بكل هدوء قامت إسرائيل بتجربة صواريخ من نوع كروز يمكن لها أن تحمل رؤوساً نووية وأطلقت هذه الصواريخ من على متن غواصاتها، تم ذلك في المحيط الهندي قرب سري لانكا.
ومتى تم ذلك؟
منذ عامين!
الخبر أصله تصريح لمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لصحيفة “الواشنطن بوست” ونقلته جريدة “الشرق الأوسط” المسؤول الأمريكي الذي لم يفصح عن اسمه اشار الى ان البحرية الأمريكية اشرفت على التجارب منذ عامين!؟.
لو أن دولة عربية قامت بتجارب على ألعاب نارية من صناعة صينية لهاجت الدنيا وماجت، ولتركَّز الإعلام بما فيه الإعلام العربي، الناقل، على الدمار الشامل الذي يهدد المنطقة والعالم وكل المجرات المحيطة، لكن الثقة الأمريكية في اسرائيل كاملة فهي العاقل الوحيد في المنطقة حسب السياسة الأمريكية.
إسرائيل قامت بنفي الخبر في اليوم التالي، وقال مسؤول فيها إنهم كانوا سيسرون لو كان للبحرية الإسرائيلية مثل هذه القدرات، ومن الطبيعي ان تقوم الدولة العدو بنفي هذه التجارب.
فهي لازالت تنفي وجود قنابل ذرية لديها، وتلوح تهديدا بها في الوقت نفسه، وإسرائيل ليست ضعيفة عسكرياً حتى يتم الحرص على تغذيتها وزيادة طول أذرعها، ولكن يراد لها ان تكون الاقوى مبتعدة وبمراحل عن جيرانها، وهي الآن ابعد ما تكون عنهم متفرقين ومجتمعين اكثر من اي وقت مضى.
خبر بمثل هذه الأهمية والخطورة مر مرور الكرام على الدول العربية ولم نر أي رد فعل ولو إعلامياً، وكأن الدولة اليهودية من دول البلطيق، فهي بعيدة وخطرها ابعد، ومن المثير للدهشة ان الدول العربية لا تستطيع استثمار مثل هذه القضايا مادامت لن تتمكن من منعها، ما هي العوائق التي تمنع ذلك هل هي الكفاءات أم الأموال، لعله اليأس أن لا اذن تنصت، وان لا قدرة على التغيير، والركون الى الدعه أسلم.
وفي الوقت الذي تفتش فيه الولايات المتحدة الأمريكية عن اي نوايا او افكار او حتى هواجس نووية في مختلف بلدان العالم مرة متسترة بهيئة الأمم المتحدة ومرات من دونها تغمض عينيها بقوة عن البؤرة النووية في الشرق الأوسط.
من حقنا أن نطالب بأن تكون منطقتنا بعيدة عن خطر أسلحة الدمار الشامل، فلا يمكن العيش بسلام وتحقيق التنمية لشعوب المنطقة تحت التهديد والابتزاز من دويلة تعيش على التوسع وتحرص على وضع حدود متحركة لها، ثم إن الولايات المتحدة الأمريكية تخطئ في حق مصالحها بصمتها المطبق عن هذا الأمر، أقول مصالحها وليس صداقاتها، فمادامت هي الاقوى وتطرح نفسها على انها زعيمة مكافحة الإرهاب في العالم ومحققة العدالة بين سكان الكرة الأرضية فلماذا الصمت على قدرات إسرائيل النووية وتجييش العالم على غيرها، هذا واحد من أسباب الكراهية التي تحظى بها الحكومة الأمريكية من شعوب المنطقة، وهو سبب معقول لمثل هذا الشعور.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط