تصوّر رحمني الله وإياك أن أيتام جندي استشهد وهو يؤدي الواجب يلجأون مضطرين للصحافة للمطالبة بحقوقهم!!، تصوّر حفظني الله وإياك من كل مكروه أن سبعة أيتام وأمهم فقدوا عائلهم الوحيد منذ ثلاثة أشهر قتلاً، نعم..
قتله مجرم ومنذ ثلاثة أشهر لم يستلموا رواتبه ولا مكافأته!، تصور عافاني الله وإياك من كل أذى أن جريدة الرياض نشرت مناشدة من الأيتام السبعة ومعهم ستة من أقرباء الشهيد الجندي، يشتكون فيها الحال، ويدعمون حاجتهم الماسة لصرف حقوق أيتام الشهيد وزوجته بإقبال.. المدارس !! والحاجة للمصروفات!؟، وكأنهم يقولون.. لولا المدرسة لصبرنا!، تصور أغناني الله وإياك عن الحاجة لخلقه، قل آمين.. أن المناشدة في جريدة الرياض غرضها هو “.. وصول أصواتهم إلى الجهات المسؤولة في منطقة جازان لاستكمال إجراءات صرف رواتبه المتأخرة”! تصور الرحلة الطويلة لهذه الأصوات من جازان الى الرياض لتسمع في جازان!، تصور هداني الله وإياك إلى الحق ومعنا الجهات المسؤولة، قل آمين ثلاث مرات، تصور معي كيف يفكر أبناؤه السبعة ووالدتهم وأقرباؤه، بعد كل هذا؟ وأية قناعات سوف تحط وتستقر في قلوبهم!؟.
أليس هناك ممر سريع للطوارئ الإدارية في الأجهزة البيروقراطية!؟، على الأقل لمثل هذه القضايا الحساسة!؟ ألا يشعر من بيده استكمال الأوراق، أن هذا الملف كائن حي له قلب ينبض مكتوب بالدم الأحمر، ومعلق به سبعة أيتام وأمهم!؟.
تصوّر أخي الكريم أن الصحافة لاتنشر مثل هذه القضايا كما كانت تفعل في السابق، نعم أسمع بعض الأصوات التي تقول أن النشر قد لا يحل القضية، بل قد يؤدي الى العكس، مثلا.. يغضب أحد ما بسبب لجوء أهل الشهيد رحمه الله الى الصحافة..و يعطل الحق وقتا أطول، مثل هذا كشف نفسه وهو يبحث عن عذر؟
لو لم تكن الصحافة تنشر وتدفع لحل القضية، أي “مدرسة” سيلتحق بها السبعة أيتام، ومن أين سيأكلون؟.. لك حق التخمين؟.
تصوّر معي لو كان للجندي الشهيد علي يحيى عسيسي. قريبا نافذا، هل سيتأخر حق أولاده؟ وهل كانوا سيقدمون طلبهم بهذا الأسلوب؟.
حسنا. لماذا لا تصل الأصوات بسرعة اكبر، نعرف أن للصوت سرعة محددة، فلماذا تتباطأ عندنا؟ هل الهواء ثقيل الى هذا الحد؟ أم أن هناك من يحجبها.. يبدو أن “السمع” تبلّد.
في رأيك كم حالة مثل هذه او شبيهة بها؟ وماهو تأِثيرها على الجنود ومن في حكمهم؟؟
أرجوك لاتقل يحتاج الامر الى دراسة؟.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط