من هذا وذاك

لماذا تلجأ أسرة إلى تقديم بلاغ إلى صحيفة بدلاً من الشرطة؟ سألت نفسي هذا السؤال… متعجباً بعدما قرأت «مناشدة» في صحيفة «الرياض» على شكل خبر، أطلقتها أسرة تشكو من تهديدات سائق كان يعمل لديها، وصل الأمر بحسب القصة المنشورة إلى التهديد بـ «الأسيد»! واتصالات هاتفية مزعجة. لا أملك حالياً إجابة على السؤال الذي يستحق الإعادة: لماذا تلجأ أسرة إلى تقديم بلاغ لصحيفة بدلاً من مخفر الشرطة؟ إذا علم السبب سيبطل العجب. أما مادة «الأسيد» فتداولها بحاجة إلى تنظيم لخطورتها.
***
الأخ سعيد الأحمري يطرح سؤالاً وجيهاً عن سبب استمرار القبول في تخصص المكتبات للطالبات، على رغم أن الوظائف المتوافرة شحيحة. اعتمد سعيد على خبر منشور ذكر توافر 32 وظيفة شاغرة فقط، ومع قضية خريجي كليات المعلمين غير الموظّفين حتى الآن ومطالبهم المشروعة يمكن للمتابع استنتاج أن أحاديثنا وندواتنا ومنتدياتنا عن مخرجات التعليم والحاجات الفعلية لم تتعد التنظير وبقيت حبيسة التوصيات.
سعيد يطالب بحيّز أكبر للموضوع، وأنا أطالب بحيّز أكبر في دائرة الفعل. المشكلة أن قضية الوظائف تقع في مثلث برمودا، زواياه الرئيسية وزارة المالية والخدمة المدنية وجهة ثالثة تحتاج إلى موظفين، لعل القارئ الكريم يلاحظ أن وزارة التخطيط لا تظهر على الخريطة.
***
الأخ علي القحطاني، اشترى «شماغاً» من سوق في الرياض ولم تقبل الشبكة السعودية العملية من خلال «مصرانها» الضوئية، حيث ألغيت، لجأ الرجل إلى النقد، لاحقاً فوجئ بأن المبلغ حسم من حسابه! وبدأ رحلة مطالبة البنك الذي يحيله إلى مؤسسة النقد العربي السعودي… متى حدث هذا؟ في شهر شعبان العام الماضي؟ بالنسبة إلى أصحاب الدخول الكبيرة قد لا يعلم بعضهم سعر «الشماغ» ولا يهتم به، لكنه مبلغ مهم لكثير من خلق الله تعالى، لنا أن نتذكر أن البنك المتخم بالأرباح يطالبك بالهللات، والتاجر أول ما يسألك عن «الفراطة». قررت أن احتفي بقيمة شماغ الأخ علي القحطاني بمناسبة مرور عام على ميلادها… «تقطعه بالعافية». قضية ليست هي الأولى ولا الأخيرة، تطرح جملة أسئلة عن مؤسسة النقد التي لا تعير قضايا عملاء البنوك آذاناً صاغية، وهو مدعاة لسؤال يقول ما هي الجهة التي تراقب أعمال مؤسسة النقد؟… فكّر معي.