علبة حليب

«أريد ان أكرر بكل جدية بأنه من غير المسموح بالمرة التضحية بحياة الناس وعافيتهم في مقابل تحقيق تقدم اقتصادي موقت». هذا الكلام الطيب والمسؤول منسوب لرئيس الوزراء الصيني وين جياباو، في لقاء أجرته مجلة «ساينس» العلمية الأميركية ونقله موقع «بي بي سي»، وجاء في معرض تعليقه على قضية تلوث حليب الأطفال التي أدت إلى مرض أكثر من 50 ألف طفل ووفاة أربعة حتى الآن، وتم القبض على ما سمي «عصابة الميلامين» التي كانت وراء خلطه بالحليب.
والكلام المسؤول لرئيس الوزراء الصيني فيه تقدير لقيمة حياة الإنسان، صغيراً أو كبيراً، لكن الحليب الصيني ليس وحده هنا.
هناك قائمة طويلة من المنتجات الصينية التي يشكك في جودتها، وقد يسبب بعضها خطراً على حياة الإنسان، وعلى رأسها الأجهزة والتوصيلات الكهربائية الرديئة، وفي أسواقنا منها الكثير.
قبل سنوات، صرّح مسؤول في السفارة الصينية لدى السعودية، بأن بعض التجار السعوديين هم من يحدد ويطلب «خفض» مواصفات السلع عند رغبتهم في الاستيراد. الغرض بالطبع تعظيم هامش الأرباح على حساب سلامة المستهلك وجيبه. كتبت عنه مراراً، ولعدم ورود صدى… كتبت مقالاً آخر بعنوان «الحماية ولو من الصين» وجّهته «بالعربي» إلى هيئة الصادرات الصينية. لم أتوقع رداً.
الآن مع اهتمام صيني رفيع المستوى، وبعد فضيحة الحليب الصيني العالمية وتضرر صادراتهم، نتمنى على فخامة رئيس الوزراء الصيني الموقر أن يضم المنتجات الصينية الكهربائية وملحقاتها المصدرة لأسواقنا لتصريحه ذاك… لعل وعسى.
وعودة للحليب، يحتفظ صديقي بأكثر من علبة من علب الحليب الصيني. قلت له: «احفظ لي واحدة»، سبب طلبي كونه «نادراً»، تصديقاً لبيان الجهاز المختص.
الندرة – بزعمي – تعني ارتفاع الأسعار، ربما – مع صديقي- نقوم بعمل مزاد على العلبة… نستثمر رغبة الصين في تحسين سمعتها التجارية وإعادة الثقة بصادراتها، إذا لم يشتروها بسعر محرز وليس «محزر»… سنضعها في «فترينة» مع بعض التوصيلات لتستقبل الوفود التجارية الصينية إلى سوقنا.
قضايا الغذاء والدواء تستلزم مختبرات متطورة تفحص وتتأكد، وأذرعاً أمينة تمتد لمسح الأسواق. حتى يثق الناس.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على علبة حليب

  1. سليمان الذويخ كتب:

    الحليب الصيني وميلامينه قضية عارضه
    عارضه لا اقصد عارضة ازياء ولا عارضة فساتين او ثياب الدفه
    لا بل اقصد انها طفت على السطح مبشرة بأمور اخرى لا تقل عنها خطورة

    يصلك ملفا كاملا عنه
    تحيتي لكم جميعا

  2. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله.أبو أحمد
    هايلة الصين فى التصنيع السريع والتقليد المربح تخيل سعادتكم حتى البيض البيض يصنعونه
    ووجد فى منتج البيض إيضآ مادة الميلمين المضرة هى بصحة الإنسان مدري ايش السالفة
    هم الأخوان فى الصين يصدرون لنا الموت البطىء ماذا فعلنا لهم لكل هذه الكراهية الله يهديهم
    بس ودا لحين يقول رئيس الوزراء الصينى تجار الشرق الأوسط هم ألى يطلبون خفض تكلفة
    المنتجات لذلك تم سرطنة المنتجات المصدرة لنا طيب أين الرقابة والحجر الصحى فى المنافذ
    المسؤلة عن دخول هذه المواد الغذائية أقصد القاتلة للبشرية ..؟؟
    الله يعطيك ألف عافية أستاذى الغالى::

  3. أحمد كتب:

    لا تزال أسواقنا تغص بالحليب الصيني المسرطن وللأسف الشديد وزارة التجارة الموقرة تنفي وجودة .. توجه إلى أقرب مركز تجاري وستجد منتج الحليب الصيني شامخا يقول للمستهلك “خذني”

التعليقات مغلقة.