كرسي للحرارة

قدمت إحدى وكالات الأنباء عشر نصائح لإزالة التعب. توقفت عند النصيحة الأولى، كانت… التعرض لأشعة الشمس! قد ينفع هذا لسكان دول شمال أوروبا، في هذه «الفصول» من الســنة، أما بالنسبة إلينا نحن في بلدان الجزيرة العربية والخليج وكثير من بلدان أفريقيا في هذه الفترة الطويلة، فليست النصيحة هذه سوى وصفة قاتلة، لن تزيل التعب بقدر ما تقضي على الحياة.
هناك توقعات لمتخصصين باستمرار ارتفاع درجة الحرارة، بحيث تضاف أربع درجات كل عقد، ولنا أن نتذكر موجة البرد، ووفيات بسببها مع جمود في الحياة، بين هذين النقيضـــين نعيـــش أطول فترات العام، حتى في درجة الحرارة لا نتمتع بالوسطية، اللهم لا اعتراض على قدرك. التوقعات والتعلــــيقات التي صاحبتها أشارت إلى أن ذلك الارتفـــاع قد يذيب بعض أنواع البلاستيك، تخيّل ذوبان البلاستيك، تخيّل ثوبك أو قميصك يذوب ملتصقاً بجسدك! أخبار وتوقعات مفزعة، لا شك.
هذه المقدمة ضرورية للإشارة إلى أن البلاد الصحراوية… قليلة المياه والغطاء النباتي، معنية قبل غيرها بظاهرة الاحتباس الحراري، والتغيرات المناخية، وهي تقودنا للتفكير بجدية في العمل وإعمال الفكر، تخيّل أنك سافرت في إجازتك إلى بلاد باردة لتعود منتعشاً وتجد أجزاء مهمة من منزلك و «كفرات مواترك» ذابت، لن أقول بعض أصدقائك وأقاربك.
إذا قلت إن في ذلك مبالغة تذكر «تخيل»، إنما الواقع واضح في التغيرات المناخية على الأرض، ونحن شركاء في هذا الكوكب نتأثر ونؤثر فيه ولو بجزء ضئيل، ثم إننا من أوائل المتضررين حتى لو أعمتنا أصوات أزيز المكيفات والرحلات الطويلة، والمفارقة إضافتنا كل عام ملايين العوادم النافثة من السيارات إلى المكيفات، ونقتلع أشجاراً معمرة ونخيلاً ونصفق لمنجزات مزيد من تشييد مصانع ملوثة تخلصت منها أوروبا مثل الأسمنت وغيره. نعم كل هذا له من يبرره وربما لبعضه ضرورة، المشكلة في كوننا لا نفكر في التطوير والتعديل والبحث عن جديد أفضل وأقل ضرراً… مع توافر الإمكانات وأحاديث عن حقوق أجيال قادمة.
والاقتراح مقدم للجامعات، أخصّ بالذكر جامعة الملك سعود، لأنني لمست أن في القضايا والمواضيع التي خصصت لها كراسي البحوث اهتماماً أكبر بالشأن والهاجس الداخلي، والأولوية لدفع الضرر قبل محاولة تطوير بحوث وتقنيات للتصدير وريادات عالمية إعلامية، وأملي أن تهتم الجامعة بالبحث في هذا الجانب الحيوي، فتضيف إلى بعدها الوطني البحثي أبعاداً مستقبلية متطلعة تنفع الناس.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على كرسي للحرارة

  1. مواطن كتب:

    مساء الخير اخوي عبدالعزيز
    دول اوروبا وامريكا تخلصوا او يحاولون يقللون مصانع البتروكيمياويات في بلادنهم لانها تطلق غازات سامة وثلوث الهوا وتسبب أمراض خطيرة .لذلك جو عندنا ويجيهم المنتج جاهز صح يمكن فية زيادة بالسعر بس مايقارن بتكاليف تنظيف البيئة وعلاج الامراض لو بقت هالمصانع عندهم .

    صحيح الواحد لما يروح الجبيل أو ينبع يفتخر بهذي الشركات بس قوم قبل الفجر بشوي او بعد الفجر وشم الرائحة اللي تكون مشبعه الجو ريحه غاز كريه أو بيض فاسد او جيفة تعجز تقول وش نوع هالريحه بس معروف مصدرها من وين من مصانع الشركات وهالتلوث أيضا ينتقل لكل مدن الشرقية وربما الوسطي مع سرعه الريح وغير كذا تلوث البحر لان موية البحر تستخدم كمبردات للمصانع وشوف المجرى اللى جاي من البحر كيف صافي ونظيف وشوف المجرى اللى راجع من المصانع بعد استخدامه فوقة زي الرغوة ولونه كدر من الملوثات وكل هذا يرجع يصب بالبحر مما يعني قتل البيئة البحرية وتلويت مياة البحر اللى قريب منها محطة تحلية مياة البحر للجبيل وعلى مسافة ابعد شوي جنوبا محطة تحلية الرياض .

    ما احد قد سئل لية انتشرت عندنا الامراض الخبيثة اللى ماكنا نعرفها من قبل خلال الخمس عشر سنة الماضية وليت الهيئة الملكية للجبيل وينبع تقول لنا كم نسبة تلوث الهواء في الجبيل ويبنع وكم حادثة تسرب غاز سام لا سمح الله قد تم التحكم بها وخصوصا بالجبيل اللى ينشي فيها جبيل 2 يعني تلوث زيادة فوق اللى حاصل ولية اغلب سكان الجبيل يشتكون من الامراض الصدرية

  2. مكافح كتب:

    أستاذي العزيز..

    لاتعلم كم أنا سعيد بمذكرة التفاهم التي أقامتها شركة أرامكو السعودية مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية..فقد نصت على قيام شراكة نموذجية تدعم من خلالها أرامكو أبحاث الجامعة في مجال تطوير تقنيات تقليص انبعاثات الكربون.. بالإضافة إلى أبحاث البيئة البحرية وغيرها من الأتفاقيات مع هذه الجامعة وجامعة الملك فهد للبترول والثروة المعدنية..

    تهدف مذكرة التفاهم إلى تحقيق تطلعات المملكة في الحفاظ على مركز الصدارة العالمية في احتياطات النفط والغاز لعقود عديدة قادمة..

    وكذلك المساهمة في الجهود العالمية التي تهدف إلى جعل النفط مصدراً لطاقة نظيفة وصديقة للبيئة.. من خلال الحد من انبعاثات الكربون.. وهو مايتماشى مع استراتيجية شركة أرامكو السعودية وبرامجها العديدة في تحسين الآثار البيئية للطاقة النفطية..

    وهذا ما أكده رئيس الشركة الأستاذ عبدالله جمعة أن ذلك يأتي ضمن سعي أرامكو المتواصل لدعم مجالات البحث العلمي في المملكة.. والاستفادة من خبرات الجامعات السعودية البحثية في تطويرالممارسات والتقنيات التطبيقية في مجال الصناعة النفطية..

    والمسعد أكثر كتابتك لهذا الموضوع وإشارتك له.. وهذا ما جلعني أأمل في أن الجهات المعنية بذلك تقوم بعمل ما قامة به شركة أرامكو وهي غير معنية بذلك..

    شكرا لك..

التعليقات مغلقة.