وزارة التربيـة والتعليـم السعودية مدعـوة لفـرض حصة دراسيـــة صباحيـة عن المــاء، يجبر فيها الطلبة والطالبات مثــلاً، علــى كتابة عبارة واحدة لمدة ساعة «بلادنا أفقر دول العالم في الماء»، يُقترح دفتر من مئة ورقة.
ومن الاقتراحات ونحن في خضم الامتحانات ان يطلب من الطلاب ترديد عبارة قبل الشروع في مواجهة الأسئلة… تقول: «الماء أغلى من برميل النفط وبراميل الكولا وكل أصناف الآيس كريم والكاكاو».
في ندوة في جريدة «الرياض» قال وزير الماء والكهرباء ان بلادنا أفقر دول العالم في الماء، وهي حقيقة نعرفها جيداً، إلا أننا لم نتعامل معها حتى الآن بما يجب، ومعظمنا ينتظر أن تقوم الدولة وأجهزتها الحكومية بتقديم الحلول للمعضلة، ربما وهم «يتروشون» أي يستحمون، هناك في الذهنية المجتمعية قناعة مستوطنة، أن الواجب يقع على آخر، إما جهاز وزارة أو «شيء من هذا القبيل»!
والترشيد مع احترام النعمة وتقديرها، والماء من أعظـــم النعم، لن تقــوم له قائمة إذا لم يتحول إلى سلـــوك شخصي يُغرس في النفوس، وهاجــس مجتمعــي يقـــوم له المجتمع ويقعد، وإذا كانت مزرعتان فقط في شمــال السعودية تستهلكان أكثر من استهلاك خمس مناطــــق فيجب أن نضع الأصبع على الجرح، لنفكـر في الأولويــات، هل نحن بحاجة لزراعة الزهور أو الفــراولة أو غــيــرها مثــلاً لتصديرهـا أو «التفكه» بها؟
الحقيقة أننا الآن في وضع أفضل من ناحية الاعتراف بالمشكلة، تجاوزنا مرحلة قال فيها احد الأكاديميين وهو يقود جامعة وقتها، ان تحت أرضنا مياهاً تتجاوز كمياتها مياه نهر النيل «بطعش مرة»… وصفق له الحضور، ومن الذاكرة لست اعلم سبب التصفيق حتى الآن على رغم مرور سنوات طوال. وكل مسؤول مؤتمن على ما يصرح وما يقنع به قيادته، فإذا صنف عالم و «باخص» كانت له أهمية اكبر، للأسف نحن ندفع ثمن تزيين الأمور وتفصيلها بحسب المقاس، وإرهاصات قبلها وبعدها.
إذا كان الصنبور «البزبوز» في منزلك أو مكتبك، والمضخة واسعة الفوهة في مزرعتك، تصب الماء الزلال، فتذكر أن هناك من يركض لاهثاً وراء صهريج ماء وقد لا يجده بسهولة، وهو قانع بدفع خمسمئة ريال أو أكثر، وعندما يطالب بالترشيد يأتي وقع المطالبة على الأفراد والوحدات السكنية، وهم جزء من الاستهلاك والجزء الآخر هو المزارع والمنشآت الضخمة، لم يتخيل أحد أن البقع الخضراء التي تتشكل من أجهزة الري المحوري ستتحول إلى ثقوب سوداء… ربما لو تخيل احد وقتها لقيل له أنت متشائم لا ترى إلا نصف الكأس الفارغ، ماذا تبقى في الكأس يا ترى؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
