كرت كثيراً في “تطنيشنا” لما يدور حولنا، وهو هاجس قديم…، قدم كثير معوقات تقدمنا، يتقد أحياناً ويخبو أحياناً اخرى، دفع هذا التفكير الى الامام هذه الايام، تعليق للقارئ الكريم فضل الشمري في منتدى الرياض الالكتروني، على مقالي “تحريض يقابله تطنيش”، وفي المنتدى قد يتاح ما قد.. لا يتاح في الزاوية، وهذه من خصوصيتنا المذهلة،.. ما شاء الله تبارك الله.
محاولة نقاش ما طرحه “فضل” لأنه “جزل” ستؤدي حتما الى تشعب الموضوع لدرجة لا نخرج معها الى نتيجة لها حدود واضحة، لأني ارى ان احد معوقات التنمية في بلادنا ما يمكن ان اطلق عليه “الفضفاضية”، وهي وجه آخر لعدم الوضوح في مواجهة القضايا،.. لهذا السبب فضلت يا فضل ان احصر النقاش في جزئية واحدة اشار لها القارئ الكريم خالد التغلبي في تعليق له على “تطنيش” آخر تناوله مقال “عسيسي” عن حقوق متأخرة لأيتام جندي استشهد وهو على رأس العمل.
سأل التغلبي عن الضربة التي تعد للعراق وآثارها ونحن في سبات عميق، ويسألني التغلبي، المتفائل كثيراً في كاتب هذه السطور، عن ما بعد الضربة، دعوني اطرح السؤال مرة اخرى ما هي آثار ضرب العراق على المنطقة وعلينا نحن بالذات؟ ولا اقصد بنحن فضل وخالد وانا!!، حتى لا أفهم خطأ، وكما يفهم البعض، بل اقصد بلادنا وناسنا اولا و… ثانياً جيراننا وبالذات اخواننا في العراق.
الاخبار تقول ان القوات الامريكية تخطط للبقاء خمس سنوات على الاقل!، وكولن باول قال ان النفط العراقي امانة في صندوق الامانات الامريكي!، في المجتمعات غير”المطنشة”، وامام وضع مثل هذا معلن عنه ويسعى لتحقيقه بإصرار منذ مدة غير قصيرة، تتصدى له جهات مثل الجامعات ومراكز الدراسات والباحثين المختصين من اصحاب الشهادات “الكبيرة” خصوصاً الاستراتيجية!، بالبحث والتمحيص والتدقيق، ووضع الخطط والخطط البديلة،.. وهكذا، لكن نحن لا نفعل، لماذا؟، لأن الجامعات مشغولة بالقبول والتسجيل او بصندوق الطلبة وادارة رياض الاطفال!، مراكز الدراسات غير موجودة بشكل حقيقي اللهم الا اذا كانت لوحات فقط، رغم ان وجودها يعني وجود “قرون استشعار”، تجس وتتحسس المستقبل، وتنبه للأخطار قبل وقوعها.
اما تفكير الباحثين، اقول باحثين تجاوزا، من اصحاب الشهادات “الكبيرة” فقد انحصر في السعي الحثيث للمناصب وليت هذا يتم عن طريق الدراسات والبحوث المفيدة، لكان خيراً على خير، لكنه يتم بالقشور والقنوات الاعلامية.
…لماذا نحن هكذا؟
الجواب بسيط، وهو باختصار سيادة ثقافة “التطنيش”، على سبيل المثال… انظر الى وزارة التجارة التي “تطنش” الرأي العام كله بطوله وعرضه ولا تواجه تجار الغش والاحتكار، تطلع الى وزارة الصحة التي “تطنش” انحدار الخدمات الطبية في جانب، وتحولها الى تجارة في جانب آخر، التفت الى تطنيش مؤسسة النقد لجمود البنوك “الوطنية” واستمرارها في الحث على الاستهلاك والأخذ من الفقراء والبذل للأغبياء!، انظر آخر دفعة “تطنيش” للحبيبة اللبيبة شركة الاتصالات التي “طنشت” رأي المشتركين “القائم” فيها ومع ذلك “حصلت” على تغطية مضاعفة، شبه وهمية في الاكتتاب،… اياك ان تنسى “تطنيشنا” لكل ما توقعنا اننا تعلمناه من حرب تحرير الكويت!.،.. وليس هذا من ذاك.. بل ذاك من هذا؟، والامر برمته من “وهم” يقول.. “طنش.. تعش”!!.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط