فحص نفسي

قد لا يعلم البعض أن السعودية من أوائل الدول العربية، التي أصبحت تُلزم بالفحص الطبي قبل الزواج، فوائد هذه الخطوة كبيرة، أقلها تحقيقها ارتياحاً وتجاوزها حرجاً – اجتماعياً – وغموضاً كان يعتمد في الغالب على ذمة فارس الأحلام وأهل الزوجة. يركز هذا الفحص الطبي على الأمراض الوراثية… “الأنيميا المنجلية والثلاسيميا”، بهدف عدم نقل هذه الأمراض للأبناء وتكوين أسرة سليمة، خصوصاً أن هناك نسبة مرتفعة من هذه الأمراض في بعض مناطق السعودية، ويلزم طرفي عقد النكاح بإحضار شهادة الفحص قبل إجراء العقد، في حين يترك لهما حرية إتمام الزواج من عدمه، بعد اتضاح الصورة لهما.
لا شك في أن هذه خطوة صحية إلى الأمام، والمجتمع تقبلها مع ان هناك فئة قليلة ممن يتحايلون على تلك الفحوصات او لا يعملون بنتائجها، إلا أنهم في انحسار، وأتوقع أن تزداد قائمة الأمراض التي سيشملها الفحص الطبي مستقبلاً.
ومع تزايد الاهتمام بمواجهة العنف الأسري الموجه غالباً نحو الأطفال والزوجة وتكرار الشكاوى، ربما يكون من المناسب طرح فكرة الفحص النفسي قبل الزواج، لأن توافر الحدود الدنيا من التوازن النفسي للشريكين مهم للعلاقة بينهما، وهو ما يحد من تفشي مشكلات أسرية مستقبلية تؤثر في استقرار الأسرة والأطفال.
وكتبت لي إحدى القارئات تشكو من حالها مع زوجها وسوء تعامله معها، والرسالة طويلة مشبعة بالمرارة تتناول، على ذمة المرسلة، الضرب والحرمان من أبسط الحقوق، إضافة إلى الاستيلاء على مالها ومجوهراتها، وهي تطالب بفرض شروط على الزوج تحدد التعامل والحقوق.
المودة والرحمة هما الأساس في العلاقة الزوجية، لا القهر والتسلط، واللئام من الرجال فقط هم من يتسلطون على الضعيفات، نعم هناك لؤم نسائي لا شك.. إنما الغالب أن اليد العليا هي للرجل، الزوجة التي خرجت من منزل أهلها هي أمانة بيد الزوج… مسؤول عنها وعما يصيبها.
ثم أن هناك باباً مفتوحاً للانفصال، لم يشرع الطلاق إلا لأن له حاجة، القضاة في المحاكم هم أكثر من يعلم مقدار هذه القضايا وتفاصيلها، والسائد ان القضاة يحاولون الإصلاح، بعضهم يطالب الطرف صاحب الشكوى بالصبر، لعل وعسى، وإذا كان هذا الطرف هو المرأة وأصرت على الطلاق، طولبت بأن ترد المهر للزوج.. وقد لا تكون رأت منه ريالاً واحداً! ليت قضاتنا الأفاضل عندما يصل الأمر في القضية إلى هذه المرحلة يسألون من أخذ المهر وتمتع به؟ ثم يستدعونه مطالبينه بردّه.. أليس هذا إلى العدل أقرب؟
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على فحص نفسي

  1. لبنانية كتب:

    تصحيح معلومة

    لبنان سبق السعودية بحوالي 15 سنة بالزامية الفحوص الطبية قبل الزواج

  2. مهره كتب:

    في فحص نفسي …تسأل أستاذي ” القضاة وتحثهم على أن يبحثوا من أخذ المهر واستمتع به حتى يرده ….” أنت تسأل قاضي سعودي وتلك بحد ذاتها مشكلة ” ففي بلدي القاضي غيرمرن وغير أمين في كل ما يتعلق بقضية إمرأة ” إنهم يا أستاذي مع مقولة الرجل على حق والمرأة قطه على إعتبار أنها تأكل وتنكر “…يبدو أنهم كذلك يؤمنون بمقولة ” الشيطان يفتح للجحيم بابا والمرأة تفتح ألف باب ” …لذلك أستاذي أنت تؤذن في مالطه …أعني تؤذن في أذن قاضي سعودي حكم على المرأة مسبقا وفي معظم حالاته حكمه ظالم أو أقرب للظلم …..لك كل تحياتي ومساؤك أبيض كقلمك , كقلبك

