“السلام”.. عليكم.. فخامة الرئيس:
هذه رسالة من أحد أبناء المنطقة التي تشهد وفود عشرات الآلاف من جنودكم، هي رسالة، يافخامة الرئيس، من على حدود الحرب، لعلها تصل إليكم، وقبل أن استرسل أخبركم ياسيادة الرئيس أن بعضاً من سكان هذه المنطقة مختلفون حول شخصية الرئيس جورج بوش الابن، بعض منهم يقول إنكم مسيّرون، والبعض الآخر يصرّ على أن فخامتكم مخيّرون فيما تخططون لفعله، فهل أنتم يافخامة الرئيس أسير لمن حولكم، مع أن كل ما سيحدث سيكتب باسمكم، وستحاسبون عليه؟
فخامة الرئيس:
لابد أن فخامتكم مؤمن بأسباب حربكم ضد العراق، الأسباب المعلنة وغير المعلنة، لكن هل تعلم يافخامة الرئيس انها لا تختلف كثيراً عن الأسباب المعلنة للرئيس صدام عندما اجتاح الكويت عام 1990، هل تصدق أن صورة فخامتكم، لدى سكان المنطقة، تشبه كثيراً صورة صدام، ولا فرق سوى أن إمكانياتكم أكبر؟! هل تعلم انهم يرون في سيادتكم متطرفاً آخر؟..
فخامة الرئيس:
تقول إنكم تريدون إحلال الديمقراطية في منطقتنا، وهو كلام جميل، لكننا لا نراكم تطبقون هذه الديمقراطية خارج الولايات المتحدة الامريكية، الناس هنا، ياسيادة الرئيس، مندهشون من ديكتاتورية امريكا خارج ارضها في عهدكم، فهل يسمح انتخاب الشعب الأمريكي لفخامتكم بأسلوب ديموقراطي ان تمارسوا الدكتاتورية في منطقتنا؟!
فخامة الرئيس:
تعلنون دائما حرصكم على حقوق الإنسان والمساواة والعدالة، فما بالكم، ياسيادة الرئيس، تنتفضون وتخرجون عن هدوئكم وتختفي ابتسامتكم اذا ما مست شعرة رمش من عين الجلاد، ولا ترى كم عيوناً فقأها. لماذا يافخامة الرئيس يهتز جسدكم لانفجار حافلة ركاب ولا تتأثرون للعدوان على مدن وقرى آهلة بالسكان بالطائرات الحربية التي قدمت هدية من بلدكم بلد الحرية للدولة الصهيونية؟.. لماذا يافخامة الرئيس لا تتحرك شعرة من جسدكم الموقر، عندما تقصف الطائرات الحربية الامريكية الصنع سيارة ركاب في غزة او الضفة الغربية وتحرق من فيها؟ كيف لنا تصديق أن فخامتكم مهتم بحقوق الإنسان والحرية والعدالة والمساواة وأنتم لا تساوون بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟ كيف يمكن أن نصدق حرصكم على نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة، وأنتم تصمتون بل تؤيدون وتدعمون حكومة صهيونية عدوانية تمتلك اكبر مخزون نووي في المنطقة؟!
فخامة الرئيس:
قلت مرة إنها حرب صليبية، ثم قيل إنها زلة لسان وصدقنا الزلة، أود أن يسمح لي فخامتكم بسؤال وأنت المسيحي المؤمن بالله تعالى وبالسيد المسيح عليه السلام: هل تعتقدون ان ما تقومون به حربا مقدسة؟ وانها مشيئة الرب تعالى؟! هل أنتم متأكدون من ذلك يقينا؟ ألا يخالف ما تقومون به تعاليم السيد المسيح عليه السلام؟ هل يعتقد فخامتكم انه عليه السلام راض عنكم وأنتم لا تساوون بين مس شعرة رمش وعيون مفقوءة، وفخامتكم يؤمن ان السن بالسن والعين بالعين؟!
فخامة الرئيس:
كثير منا يكاد يصل إلى قناعة أن حربكم على العراق حرب مقدسة، لو افترضنا ذلك فعلى أي أساس بنيتم قراركم، هل يصل لفخامتكم إشارات تعتقدون أنها سماوية؟ ألا يمكن أن تكون همزات الشيطان؟.. وأنتم يافخامة الرئيس تعلمون ان الشيطان يعمل طوال أيام الاسبوع بما فيها يوم الأحد.
فخامة الرئيس:
إلى أين يعتقد سيادتكم أنه ذاهب بقيادة هذا العمل الضخم والمخيف الذي تعدون له في المنطقة، هل تطمحون إلى جنة الله تعالى، أم الى جنة شارون، الفارق بينهما ليس له حد يافخامة الرئيس، فهل يستحق الأمر المقامرة؟!