“فتذكر أن هناك من يركض لاهثاً وراء صهريج ماء وقد لا يجده بسهولة” ذكرتني هذه العبارة بقصة حزينة حدثت (ان لم تخني الذاكرة) في منتصف السبعينات الميلادية في رفحاء شمال السعودية، حينما كان أهالي رفحاء يطاردون الصهريج الوحيد لماء (البيذر) ماء منقى كانت تتفضل به شركة التابلاين يوميا على الاهالي آنذاك. فكان الصبية والشباب والرجال (وبعض النساء) يأتون بأوعيتهم (جراكل متواضعة) ينتظرون قدوم الصهريج ذو الحجم الصغير الى موقفه المحدد، بالقرب من مركز الشرطة. وحينما يلوح لهم تجره سيارة الشركة، يتهادى بحذر متجها نحو موقفه، ينقضون عليه في صراع على من يسبق الى الصنبور ليملأ (جركله) سريعا ويعود بالغنيمة الى أهله قبل أن ينفد الصهريج. وكان في أحد المرات شابا يافعا نشطا استطاع أن يصل الى الصنبور قبل أن يتوقف الصهريج تماما، ويفصل عن (القلص) فتعرض في هذه الاثناء الى ارتطام شديد في مؤخرة الصهريج نتج عنه تهشم جمجمة الفتى. هب المنقذون من الاهالي ونقلوه الى مستشفى التابلاين في رفحاء والذي كان في نهاية الشارع لحسن الحظ، ولكن القدر كان قد حان فمات الفتى في المستشفى متأثرا بجراحه. وخرج أهالي رفحاء في جنازته يشيعونه من الجامع الكبير الى المقبرة مشيا على الاقدام، في موكب مهيب وحزين، ذلك المشهد الذي لازال عالقا في ذهني منذ ذلك اليوم. والقصة مثبتة ومعروفة لدى أهالي رفحاء.
اهلين اخوي عبدالعزيز
الماء نعمة وشحيح في بلدنا وبيجي وقت تشوف الناس تتذابح عليه . مشكلة الزراعه قبل كم سنة انها قامت على قرار غير مدروس يمكن وقتها كان حل لمشكلة لكن حنا مانشوف الا ماتحت خشومنا مانشوف البعيد والمستقبل ووش نتايج اللي نسوية الان بعد كم سنة ! عشان كذا وقتها التوجة للزراعه وقال الدكتور البكر كلمته المشهورة اللى صارت تتردد في احد الاغاني الوطنية ان بلدنا تحتوي على مياة تعادل تصريف نهر النيل لعده سنوات ومن وقتها بدء السحب الجائر واخترقت الطبقات المائية وتخلل المخزون المائي تحت الارض لذلك تشوف في الخرج انهيارات للتربة وانخفاسات والعيون جفت كل بسبب الري المحوري ودوائر القمح اللى تجلس ربع ساعه الطيارة فوقها ما قطعتها في القصيم والخرج والرياض والجوف وتبوك وخسرنا ملايين واخرتها الان بيهد قطاع الزراعه وتنقل للسودان لان تونا ندري ان الموية عندنا شحيحه واننا افقر دول العالم فية .وحنا نصدر الموية المعبئة لدول الخليج بالتريلات ونصدر الاعلاف اللي تسهلك المياة
دايم قرارتنا الحكومية وقتية وارتجاليه مافيها بعد نظر ولا تخطيط على قولتها طقها والحقها وعش يومك وبكرة له الله .
واتوقع بعد هدر النفط بالانتاج العالي سيظر المخزونات المتوفرة ويخلل الضغط فيها وسيظر بمستقبل الاجيال القادمة لان جيلنا استنزف كل موارد البلد في خمسين سنة لذلك ويل حال الاجيال الجاية لا نفط ولا ماء وتلوث وزيادة سكان وفقر
الله يرحم حالهم كيف بيكون وضعهم وقتها
حياك الله . أبو أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
[ وجعلنا من الماء كل شىء حى]
قطرة ماء تساوى قطرة دماء يجب أن نحافظ على الماء و ولا
نهدر فى أستهلاك الماء ونشكر الله على نعمة وجود الماء على سطح الأرض..
مع خالص تحياتى / صلاح السعدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أخي الفاضل أبو أحمد
أشكرك علي الموضوع المهم .
من وحهة نظري لا يوجد لدينا شح في المياه .
ولكن عدم الإستخدام الصحيح وعدم التخطيط الصحيح هو من ساهم بشكل كبير بولادة هذه المشكلة .
