ولو لمرة واحدة، اجتماع من نوع جديد، ومضمون مغاير لما عودتمونا عليه،..بعيدا عن عدسات التلفزيونات، ومن دون حاجة لخطابات رنانة، تتلاعب برؤوس الجماهير، من غير انتظار ثقيل للجان الصياغة إلى أن تعثر على جملة لا تغضب طرفا، فيتقدم الاجتماع إلى الوراء!…،
من دون حاجة لكل هذا، بل وبسرية وهدوء، بعيدا عن البروتوكولات والعناقات والقبل..الباردة.
من الواجب عليكم أن تجتمعوا… هل تنتظرون نذر هجمة جديدة لتجتمعوا على حافة وقوعها، اجتماع إبراء ذمة، الآن والبيت العراقي محطم ولم يجر ترتيبه، والطريق إلى دمشق قد وضعت خارطتها رهن التصريحات.
من المهم أن تجتمعوا، لا نريد إجماعا من كل الأعضاء، نعلم أنه لا يمكنكم الإجماع، يكفي ..أغلبية الكبار.
تعودنا أن نسمع منكم عن المنعطف الحاسم، والظروف الدقيقة، والمرحلة الصعبة، والتحديات الخطيرة…التي تواجه أمتنا، فهل هناك أخطر مما يحيق بنا الآن. وسط صمت مطبق، وتحرك خجول أقرب إلى الشلل.
لقد وضح أن مبدأ “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين” التي قامت عليه السياسة العربية لعقود طويلة، قد سقط و انتهى، النظام العالمي الجديد الذي تقوده واشنطن يقوم على أساس البحث عن ذريعة للتدخل في شؤون الآخرين، هذا ينسف قواعد كثيرة من أساسها، ومنطقتنا وأمتنا، لأسباب لا تخفى عنكم، هي أضعف الحلقات في العالم، وقد تمت البداية بالعراق فقد كان أضعف الحلقات وأكثرها جاهزية، بعد أن تركتم هذا البلد وشعبه احتراما لمبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين .، ترك لسطوة طاغية متوحش فوصلنا إلى هذه النتائج، ينتقل العراق بشعبه المضيع من أشقائه من ظلم إلى ظلم، ولو أن ظلم ذوي القربى أشد ألما وقسوة.
اجتمعوا أيها السادة لتقوموا بمسؤولياتكم، وليكن اجتماعا عمليا تستشعر فيه المخاطر ويستبعد منه أصحاب الشعارات الرنانة، محركات الجماهير التي أودت بها وبمقوماتها، اختصروا أجندتكم في الأهم، تبنوا مبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي لإصلاح البيت العربي من الداخل، البداية يجب أن تكون من الداخل، اقتربوا من ناسكم، اقضوا حاجاتهم وابنوا لهم بسرعة المؤسسات الحقيقة لا الصورية، اطمسوا كل منفذ لذرائع النظام العالمي الجديد، وتذكروا مصير لجنة شرح وجهة نظركم في القمة العربية الأخيرة التي رفضت واشنطن استقبالها، اضغطوا بكل الوسائل لتستخلصوا وعود واشنطن ولندن حول الدولة الفلسطينية، اجعلوا من عام 2005خطا أحمر، يتم التذكير به هناك في واشنطن وليس في عواصم بلدانكم، ولا تنسوا ولا تملوا من الإشارة لسياسة إسرائيل في المماطلة والتسويف.
تذكروا أن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم، ولديكم ويا للعجب والغرابة، سلاح خطير في وجود ترسانة دمار شامل في إسرائيل، لماذا لا يركز عليها أليست خطرا علينا وعلى المنطقة ألا يمكن المحاججة بذلك، ما فائدة وسائل إعلامكم وسفاراتكم ومندوبيكم وعلاقاتكم المتشعبة، وما دامت الموضة منذ عقد من الزمان هي تنظيف المنطقة من أسلحة الدمار الشامل فلماذا لم تستطيعوا استثمارها، أي فشل هذا !؟.
لا تتركوا العراق للنهب والسلب المنظم، من الباحثين عن تذكارات!، لابد أن يكون لكم دور في العراق لحماية مصالح شعبه أولا وأخيرا، كفروا عن صمتكم على ما جرى لهذا البلد العزيز والشعب المظلوم المنسي، التكفير يأتي في التدخل الآن لصالحه فقط، لا لفرض هذا الاسم أو ذاك، ذاكرة الشعوب أيها السادة لا تنسى، وأرواحها ومقوماتها أمانة في أعناقكم ، اتركوا عنكم كل أصحاب الاستعراضات الإعلامية، استفيدوا من درس العراق، تذكروا أنه لم يكن درسا في الإنشاء والتعبير، بل كان درسا في الحساب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط