الإمارات غير

تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نموذجاً فريداً في مكافحة الفساد وسوء استغلال السلطة والنفوذ في عالمنا العربي، وأياً كانت نسبة الإجراءات المتخذة في مقابل ما يحدث من فساد مالي وإداري، ربما يكون الإخوة في الإمارات اخبر مني به، فإن ما ينشر من قرارات إماراتية طاولت مسؤولين تنفيذيين كباراً بين فترة وأخرى، يبعث على التفاؤل بأن التجربة الإماراتية في حفظ منجزات التنمية والانطلاقة الاقتصادية بما فيها من فرص يسيل لها اللعاب من الممكن أن تشيد قدوة عربية في هذا الشأن الحيوي، الذي تعاني منه دول العالم العربي، وبالأخص دول تعيش طفرات اقتصادية ووفورات مالية، مثل دول الخليج العربية.
وقبل أيام، اصدر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قراراً بإعفاء وزير الدولة الإماراتي خليفة بخيت الفلاسي، بعد ان رفعت سيدة لبنانية قضية ضده، تدّعي فيها انه استولى على شركات تعود لزوجها المتوفى… مستغلاً نفوذه.
هذا الإجراء الإماراتي الحصيف ليس الأول من نوعه، يتذكر أبناء الخليج قرارات اتخذها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، طاولت مسؤولين مهمين.
المتهم بريء حتى ثبتت إدانته حتى الوزير المعفي من منصبه، تمهيداً لخضوعه للمحاكمة، ولا يذكر في الماضي القريب حالات مشابهة في الدول العربية، الاتهام «بخيانة الأمانة» يتم في العادة العربية لأسباب سياسية، أما في المسائل التجارية والاقتصادية وسوء استغلال السلطة والنفوذ وأكل الصغار، فالمساحة العربية مفتوحة للحركة، بل ان من العادات العربية الإعلان عن إجراءات تمت لمكافحة الفساد في المستوى الأدنى، الذي يطاول صغار القوم من الموظفين والعمال.
إن الحفاظ على المجتمعات والمنجزات التنموية التي تشيدها الدول أساسه العدل، وترسيخ قيم الانتماء والمواطنة الحقة، يبدأ بمكافحة الفساد، انه يرسل رسائل للمواطنين تعبّر عن قيمتهم، وتبرز أهمية ذلك أكثر فأكثر بما تواجه دول الخليج من أطماع معروفة لها أدوات كثيرة.
في مثل الإجراء الإماراتي الحكيم حفاظ على الأمانة العامة وإعلاء لشأنها، لقد أصبحت كثير من القيم الجميلة، وعلى رأسها «الأمانة» في حالة اغتراب قسري، خصوصاً في التعدي على المال العام والخاص، واستغلال النفوذ والمعلومات، لأغراض تضخيم الثروات والعلاقات النفعية للمتنفذين. إنها ظاهرة عربية بامتياز، وهي احد الأسباب الرئيسية للوضع العربي المزري في كل شأن.
قادة دولة الإمارات العربية المتحدة يستحقون الشكر والتأييد والدعاء، لقد أشعلوا شمعة أمل في صحراء العرب المظلمة.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على الإمارات غير

  1. فارس فهد الجربوع كتب:

    أخي عبدالعزيز…شكرا عالمقال الوااااااااااااااضح وضوح الشمس….يعني بالله عليك ربعنا مايدرون؟ ولا الامارات يعني مافيها اردى من كذا!!!!!! فيها ونص وثلاثة ارباع…لكن يمكن كان هالحبيب من المغضوب عليهم …وفهم يافهيم…زهذي العاب السياسه وانتا ادرى يابو سعود لكن الله يرحم الحال

    عالعموم لو هالقصه صحيحه اتمنى تكون بداية مشوار المليون ميييييييييييييييييييل

    حنا مانبي هيصه بالاعلام …بس على قولة المثل …اذا بتسرق اسرق بسكات مو على عينك ياتاجر زي اللي حاصل هاليومين…والله من القهر اقول هالكلام…صاير البلد ساحة قمار من جد…والله يستر وش اخرتها…كلن يخرق السفينه من جهه وبالاخير بتغرق السفينه وحنا نتفرج …بس المشكله المواطن ماعنده طوق نجاة يايتعلم يسبح لين مايوصل الشاطي ولا يموت غرقان …اما اللي بدرجة رجال الاعمال ودرجة الافق فراح يكونون زي تايتانيك مأمنين سفن الانقاذ من زمااااااااااااااااااااااان وحنا الضحيه

    وياااااااااااااااااااااااقلب لاتحزن للمره المليون

  2. المعلق كتب:

    برافو للإمارات
    في ظني ان هذه التجربة بحاجة للإستنساخ عندا
    و سيظهر الفساد المنتشر و الممارس من علية القوم

  3. سعود كتب:

    يارجال لا يهمك الحكي ….وش يحافظون عليه ؟؟؟ البلد حقتهم مبيوعة للاجانب والاماراتي مسكين صاير نادر مثل الزنبقة السوداء اللي كنا ندرسها في الثانوية ماا بقى شيء عشان يقولون بنحافظ عليه
    بصراحة يبي لدول الخليج مئة سنة عشان تترجم لهم معنى كلمة ديموقراطية ومئة اخرى عشان يشكلون لجنة لدراسة تطبيقها ثم تقوم القيامة واللجنة مجتمعة وماادري بعد ذلك وش بيصير بس الظاهر ماهمب مكملين

  4. محبط كتب:

    لن نصل لمستوى الإمارات أبدا..

    مقومات تخلفنا متواجدة وبقوة!!

    يكفي ان ترتيبنا في الشفافية يقع خلف بوركينا فاسووو

  5. .. تلميح ذكي جداً , لكن متى يآتي الوقت استاذ عبدالعزيز وتبدل الدول العربية بالمملكة العربية السعودية لإن هذا مايهمنا ويهمك بالدرجة الاولى ! مشاكلنا أولاً …

التعليقات مغلقة.