فلمادة من فضل الله موجودة ويجب إستغلالها في هذا الجانب من خلال تحلية مياة البحار .
حتى لو قال البعض بأن التكلفة كبيرة لكن كما قلنا المال من فضل الله وافر .
والمشكلة الحقيقية في نقص الماء إن وجد فهو يكمن بوجود خلل في المسؤولين في الوزارة المعنية من هذا الجانب .
يجيب الله مطر .
اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا .
الله لا يجوعنا ولا يعطشنا ولا يخسف بنا ، بعد نضوب جوف الأرض من الماء والنفط .
السلام عليكم والله انا اشاطرك الراي بوجود حصة يوميا علي مدار السنة للتعريف بقيمة الماء وكم نحن محاسبون علي شربة الماء البارد بصراحة المشكلة بالطلاب وطالبات الذين لا يعرفون قيمة الماء وهذا ناتج عن عدم وعي الأهالي بقيمة الماء واسرافة وعدم محاسبة الأولاد والخادمات التي تتعامل مع الماء وكانة تهر يجري بالبيت والله لوأعطت الوزارة كل يوم حصة سيكون كمن ينفخ بقربة مقطوعة المشكلة انة مافي وعي من الأهل ومن الجميع بشكل عام حتي المقيمين صارو مثل أهل البلد الأسراف في الماء من ضرورات الحياة والمشكلة في بلدانهم ايضا يعانون من نقص الماء اكيد في طرق فعلة للحد من الأسراف وجعل الناس تعرف تستخدم الماء من غير اسراف والله انا خايفة يجي وقت نصير نشتري الماء بأغلي مانملك
ألا تدري يا سيدي أن ما يبدو لنا من “أزمة المياه” هو مجرد حالة نفسية كما صرح مؤخرا أحد كبار المسئولين؟
حالتنا النفسية المتأزمة تصور لنا أن هناك أزمة مياه والواقع أن تأزم نفسياتنا سببه تصريحات بعض المسئولين الذين لا يقون ما يتفوهون به، إن هي إلا عبارات كتبها لهم مسئول العلاقات العامة فألقوها علينا بل لعلكم هضموها فتغيئوها على رؤوسنا!
“والجزء الآخر هو المزارع والمنشآت الضخمة،”
أما المزارع فمعروف ضررها و استهلاكها للمياه، لكن ما المقصود بالمنشأت الضخمة يا عزيزي؟ لماذا لا تصرح بها؟ هل هي المصانع؟ أم المجمعات السكنية؟ أم القصور الباذخة؟ التي تيحدث الناس عن مدى السرف الكبير في المياه التي تستهلكها بعيداً عن أي ترشيدو التي لا تنقطع عنها المياه أبدا مهما حصل
أخي الكريم
من المؤسف أنه بدلاً من أن يكون هنالك جهد إعلامي واعي لمشكلة نقص المياه وتوجيه الناس الى ترشيد الإستخدام نجد استهتار إعلامي واضح ومشين في إحدى الدعايات التي تبث عدة مرات يومياً على إحدى الإذاعات وربما تكون قد سمعتها وفيها يطلب الإبن من والدتة أن تأتي كون الماء يتسرب الى غرف البيت والأم غير مبالية بطفح المياه بسبب متابعتها لأحد البرامج التلفزيزنية. أعتقد أن من طرح هذه الفكرة الدعائية شخص غير مبالي أما من سمح ببث هذا الإعلان فمن المؤكد انه لم يعاني يوماً من انقطاع المياه في بيته. أتمنى من الجهة المسؤولة أن يكون هنالك خط هاتف مجاني للتبليغ عن أي مخالفة أو تجاوز في إستخدام المياه وأن تقوم لجان خاصة بزيارة المنازل للاطلاع على التمديدات الداخلية والتأكد من استخدام أدوات الترشيد التي أتمنى أن يتم توزيعها مباشرة على البيوت بدلاً من الذهاب للحصول عليها لأن معظمنا يتكاسل عن ذلك.