  3. الصارخ كتب:

    استاذى العزيز.عبد العزيزالسويد
    انى من المعجبين بكتاباتك ونقدك الهادف واسلوبك الراقى.وهذا نابع
    من حبكم وولااءكم للدين والمليك والوطن.فعن طريقكم يتم ماقد يصعب على المواطن ايصالة للمسئولين واصحاب القرار.وارجومن اللة ثم منكم.تغطية موضوعى والكتابة عنة.ولاغرابة وجريدة عكاظ نشرات عن عدد غياب اعضاء الشورى.والسبق الصحفى الذى اواكدة لك انة فى تاريخ.14-11-1429هـ الشورى فى ديوان المظالم فى الجلسة الثالثة.وتخيل ان احدالااسباب.عدم تطبيق امر خادم الحرمين الشريفين.ووضعوانفسهم بين امرين.
    الااول.عدم تطبيق الاامريعدمن العصيان امرالله سبحانة لقولة تعالى اطيعوالله ورسولة واولى الاامر منكم.صدق الله العظيم.
    والثانى.وهم فى هذى المراتب العلياانهم جهلاءوهو.ارحم لهم من العصيان.وما جعل هذا يتقدم لديون المظالم.الاالظلم الذى لم يكتفى بة بل وصل الى ابنائة.وعرضة لاامراض العصر الظغط والسكر.فائى مسئول هذا.فاطلب منك استاذى عبدالعزيزالسويد.
    التغطية.للموضوع .وجزاك الله خيرالجزء
    ولواردت معلومات. ارجو مراسلتى عن طريق الااميل.وشكرا لك

  4. الصارخ كتب:

    وهذالااحصائية.
    كشفت إحصائية لمجلس الشورى ووزعت على أعضاء المجلس أمس الأول نسب غياب الأعضاء واعتذاراتهم الإضطرارية والمرضية والاستثنائية وعدم حضورهم أجزاء من الجلسة الصباحية وبعد الظهر والمهام الرسمية التي تنتج عن الغياب. وأظهرت الإحصائية غياب عضو بارز 31 جلسة من أصل 42 جلسة بنسبة غياب 74% ونسبة تواجد 26%وهي أعلى نسبة لحالات الغياب خلال المدة المحددة بثلاثة أشهر. وجاء في الإحصائية أن ثلاثة أعضاء انقطعوا عن الحضور نهائياً بداعي المرض حيث كانت نسبة غيابهم مائة بالمائة. وتبين أن 31 عضواً سجلوا أعلى رصيد من الحضور وبنسبة 100% وتفاوتت نسبة الحضور بين الأعضاء الآخرين بين 40% و 95%. من جانب آخر أوضحت الإحصائية أن نسبة تواجد الأعضاء في الجلسات يصل إلى 85% بينما وصل عدد الإجازات الإضطرارية إلى 108 والمرضية إلى 14 والمهام الرسمية إلى 116 والإعتذار إلى 524 وعدم الحضور إلى 43 والغياب عن الحضور عن جزء أو كل الجلسة إلى 819 حالة. ووفقاً لمصادر مطلعة بمجلس الشورى فإن رصد الغياب والحضور أصبح يتم كل ثلاثة أشهر بدلا من ستة أشهر موضحاً أن هذا الرصد يتم أخذه في الاعتبار عند تجديد العضو من عدمه

  5. سليمان الذويخ كتب:

    فحص نفسي!!
    وش ناوي عليه يا ابا احمد ؟ :)
    ما دريت اننا اخترعنا بدلا من نظرية فيثاغورس نظرية :
    ( كلن بعقله راضي … وبماله ما حكم ) !!

    فحص نفسي وعندك من يراهن ان يزوج فلان من عائلة الفلان ؟!!
    يقدر الأب يتنازل عن غطرسته او الأم ويبدي عيوب ابنه !!!

    يا اخي ما عليه اذا وجد شخص مسكين او ضعيف شخصية شوي
    هذا يمكن ان تتحسن حاله

    لكن ما رأيك بمدمني المخدرات الذين تصعب عودتهم الى الحالة الطبعية !؟؟
    ومع هذا يجدون من يزكيهم ويبتلي بنات الناس فيهم !

    عوافي وستر من الله بس والا اذا طبق الفحص اللي بتئول عليه ….
    اما ان العزاب سيزداد رقمهم
    او ان الأطباء الذين يمنحون شهادات فحص بلا فحص ستزداد ارصدتهم !

التعليقات مغلقة.