للقلب والعيون

ميزة تبرع الدكتور ناصر الرشيد بأربعة كراسي بحث في جامعة الملك سعود ليس العدد فقط بل النوعية والصيغة، اختار الدكتور ناصر كرسيين، الأول للقلب والثاني للعيون، إدارة الجامعة أحضرت مجموعة من رواد المستقبل، طلبة مميزين، للقاء بالرشيد، فأضاف كرسياً جديداً لرواد المستقبل، فكر لاحقاً ليضيف كرسياً رابعاً لمكافحة المخدرات، الأخيرة في حاجة إلى سند علمي بحثي يفكر ويخطط، جانب آخر من التميز في هذا البذل أن المتبرع قدمه كاملاً للجامعة، فلم يتجه الى خيار التقسيط السنوي وهي الصيغة المتعارف عليها.
ناصر الرشيد بعيداً عن الألقاب نموذج متألق، سبق ان كتبت منوهاً بعمله الخيري الضخم قبل عام ونصف العام تقريباً، عندما تبرع بدار للأيتام في حائل بمبلغ مئة مليون ريال. يستمر الرجل في تقديم النموذج، ونحن أحوج ما نكون إلى نماذج ايجابية وطنية تظهر وتبرز وتقدم من دون طلب من احد، من حقه علينا التنويه والإشادة، والدعاء له ولعائلته بالصحة والقبول واستمرار العطاء المفيد لأبناء بلده.
كراسي البحوث الأربعة وسام على صدر الدكتور ناصر الرشيد، تضاف إلى أوسمة خير سابقة، هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بتوفيق الله تعالى، هناك قدرات كبيرة في البلاد، مال وعقول مع حسن إدارة تبتعد عن خيوط عنكبوت البيروقراطية التي أحبطت آمالاً كثيرة، لا أشك في رغبة فئة من القادرين في فعل خير مؤسس يدوم وفق منهج علمي واضح، هذه الفئة المقتدرة مطالبة بأن تبذل أكثر وتختار الأفضل وتحذو حذو الدكتور ناصر الرشيد، نحن أحوج ما نكون إلى القدوة الحسنة.
مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان نفض الغبار عن الجامعة، فتح آفاقاً للعمل من صندوق أغلق لسنين، وعندما فرش البساط وجد من يتقدم، ومثلما يقدم ناصر الرشيد المواطن ورجل الأعمال صورة من الزخم المنهمر، تقدم جامعة الملك سعود لشقيقاتها الأخرى نموذجاً متطلعاً.
وهي فرصة لأشكر جامعة الملك سعود، حيث اتصل بي، في حينه، الدكتور عادل عبدالجبار مبدياً اهتمام الجامعة ومديرها بالمخترع المواطن محمد الخميس، ولم نكن نعهد سابقاً عن الجامعة سوى أصداء مشكلات القبول وتأخر المكافآت.
المال وصل وبقي العمل لتحقيق النتائج المرجوة، ومع تعدد كراسي البحوث، تحسب مبكراً من أن تتحول الكراسي إلى أسرة للنوم، خصوصاً إذا ما أضفت إليها كثرة الاتفاقات الموقعة. نريد أن يطمئننا الدكتور عبدالله العثمان على مستقبل هذا الزخم من العمل واستمراريته. ليست في هذا شكوك بقدرات مدير الجامعة وفريقه العامل، ولكن لنفترض أن خدماته انتقلت إلى موقع آخر، وفريقه تبعثر، فهل ينتهي كل هذا بمدير جديد له تطلعات في اتجاه مختلف؟ تعودنا من مديرين جدد عندما يأتي الواحد منهم إلى عمل، عدم البناء على جهد من سبقه، فإما ينسفه وإما يجمده، والقصد اطمئنان للاستمرارية.
وحتى يرى الرجال المبادرون أمثال الدكتور ناصر الرشيد ثمار أشجار زرعوها وقد أينعت للمجتمع، في حضن مؤسسي متطلع للأمام.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على للقلب والعيون

  1. فضل الشمري كتب:

    مرحبا اباسعود , شكرا لك أخي لهذه ألاريحيه وألاشاده المستحقه بحق الدكتور الرشيد , كان مقالك في الواقع يحمل الكثير من ألاشارات الجميلة والحث على ألاستمرار في العطاء للوطن , كما تعطي أنت ( أحيانا ) ودائما لوطنك !!! أجمل ألاماني لك وبارك الله فيك …!!!

التعليقات مغلقة.