كانت سحابة صيف وانقشعت، تلك السحابة التي اعترت العلاقات السعودية – القطرية، وصفاء سماء العلاقة توّج بزيارة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى الدوحة، فأراح النفوس بتصريحات حاسمة أثبتت أن العلاقة هي علاقة أشقاء وجيران، وهي أعمق مما يتمنى البعض، وسد الطرق أمام من يحاول النفاذ وخلخلة العلاقات بين دول الخليج العربية. والآن بعد إعلان رسمي ميداني على مستوى رفيع بعودة المياه إلى مجاريها، يمكن للمراقب أن يتبصّر الحكمة السياسية السعودية في التعامل مع تلك السحابة، لقد اتسم ذلك التعامل بالهدوء والرؤية وعدم الانجرار إلى مماحكات إعلامية، يمكن لأي قيادة سياسية أن تستغلها لإلهاء شعبها، أثبتت السعودية أنها القلب الكبير، وأن بعد نظرها الذي راهن على أن قطر وشيوخها وأبناءها جزء من هذا القلب… حقق النجاح.
أيضاً من الملاحظ أن تلك السحابة لم تؤثر سلباً في العلاقة بين أبناء الشعبين، على رغم بعض المحاولات مجهولة المصدر التي كانت ساحات الانترنت مجالاً خصباً لها، أو تلك الأخرى معروفة المصدر من وسائل إعلام يعيش أصحابها على تأجيج الفتن أو الاستفادة منها، خصوصاً من حملة «الحقائب» المتجولين ممن يوصفون بالإعلاميين، فيصدرون صحفاً في الغرب تعيش على التناقضات أو تحاول اختلاقها، وينجر وراءهم بعض مَن يُستغرب منهم ذلك، تَبْرَع مثل تلك الوسائل في اللعب على الحبلين، وهذه الجملة فيها ديبلوماسية.
لم يؤثر ذلك في علاقة الشعوب، كان السعوديون يذهبون إلى قطر والقطريون يزورون السعودية ولهم فيها جذور وأحباب، ولم تسجل حالة استهداف واحدة، مع وجود تلك الغمامة، وهي حالة صحية راقية، لعل دولاً عربية أخرى تستلهم منها نموذجاً. الخلاف بين الدول في السياسات، أو التعاطي مع قضايا إقليمية أو دولية يمكن فهمه والتعامل معه، الذي لا يمكن فهمه واستيعابه هو تحول تلك القطيعة إلى ساحة الشعوب، خصوصاً بين الجيران المرتبطين بحدود يعيش بين ضفتيها أبناء عشائر وقبائل واحدة، والأمنية أن تتحول الحالة السعودية – القطرية التي توجتها زيارة الأمير سلطان وحفاوة أمير قطر الشيخ حمد، إلى حالة عربية، فنرى انفراجاً بين المغرب والجزائر، وبين سورية ولبنان، وتشاد والسودان.
فعلى تخوم تلك الحدود العربية الساخنة، تنتظر ذئاب جائعة تبحث عن مزيد من الهيمنة وتستفيد من خلافات، فترفع يافطات وشعارات جميلة يحسبها الظمآن ماء، والاستقرار السياسي هو غاية منشودة وأساس للتنمية والتطوير وتحسين أوضاع الإنسان العربي، وهو بحاجة ماسة لها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
حاك الله. أبو أحمد
الله يدوم المحبة بين الجيران وكل الشعوب العربية والأسلامية يارب ويوفق
ولى العهد فى خطواته ويحفظه ويجعل المملكة السعودية الحبيبة وطن كل شعوب المعمورة ويعم الخير والسلام دائمآ أمين..
وتقبلوا بقبول فائق الإحترام / صلاح السعدى
سعادة الأستاذ : عبد العزيز السويد –جريدة الحياة- حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…وبعد
(نعم هي كارثة) عنوان مقالكم في يوم الاربعاء0لقدجاء النص المنقول من رد شؤون الحرمين في مقالكم وكأنه مجتزأ من مكان آخر وصوت آخرغير صوت هذه المؤسسة الفاضلة وكأنها تعبر عن ضمير غائب لدينا جميعاً.
وأستطيع أن أضيف بأن جميع المؤسسات والمصالح الحديثة ,الوزارات المختلفة قد خالفت وتخالف قاعدة صرف الراتب (الأجر) حيث يجب أن يكون الصرف نقداً (يداً بيد) ولم يصدر حتى هذه اللحظة بحسب علمي ما يفيد تغير أسلوب وطريقة الصرف بحيث تكون مثلما عليه الوضع الآن عن طريق البنوك.
إن هذه الآلية وإن كانت آمنه وعصريه ومناسبة للوضع الذي نحن عليه من ازدياد حجم العاملين في الدوله وتوسع أجزائها …ألخ, فإن المستفيد الأكبر من هذا التنظيم هو البنك, فقد أثرى على حساب المواطن والمجتمع بضمان الراتب في عملياته المصرفية التي كان عليه -أي البنك- أن يمارسها بمهنية وإحترافية لا دخل مباشر للحكومة وأجهزتها فيها, فهذا التوظيف الآلي العالي الكفاءة الذي يستغله البنك هو في الحقيقة إثراء الأقلية على حساب الأكثرية وهذا ثمن فاحش ليس له أدنى مبرر سوا الاستغلال.
أكرر ما قلته سابقاً في تحقيق مع إحدى الصحف,بأنه يجب على البنك أن يقوم بأعماله بمسؤولية ومهنية كاملتين واحتراف أيضا,مثله مثل أية مؤسسة أخرى تمارس نشاطها التجاري وبدون ضمانات عامة. صحيح أن البنك مؤسسة مالية عالية الحساسية بحساب الأرباح والخسائر والتصفية والإفلاس, والخروج من السوق لأي بنك يشير إلى دلالات تمس الأمن والاقتصاد والسمعة العامة, إلا أن البنك من جانب آخر هنا يتمتع المسئولون الأقوى فيه بالحصانة والحماية في التخفيف من المحاسبة والرقابة عن طريق حسابي الديون المشكوك في تحصيلها _والديون المعدومة …ألخ والتسهيلات البنكية , وتمتعهم بضعف رقابة الجمعية العمومية وتفاهتها.
بقي أن أشير إلى أنه استغرب عليكم أن تنساقون وراء مايسمى بمحاربة الفقر في بلاد ليست فقيرة في كل شي إلا في الفقر نفسه. فيكفي أن يشترك العالم كله بثلاثة أرباع الطاقة النفطية وعوائدها والربع الأخير كله هنا..ّ! لعشرة أو عشرين مليونا أو ثلاثمائة مليون نسمة ! نحن لدينا فائض في كل شيء الشمس, الكهرباء, المياه,الدين,والحرمين ,الجنون, والترف والبذخ…..الخ.
ياسيدي _أخيرا_ يجب علينا _نحن_ مكافحة الغنى والغنى الفاحش الذي لا لزوم له , والذي وصل على درجة العبث والهرطقة , فأزمتنا _هي أزمة غنى , وأغنياء_ فالمعادلة مقلوبة لا أقول بحسن نية ولا بتعمد ولا حتى بجهل !! إنما بعبث وعبث زائد عن الحاجة أيضا.
الدكتور
محمد براك الفوزان
باحث وناقد قانوني ومتخصص في أنظمة حكومة المملكة العربية السعودية
صاحب مكتبة القانون والإقتصاد.