انحازت النيران الصديقة إلى الشعب العراقي المضطهد، كانت أكثر رأفة ممن يضغطون على زنادها، بل انها أكثر رأفة ممن يدعي الحرص عليه. النيران الصديقة أبلت بلاء حسناً ضد هذا العدوان، ونأمل من القوي الكبير أن تستمر هذه النيران الصديقة في التحرك بفعالية، أما إذا كنت إنساناً، لا أقول مسلماً أو عربياً، وانحزت أنت للشعب العراقي فستتهم عاجلاً بأنك صدامي، متخلف ومن بقايا نكسة
67.سألوا أنفسهم عنا قائلين: لماذا يكرهوننا؟ ثم قاموا بطائراتهم وبوارجهم بتصدير الشيء الوحيد الذي يملكونه، بعد أن صدروه بالوساطة وعن طريق الآلة العسكرية الصهيونية، ها هم يأتون بأنفسهم، وبجنودهم، اشتهوا القتل بأيديهم، لأنهم في الحقيقة لا يملكون سوى وسائل التدمير، ما نشاهده كل ساعة هو ما لديهم، ولكم أن تصدقوا أعينكم أو.. ألسنتهم!!، أو بعض بني جلدتكم من السائرين في ركابهم، لكنهم وفي نفاق يحتقر إرادتنا، يستمرون في طرح السؤال… لماذا يكرهوننا؟ هذا السؤال الذي يحمل براءة مصطنعة، سقط الآن بالفعل وبأيديهم، هم يجيبون عليه بالصواريخ والقنابل،
لكن يعشعش في عقولنا غباء كبير، تغذيه طلائع المستغربين، وإلا ماذا ننتظر من رجل اعتبر شارون رجل سلام! الذي يعتبر شارون رجل سلام ماذا سيكون يا ترى؟، هل هم من كوكب آخر له لغة لم تفك شفرتها، اعتبار شارون رجل سلام.. مر بسلام، كان من الممكن اكتشاف أن شارون موجود في واشنطن ولندن، وأن هناك أكثر من شارون، ولو تسمى ببوش أو بلير أو رامسفيلد.
لكنهم يتناسون أن القنابل والصواريخ التي تقصف شعب العراق وأرضه ليست سوى بذور لأشجار الحقد والكراهية، وكلما كانت آثار هذا العدوان أعمق كانت جذور الأشجار أكثر عمقاً، وسوف تثمر تلك الأشجار ثماراً مرة المذاق تسمم كل من قام بغرسها ومن صمت على بذرها، وكل من صفق للمهزلة الدموية المسماة حرب العراق، كل من ألبسها ثوب التحرير، في أكبر محاولة غسيل دماغ عالمية.. فاشلة، الذين يقصفون ويحتلون لا يعون التاريخ، لم يقرؤوه، هم منتشون بالقوة الأمريكية، وطلائعهم من المستعربين تلك التي تصفق لهم ستنال حظها من ثمار الكراهية، ولأن العدوان على العراق ليس سوى عملية سطو مسلح بالطائرات والقنابل الذكية، فقد تجاوز معسكر العدوان الأمريكي البريطاني، كل الشرائع بدعوى الحفاظ عليها، في تزييف تاريخي متعمد على رؤوس الأشهاد.
لكن ماذا بقي للعرب، بل لكل الدول الصغيرة في هذا العالم الذي أشعلته أمريكا، ماذا بقي في هيئة الأمم.. المستعبدة، تلك الهيئة التي تستخدم عند تطابق ما تصدره مع رغبات أمريكا، أو يتم القفز عليها، وماذا بقي في مجلس الفوضى المسمى زورا مجلس الأمن.
الدرس الأول أمامكم في العراق.. فهل من مستوعب له.
ألو..
هل تسمعني!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط