هل يتأثر الإنسان بنوع اللحوم التي يأكلها؟ ليكتسب صفات من مصدر هذه اللحوم؟
هذا سؤال من القارئ محمد حمادة ضمن تعليق على مقال «اللحوم العربية المتحدة».
من دون دلائل علمية، بل تأملية، أنا مع القول بالتأثر والتأثير، فإذا كان للبقاع تأثير في الطباع، وهو أمر ملاحظ مشهور في سلوكيات البشر، من نظرة إلى صفات وطباع أهل الصحراء واختلافها عن أهل الساحل أو قاطني الجبال. حتى الأعشاب والعسل، أيضاً، عند استخدامها للعلاج، هناك فرضية راسخة تقول إن منتجات بقعة من الأرض تعالج أمراض تلك البقعة أفضل من غيرها، المعنى هنا تأثير ونوعية أثر.
وعندما كثر أكل لحم الدجاج وانتشرت مزارع تسمينه كثر كلام البشر الذي لا فائدة منه. اقترب من مقهى مزدحم وانصت وقل لي ماذا تسمع وماذا يشبه؟ أيضاً معروف أن الدجاجة إذا باضت تعلن عن ذلك بصوت عال يسمعه الجيران، حتى أن الفضوليين يستطيعون معرفة العدد! بماذا يذكّر هذا؟ الا يذكّر بحرص بعضهم على الإعلان عن إنجازاتهم حتى لو كانت بحجم البيضة! مثلاً، يمكنك معرفة من يأكل لحوم الديكة، من مشيته و «زمرته»، وإصرار منه على «الطنطنة» عن عمل وحيد قام به طوال عمره كأنه بيضة الديك، مع أن الديك يستحي من اتهامٍ بالبيض.
أما الحرام من اللحوم مثل لحم الحمير الأهلية، فلا بد من ان له أثراً مركباً يضاف الى كونه محرّماً شرعاً، السبب ان للحمير صفات معلومة، يمكن ملاحظة انتشار حمل الأسفار ونقلها من دون علم بها! لك أن تتخيل ما شئت هنا! أناس يحملون شهادات أو أخباراً وقد علم أن آفة الأخبار رواتها، وإذا كان من أكل لحم حمار على علم بنوعه فلا بد من أن تظهر صورة الحمار في رأسه حتى يتحسسه كل يوم ويخشى على ما تبقى من عقله، لأن في داخله صورة حمار كامن!
أيضاً ترويج اللحم الفاسد وإعادة تصنيعه مثلما فعل صاحب مستودعات التسعمئة طن في الرياض، الذي لم يُعلَن ماذا تم بحقه، هو من الإفساد في المستودعات والمصانع، فلا بد من أنه سيؤدي إلى فساد الذوق لدى من أكل منه وعمل فيه وعليه، وهو فساد يؤثر في الأخلاق والتعامل بين البشر. قد يكون في هذا تفسير للعدوانية وتراجع القيم في مقابل ارتفاع مؤشر الغرائز و «تقاطر السعابيل». ألا تلاحظ قولنا الشائع إن الحياة تحولت إلى غابة! من يسكنها يا ترى؟ انظر إلى بعض الناس وكيف تحركهم كلمة أو إشاعة فيركضون مثل قطيع. لا تنس أن ترويج الفاسد من اللحوم حياً وميتاً، يستفاد منه كمصدر للغرامات المالية للأجهزة المعنية، أما أخطار مثل تلك على البشر فهي من الخسائر غير المنظورة، وهي غير ذات قيمة في عالمنا العربي لأنها من قيمة الإنسان!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
هذا يعني أن للفقراء ميزة أخرى تضاف إلى ( مزايا ) الفقر الكثيرة
الفقراء غالباً لا يأكلون اللحم أياً كان نوعه و مصدره
يعني ـ حسب النظرية ـ بأنهم مثل رغيف الخبز ( مسطحون )
لذلك لا عجب أن نلمس السطحية لدى أغلب الشعب في أوطاننا .
يسعد اوقاتك أبو أحمد
والله اني ضحكت وانا لوحدي بعد صلاة الفجر لدرجة اني بديت اتلفت اخاف يشوفني احد وينقد علي 0 فعلاً مقال ينطبق على معظمنا ” ينغّز تنغيز” صحيح يا كثر اللي ” يكاكون” ويطهبلون ..مثل اللي يفحط بالطين طايرٍ دخانه وهو في مكانه ……..لكنك يأبو احمد ما إقترحت علينا بدائل …لا تقول لحم بقر أعوذ بالله ….او لحم حمام وغزلان وهذي صعبة لانه ” غويلي ” ؛خلنا على ” الحاشي ” عسى يحوشنا من صفاتها شوي 0
أخيراً مشكور أستاذي الفاضل والذي أتمناه ان يفهم القاريء المغزى البعيد من المقال ….فهو ينتقد واقعنا والحال الذي نحن فيه باسلوب ساخر لعل وعسى ان يُفهم ..واللبيب بالاشارة يفهم بس وين اللبيب 0
مرحبا
امممممممممم
في البداية احب ان اشكرك على مشاركتي هم البحث عن اجابة سؤالي في التعليق على مقالتك «اللحوم العربية المتحدة».
ذكرت كلمة ” غابة ” وبصراحة اكتشفت ان لدينا غابة ولكن بدون اشجار او عصافير وبلابل وانهار
غابة من نوع اخر ابطالها البشر صغارا وكبارا
سباق محموم على كل شيء للوصول الى لاشيء !!! من اجل تلك الغاية فان الوسيلة مبررة لدى البعض ( لا اريد ان اقول لدى الجميع )
تخيل انني كدت ان اتعرض لحادث متعمد بسبب التزامي بالنظام في شوارع الرياض ( تقدر تقول محاولة اغتيال فاشلة ) !!
السائق المتهور اراد ازاحتي عن طريقه بسبب سرعتي التي كانت اقل من ثمانين كيلو متر في الساعة وهي السرعة القصوى داخل المدن !!
بصراحة خفت على حياتي وسيارتي العزيزة ” فزبنت ” الرصيف ولم ارى إلا غبار ذلك السائق المتهور .
تعوذت من ابليس وركبت سيارتي فصعقت عندما وجدت نفس السائق ومركبته ” المتوحشه” يقف بجانبي عند الاشارة المرورية بكل هدوء وشموخ , نظرت له باستغراب فبادلني بنظرة لسان حالها يقول ” وش عندك ” ” خير ” ..
ماعلينا
تتوقع هالسائق المتهور وش ماكل من اللحوم ؟؟
و شطرا ,,,,
أود أن أسجل أعجابي بك أستاذي الكريم وبمقالاتك التي حقيقة لا أمل من قرائتها دائماً
أما عن هذا الموضوع ، بالتحديد فأصبت بالوصف ، إيما إصابه ، لنكن واقعيين بالفعل هذا هو حالنا ..
دامت لك السلامة وبالتوفيق