الرياض مدينة خضراء

تسيّد اللون الأخضر خريطة للمخطط الهيكلي لمدينة الرياض 1442، جاء اللون الأخضر بدرجات مختلفة، والخريطة هدية من نشرة تطوير التي تصدرها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، لون الحياة هذا أثار شجوني، وتمنيت لو كانت الرياض فعلا بهذا اللون الشجري، وبما يحققه من صحة و نظافة هواء وتخفيف للتلوث والغبار الموسمي، إضافة للعامل النفسي الذي سينعكس على السكان فتتراجع عصبيتهم و يهدئون من سرعة سياراتهم وتقل مصائبهم التي يشاركون في صنعها يوميا.
والرياض المدينة حافلة بالأسماء، اختير للأحياء الحديثة فيها أسماء تفاؤلية غالبا، وإن كانت لا تمثل الواقع، مثلا عندك حي النسيم لا علاقة له سوى بنسيم حراج السيارات وعوادمها، ولدينا حي الورود وهو يحتاج منك إلى بحث وتنقيب عن وردة من أي لون، و في حي الياسمين لا تجد رائحة للياسمين ، ويعتقد من يسمع بحي العقيق أن هناك ثروة منثورة من العقيق وقد يشتري أرضاً ويحفر الخزان بحثا عن حجر كريم، والأسماء أكثر من أن تحصى، ويلاحظ واقعية أسماء الأحياء في جنوب وغرب مدينة الرياض، ورومانسيتها المفرطة في الحلم العقاري شمال و شرق المدينة، الأسماء في الأجزاء الأخيرة تذكرني بتسميات تجار الذهب لتصميمات و نقشات الحلي النسائية، هنا وهناك زبون وتاجر .
ليس في ما سبق دعوة لتغيير التسميات على الإطلاق، فإذا لم يسعد حال الأرض فلا أقل من تسميتها باسم يبعث الأماني في النفس.
والخريطة حفت بالأضرار حتى يخيل للإنسان أن هناك ريفا وارفا حول المدينة، والأرياف في أرضنا تقلصت لعوامل عديدة منها المناخ والمدنية.
هذا اللون الجميل الأخضر يدفعني لتكرار طرح فكرة مفيدة وغير مكلفة، وتدخل ضمن اختصاصات الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والفكرة تتلخص في اختيار أودية ورياض حول المدينة من كل جانب، وتشجيرها من خلال العمل التطوعي، وتضافر جهود الأجهزة المختلفة، ويمكن استثمار طاقات طلبة الجامعات والمتخرجين منهم ممن لم يجد عملا، ويمكن إيجاد رعاة من الشركات الوطنية لمثل هذا المشروع الأخضر، ليكون هناك حزام أخضر حول عاصمتنا، والأشجار المطلوب غرسها هي نفس أشجارنا الصحراوية، لا تلك المستوردة من كاليفورنيا وأستراليا، بل أشجار أرضنا الصحراوية، فهي الأنسب والأقل حاجة للعناية وقدرة على الصمود، وهي الأكثر التصاقا بالأرض وتجانسا مع بيئتها ، ليت الهيئة تدرس هذه الفكرة التي لازلت أعتقد أنها غير مكلفة و فوائدها لا تعد ولا تحصى، أقلها تعريف الشباب بقيم عديدة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.