شيعون بيريز نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية الإسرائيلي يريد عولمة الأمن بعد عولمة ما يسمى محاربة الإرهاب.
يمثل بيريز واحداً من أخطر الساسة الإسرائيليين لأسباب عدة أبرزها كونه استطاع أن يقدم نفسه كشخصية مرنة في الواجة السياسية الإسرائيلية، مقابل من يٌطلق عليهم المتشددون في لعبة توزيع الأدوار، ويملك وزير الخارجية الإسرائيلي الذي فشل في الوصول إلى رئاسة الوزراء وتبخر حلمه بأن يكرم ويعين رئيساً للدولة الصهيونية، يملك علاقات متشعبة مع عدد من القادة والساسة العرب منها المعلن ومنها غير المعلن، بل إن المتابع يستطيع القول انه يحظى بمصداقية لدى بعض الدول العربية إلى حد يثير الدهشة، وليس هناك أية واقعة على الأرض تبرر هذه المكانة فلم يقدم منذ ظهر على السطح أي تنازل مهم ولم يسع في شيء من هذا القبيل، لكنه أستاذ في فن المناورة ويبدو أنه درس الشخصية السياسية العربية بعمق، فهو يقدم لها شفاهة ما تريد فيما يفعل هو ما يريد.
هذه الشخصية الخطيرة والتي تمثل قمة النفاق السياسي ومدرسة في التلاعب بالكلمات والمصطلحات، كتب مقالاً في النيويورك تايمز ونقلته الشرق الأوسط والمقال موجه للرأي العام الأمريكي ولنكن أكثر دقة فهو موجه للمهتمين بالسياسة الخارجية من الأمريكيين، يؤكد فيه على أن التخطيط الأمني صار شأناً عالمياً يشبه إلى حد بعيد عولمة الاقتصاد، فالأمن العالمي يواجه تهديدات ذات طابع عالمي متمثلة بالإرهاب…، ومنطقة الشرق الأوسط مشحونة بالصواريخ البالستية غير التقليدية يذكر منها الجرثومية والكيماوية، ويحذر من أن المستقبل قد يحمل صواريخ نووية في المنطقة. وهو لا يشير إلى دول بعينها قافزاً على قدرات إسرائيل النووية القديمة والمستمرة في التطور، ويعتمد على ما في ذهنية القارئ عن دول عربية لديها أو تسعى لامتلاك الجرثومي والكيماوي، ويخلص إلى أن هذه الأخطار عالمية ولم تعد إقليمية، وهو المبرر لنشوء التحالف الرباعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ويضم روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وينهي عرض رأيه بمقولة أن النزاع في منطقة الشرق الأوسط لن يكون له علاقة بعد اليوم بطرفين اثنين فقط بل بثلاثة أطراف الإسرائيليين والفلسطينيين وأعضاء التحالف الرباعي مشيراً إلى حاجة إسرائيل للتوصل إلى تفاهم مع التجمع الرباعي بشأن مصالح إسرائيل، لأن الإرهاب يعترض السلام.
وإذا تفحصنا أعضاء التحالف الرباعي روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سنتفق على أنهم جميعاً لن يخرجوا عن “شور” الولايات المتحدة الأمريكية، وهي في رأيهم “أبخص” بشؤون المنطقة، إما طمعاً فيما بين يديها مثل روسيا أو تحالفاً استراتيجياً معها مثل الاتحاد الأوروبي أو ضعفاً وشللاً مثل الأمم المتحدة، وعلى هذا الأساس سيتم الاستفراد بالفلسطينيين تحت غطاء حضوري شرفي من أعضاء التحالف الرباعي، ويحدد بيريز الأدوات التي سيستخدمها التحالف الرباعي أو الولايات المتحدة في الحقيقة، يحددها بعد أن يستبعد القدرات العسكرية بالتالي، حجب الدعم السياسي والاقتصادي من خلال تحديد مستوى الشرعية الممنوحة لكل دولة أو كيان! وعلى سبيل المثال، والحديث ما زال له، بإضافة أو حذف هذه أو تلك إلى أو من قائمة الذين يدعمون الإرهاب. بيريز يهدي لنا الخطط القادمة وما يدبر ويمكن لنا أن نخــــــــمن النتــــائج إذا ما تم ذلك.