الواقع يقول انه لم تكن هناك حرية في الأسواق… عالمياً… كما يجرى التنظير لها ويدافع عنها، فالعرض في أي سلعة يتحكم به المنتجون والوسطاء من يخزن ويضارب، والطلب له قيود بألوان عدة.
الدعوات الملحة «لأسباب داخلية ضاغطة» القادمة من أوروبا هذه المرة لإعادة صياغة النظام المالي العالمي وإصلاحه، ومراجعة اتفاقية «برتين وودز» وما قذف رحمها من مؤسسات مالية دولية في مقدمها «البنك وصندوق النقد الدوليان» اللذان وجها ويوجهان الاقتصاد العالمي، هذه الدعوات بعد أن وجدت استجابة متأخرة من الإدارة الأميركية يمكن أن ترسم واقعاً جديداً للاقتصاد العالمي، إلا ان هذا لا يعني أنه واقع أفضل اقتصادياً لدول العالم الناشئة، فإذا كان القوي أكل الضعيف في اقتصاد العولمة وما سبقه، ثم تعدد جنسيات الشركات الضخمة والخصخصة، يتوقع أن يستمر ذلك بثوب ولباس جديدين، ربما يجد مُروّجين له كما نشاهد ونقرأ حالياً من لا يزال يُروّج للعولمة مخوفاً من عدم اللحاق بها، أو محذراً من الفهم الخاطئ بانحسارها.
على عكس بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، يرفع الحالي براون صوته، محذراً من عدم انضباط الأسواق إذا ما تركت لحكاية العرض والطلب.
تابعنا قائمة طــويلة من الدول التي تدخلت في أسواقها، من الولايات المتحدة الأميركية إلى قطر، مروراً بدول أكثر من أن تحصى، إلا ان هذه التدخلات تمت صياغة تبــريرات لها خصوصاً من أصحاب الرأسمــالية بعباــرات تحــفظ ماء وجه النظرية، مثل… إجراءات موقـــتة، أو مــحدودة، ظروف استثنائية، الخ. كما تنوعت الأساليب إما بالشراء المباشر المعلن أو باستخدام «أدوات» أخرى.
نحن، في العالم الثالث، نعيش مرحلة تحولات اقتصادية عالمية، قد تطال جذور المعادلة الاقتصادية السائدة، فأين دورنا وموقعنا يا ترى؟
هل لدينا نظرية بديلة سنطرحها للعالم؟
كل هذا أمامنا نشاهده بالصوت والصورة، وما يثير الدهشة أنه ما زال هناك من يُروّج للعولمة و «الخصخصة» وحرية الأسواق وعدم تدخل الدول… وأصحاب النظرية الأصليون يتدخلون أمام الجميع.
وكأن غرض الاقتصاد محصور بتأكيد صحة نظرية ما!
عندما سقط الاتحاد السوفياتي ومعه تبخرت الشيوعية بقيت جيوب في أماكن عدة، خصوصاً في دول العالم الثالث، تقول أن الخطأ كان في التطبيق لا في النظرية، والاستنتاج الوحيد هو أن بعض الناس يدافعون عمّا زعموا أنهم متخصصون فيه، أو يركبونه للوصول إلى محطة، لأن انحساره سيقذفهم إلى الظل… مثل قطار يسير بالبخار… مكانه المتحف.
قطار يسير بالبخار … مكانه المتحف
مدحتهم والله .. القطار يزار
ولكن اولئك مكانهم ( لا مؤاخذة ) زبالة التاريخ !
وكذا ستتردى الرأسمالية
ليكتشف الناس الذهب من جديد
انه النظام الإسلامي الذي بقي كنزا جهل ابناؤه اين يقع !
شكرا لك