عليه وسلم) انما هناك اهداف اكبر وهي اهداف منظمه ومرسومه لكن الواجب ان تقف الدول الاسلاميه موقف موحد بحيث ان يكون هناك نظام دولي يمنع الاساءه للدينات وما يتبعها وما يتعلق بها وتكون الدوله التي بدر منها الاساءه تتحمل المسئوليه عن ذلك .سمعت ان هناك نظام دولي يمنع من الاساءه للنازيه وهو موقع من كثير من الدول …والله الموفق

  2. سهيل يقول : كتب:

    استاذي القدير : اقول كما قيل من قبل ان من تهن عليه نفسه هان على الناس ، ونحن امة و بكل اسف وحرقه اقولها هانت على نفسها فكيف لا تهن على الامم الاخرى … و في الختام اقول بقول ابن درويش : حاصر حصارك بالجنون و بالجنون و بالجنون … عل يكون هذا الانشقاق عن الواقع و الارتماء في احضان الجنون مصوغا لنا لكي نعيش مع هذا الهوان و الذل … و تقبل تحياتي استاذي الكريم …..

  3. عبدالله الغامدي كتب:

    أستاذي الكريم هل فكرت لماذا طهرت الرسومات وفجاه في هذا العدد الكبير من الصحف والمجلات في الدنمارك.
    وانظر لردة الفعل من المحبين رسولهم صلى الله علية وسلم كيف حجمها, لقد أصاب الكثيرين التبلد الحسي , حتى مستوى الدفاع عن الرسول كيف أصبح
    لم يقوموا بذلك إلا بعد أن عرفوا أننا أصبحنا ذلك الإنسان , قاموا بدراستنا ودراسة تفكيرنا وإهتماماتنا ثم فعلوا فعلتهم , هل نستطيع دراستهم ونرد لهم الصاع صاعين بالمثل وليس بالعنف حتى لا نجر إلى ما يريدون .

التعليقات مغلقة.