لو لم تنشر الصحف وتواصل النشر عن تأخر القضايا في المحاكم السعودية لما علمنا من المصدر الرسمي أن هناك نقصاً حاداً في عدد القضاة. ولربما بقي الوضع على ما هو عليه، في انتظار استحداث وظائف بسبب البيروقراطية والخطابات المتبادلة، وأيضاً انتظار تغير في الرغبات، إذ إن وظيفة القاضي – كما يذكر مراراً – ليست مرغوبة لانصراف الناس عنها.
النشر الصحافي أجبر على إظهار النقص والإعلان عنه، أليس هذا من ايجابيات الصحافة؟ ويجب أن تشكر عليه من وزارة العدل والمحاكم والقضاة المزحومين بالقضايا، من هنا أدخل إلى قضية مهمة وشائكة وهي الكتابة والنشر عن قضايا ما زالت تحت المداولة بين أروقة المحاكم. الموقّع أدناه ابتعد عن هذا، ليس حذراً من تأثير رأي في الحكم بقضية، فرحم الله كاتباً عرف قدر نفسه، بل لأن ما ينشر صحافياً ليس بالضرورة محيطاً بكل ملابسات أي قضية، والذي يعلم مشقة العمل الصحافي يعي هذا الأمر، فيحاول جاهداً الانتظار الى حين الإحاطة بالقضية محل الطرح.
إلا أن الكتابة الصحافية عن فداحة جرم وقع أو الإشارة إلى سلوكيات وظواهر سيئة برزت أو تكاد تبرز، من خلال حوادث وقعت ونشر بعض تفاصيلها، أمر بالغ الأهمية، حتى لو كانت القضية ما زالت في طور التحقيق، أو في أروقة المحاكم.
هل هناك تناقض في ما سبق؟ يمكن أن يكون هناك تناقض، نعم. إلا أن ما يجعل ذلك متناقضاً هو أسلوب تناول القضية من الكاتب أو الصحافي. لا شك في أن عواطفنا تدفعنا كثيراً، خصوصاً في قضايا اجتماعية جنائية، فيكتب الواحد منا مدفوعاً بحسن النية، وقد يخطئ أو يصيب. وهو يعبّر عن جزء من المجتمع أو الرأي العام الذي هو طرف في كل قضية لأنها تمس مصالحه واستقراره.
أما إذا تم الحكم في القضية محل النظر، فما الذي يمنع الكتابة وطرح الآراء، فالواقع أن كل هذا يضيف ويصب في مصلحة المجتمع.
هذا من رأيي المتواضع، وسبب الإشارة ما أقرأه بين فينة وأخرى من مقالات تنشر لقضاة أفاضل يبدون استياءهم من تناول قضايا في المحاكم، ولا أستطيع القول إن الصحافة تمثل الرأي العام بمجمله، لكنها تمثل جزءاً مهماً منه، بل انها الوسيلة الوحيدة المتاحة، والرأي العام – المجتمع – معني بكل قضية وحادثة، مسّت آثارها جسده وصحته، هو موجود، وإن لم يكن حاضراً داخل المحاكم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
صباحك سعيد أستاذ عبدالعزيز
وموضوع جدآ رائع وجميل, وطرح موفق
ولكن في قضية تناول القضايا المدارة في المحاكم عن طريق الكتاب والصحافه غير مستحب بسبب عدم الملعوميه التامة في مايخالجها, فأرى من وجهة نظري ليست سلبيه تقع على كاهل الكاتب او الصحيفه
بل أعتبر وإن كان تعمدهم لمس القضايا التي أي تكون وخاصةً أن تحيد الصواب وتصبح خاطئه, رائعه وجميلة في وقت إنعدام الشفافية المطلوبه من قبل هذه المحاكم ومايدار على طاولاتها
فتصبح من وجهة نظري وكأنما مطالبه برفع هامش الشفافيه وسقف حرية الرأي والتعبير للمجتمع الذي يعتبر أحد نقاط المسؤوليه
وكأنما أشاهد حينها مسرحيه تدار أمامي
– لا أريدك أن تعلم ماذا أفعل بحقك كمجتمع
– لا أريدك إيضآ أن تتكلم حتى تعلم
– لا أريدك إيضآ أن تتكلم لو علمت
ويصبح المجموع
– لا أريدك في وجودي .. !! فأنا الذي أعلم وأفعل وأتكلم
أتمنى من أي قارئ أن يعد كم مره ذكرت جملة
( أريدك ) بدون ماسبقها من (لا) النافية .. !!
شكرآ عبدالعزيز وأريدك دائمآ كما أنت (F)
يوجد هناك حكم شرعي وايضا حكم وضعي لكيفية التعامل مع ( المشتبه به) وليس الجاني الصحافة اصبحت معنيه بمبداء ( التشهير ) للمشتبه به دون المساس بالجاني ,
التشهير في الدين الاسلامي نوع من التعزير لما تقتضية المصلحة العامه للمسلمين وذلك للحد من تكرار الجرم من الاخرين
المشتبه به برئ حتى تثبت ادانتة….
فلماذايتم تناول القضايا ( المشتبه بها ) في الصحافه وترك الجانب الانساني والديني الذي يترتب عليه عرضها بالاساءة ( للمشتبه بهم) والتشهير بهم وفقدان مصداقيتهم والاسائة والضغط والعامل النفسي الشديد القسوة على اقربائهم ,,,,
وفي الاخير يصبح (المشتبه به) بعد خروجه ببراءة (صاحب سوابق في السمعه السيئة )(وتدور حوله الشكوك)
هل قرأنا في الصحافه عن التشهير …هل تم التشهيرعلى سبيل المثال ( بهاومير الاسهم ) الذين اسقطو الملايـــــــــين من المواطنين اما في دائرة الفقر او الديون او دور الرعايا النفسية ( شهار ) .
وغيرها الكثير …
وبالتوفيق