أيام تاريخية

هي فرصة تاريخية تمكّن المفاوض الخليجي من تحقيق مكاسب اقتصادية مميزة على المديين القصير والطويل لمصلحة بلاده ومواطنيه، محافظاً على المكتسبات، كما يستثمرها لفتح ملفات اقتصادية مهمة كان الغرب يهملها أو لا يعطيها من الاهتمام ما تستحق فهي ليست من أولوياته في حين أنها أوليات خليجية.
تأتي الفرصة مع تقاطر الساسة الغربيين على منطقة الخليج لغرض محدد، وهو المساعدة في الأزمة المالية، «براون» رئيس وزراء بريطانيا كان أكثر وضوحاً في تصريحاته، حيث عارض خفض «أوبك» إنتاجها النفطي، لأن هذا ليس من مصلحة بلاده، وهو ما يدافع عنه وما دفعه للجولة الخليجية، كما طالب بمساعدة صندوق النقد الدولي؟ لأنه يمثل الذراع الاقتصادية والمالية للدول الغربية، وبين الأصابع كثير من السياسة، ولا يذكر لهذا الصندوق إسهامات محمودة ملموسة في المنطقة.
قال براون عن جولته: «إنها ستساعد العائلات البريطانية»، ولا شك في أن «العائلات الخليجية» وحاجاتها الآنية والمستقبلية المتزايدة في مقدم اهتمامات الجانب الخليجي.
عندما بدأ تراجع أسعار النفط، أخيراً، لم يخف عدد من المعلقين في قنوات غربية أميركية خصوصاً، ابتهاجهم نكاية بدول الخليج، حيث تذكر بالاسم، على رغم أن سياسات هذه الدول النفطية وفي مقدمها السعودية كانت متوزانة وهدفت إلى تحقيق استقرار في أسواق النفط، والتاريخ يشهد بذلك، إلا أن هذه السياسة العقلانية لا تظهر آثار لها في الإعلام الغربي… الأخير غالباً ما يصور دول الخليج على أنها تمتص ثرواتهم من خلال بيع النفط وكأنهم يريدونه مجاناً، على رغم أنه المورد الوحيد المتوافر تقريباً.
***
نعيش يوماً تاريخياً، هذا اليوم «الثلثاء» يسجل خروج الرئيس بوش من البيت الأبيض وقيادة الولايات المتحدة والعالم قسراً إلى كل هذه النتائج الكارثية، ولا شك في أنه أمر يدعو للتفاؤل، سواء استطاعت الولايات المتحدة التغلب على عنصرية مستقرة في شرايينها وانتخبت «أوباما»، وهو أمر مشكوك فيه، أم جاءت بماكين، في الحالين الوضع أفضل من السابق، انتهت «البوشية» مع أمل بأن ينتهي مفكروها وكل من روج لها، أما إذا بقي هؤلاء فإن العالم أصبح أكثر وعياً، والانفراط في سبحة الحلفاء ظاهر أمامنا، والأزمة المالية دعت الكل لأن يفكر في مصلحته الضيقة، لذلك لا يتوقع أن يــجد المــتطرفون الذين اختطفوا الــسياسة الأميــركية من يســتجيب لــهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على أيام تاريخية

  1. سليمان الذويخ كتب:

    السلام عليكم
    الجميع سيسعد بخروج بوش من البيت الأبيض
    سواء في الدول الإسلامية التي عانت من سياساته الخرقاء
    او في امريكا حيث دافع الضرائب الذي دفع ثمن مغامرات هذا الأرعن
    في افغانستان والعراق

    لكن ..
    الا ترى ان بوش لم يكن الا دمية بيد لوبي صهيوني حرّكه كيف شاء ومتى شاء !؟
    ومن يعلق عليه بعض العرب آمالا وأقصد ( اوباما ) ..
    صحيح انه يبدوا اخف وطأة من ماكلين ..
    ولكنه لن يلبث ان يستكين سواء هو او ماكلين
    عندها سنعرف ان اللوبي ماكلين ماكلين
    حسبة لا تحتاج لها الى ذهين
    وكل امرىء بما كسب رهين

    ولكم جميعا تحية وتقدير

التعليقات مغلقة.