“بركاتك يا شيخ شارون”!

أصبح شارون يمنح بركاته للحكام والساسة في المنطقة، بعد غارنر يأتي أبو مازن، لا يمكن لأي كان أن يزايد على فلسطينية أبو مازن، ولايستطيع المراقب إلا أن يحسب عليه هندسته “لنكبة” أوسلو، وإصراره على النهج نفسه رغم النتائج المرعبة للاتفاقية الميتة، ويحسب عليه أيضا أنه شخصية سياسية بلا ملامح واضحة، وخطابه في المجلس الفلسطيني لا يبشر بخير، وجاءته الضربة القاضية من البركة التي منحها إياه شارون، فكان أن فتحت له أبواب البيت الأبيض على مصاريعها، في سابقة فريدة من الرئيس جورج بوش تجاه الشخصيات الفلسطينية، لكنه السحر الخاص لشارون، والأمل أن لا يكون فتحاً لأبواب تنازلات جديدة، الخطورة تأتي من أن بركات شارون المغرية ليست سوى عود ثقاب لإشعال حرب أهلية فلسطينية لا سمح الله، هذا الهدف جاهدت لأجله الحكومات الصهيونية من الصقور والحمائم، تحويل السلطة الفلسطينية لشرطة داخلية لصالح دولة الإرهاب، نجحت جزئيا في فترة ما، والحذر من الوقوع في هذا الفخ واجب على القوى المستهدفة.. الإسلامية الفلسطينية.
حائط المبكى تحول إلى قبلة اتجه إليها زعماء وساسة عرب، أحدهم اغتيل و أخر مات ومنهم من ينتظر على أحد الشواطئ قطف ثمار الحج.
الوضع في العراق المحتل مماثل لوضع فلسطين المحتلة، بل إن هناك تطابقا عجيبا، لم ينصت صدام حسين لأصوات العراقيين فجاء التغيير من الخارج، ولم ينصت ياسر عرفات لأصوات الفلسطينيين ففرض عليه التغيير من الخارج، عرفات أكثر مرونة من صدام حسين لكن إلى متى، وفي حين يُستخدم أبو مازن لتطويع الأجنحة الفلسطينية لا يخجل الجنرال غارنر من أن يقول في تصريح إنه لن يكون أسوأ من صدام حسين!!، ويصمت أنصار “تحرير” العراق، من مسوقي الحلم الأمريكي، يصمتون على الجرائم التي ترتكب ضد شعبهم ولا ينظرون إلا إلى حق المظاهرات الذي منحه الأمريكان لأهل العراق، ولا يأتي ذكر للرصاص الذي يواجه المتظاهرين ولا سقوط العشرات قتلى، في العراق وفي فلسطين، في حين يهتز المنتج والمسوق لعملية استشهادية لم يدفع للقيام بها سوى الموقف الأمريكي من إرهاب شارون، وكل من المسوق والمنتج ينتفض على طريقته.
يواجه العراقيون المحتل بالهتافات، ويواجه الفلسطينيون الاحتلال بالحجارة والرد يأتي دائما بالرصاص وقذائف الأباتشي، هذه الجرائم لا تختلف عن جرائم الأنفال و الأنبار اللهم إلا في أن الجاني هو القوي المسيطر حاليا، الصمت نفسه والأسباب نفسها الأشخاص يتغيرون، ولا أحد يطالب بالتحقيق، ولا حتى دولة الحرية والديموقراطية ومكافحة الإرهاب، أصبحت الصورة أكثر وضوحا كانت بالوكالة.. فصارت مباشرة، ولنا في فلسطين والعراق عبرة لمن يعتبر ، ولمن لازال واهما “مهوجسا” ومسوقا للحلم الأمريكي، الذي نرى أمامنا أنه ليس سوى كابوس أحمر لنا.. وحلم جميل لشارون، وفترة حكم ثانية لبوش.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.