العنوان هو رقم لوحة سيارة أعلن عن بيعها في هذه الجريدة الأسبوع الماضي, وضع المعلن هواتفه الجوالة وطعم الإعلان ببعض عبارات الترغيب, لوحة السيارة هي التي للبيع, وليست السيارة وحتى يفهم من انضم متأخرا للتقلبات الاجتماعية, الترجمة لرقم اللوحة هي ببساطة “أحب ثلاث ستات” ولدى الراسخين في علم اللوحات يمكن الاختصار بـ “أحب الستات”!, والستات معروفات, والرقم ستة وحده لا يفي بالغرض, “ستتان أو ستة وستون”, قد تشير إلى شتائم مضاعفة تعرفونها جيدا ! لابد من ثلاث ستات أو أكثر ربما هذا دليل خفي على الطمع!, لا أعرف كم وصل مزاد “حب الستات” هذا ,ليت صاحب المزاد يخبرني مع أمنياتي له بالربح الوفير المبلغ أيضا سيخبرنا ملامح أخرى عن اتساع الفجوة بين ” اهتمامات “! شرائح المجتمع, وأن بقايا الطفرة لازالت موجودة ومتجاوبة تصاعدياً مع المتغيرات!.
صنع الناس من أرقام وأحرف لوحات السيارات حكايات وطبقات وصارت عند البعض دليلاً على التميز والتفرد “أنا عندي وأنت ما عندك”, صيغة طفولية ساذجة, يمكن فهمها في مرحلة المراهقة لكن الأمر لا يقتصر على المراهقين أو حتى الشباب بل إن الكبار يدخلون في اللعبة تفضحهم لوحات سياراتهم!. بعض “المقتدرين” ممن اسمه الأول من ثلاثة أحرف فضل التخفيف على ذاكرة الناس ووضع اسمه على لوحة سيارته .
الأمر لا يخلو من فائدة ,وإن لم يكن دقيقاً, أحرف لوحة السيارة تخبرك عن صاحبها ,طريقة تفكيره وأولوياته في الحياة , هذا يختصر عليك عناء كبيرا.
ليت المرور عندما طرح الأحرف والأرقام حاول توجيهها لصالح القيادة السليمة, كان من الممكن أن يقوم المرور بتخصيص اللوحات حسب طريقة القيادة مثلا لوحة “د ل خ 999” على سيارة المكثر من المخالفات و التفحيط والرقم إشارة إلى النسبة من الألف, ولوحة “ط ف ش” لعشاق الدوران بالسيارات مع ضرورة أن تخصص لوحة ” ع ف ط999″ لسيارات الليموزين, ولكثرة سيارات الليموزين يمكن الاستفادة أيضا من الحرف “س” بدلا من “ط ” ,أما أتوبيسات الطالبات الضخمة التي لا يعترف سائقوها بأحقية المرور يفضل لها لوحة ” د ح ر”, الشاحنات و الوايتات أقرب ما يناسب لها هو “د ع س”, لو استشارني المرور وقتها لقدمت له هذه الفكرة, ولصارت عقاباً اجتماعياً, كان هذا سيخفف من الحوادث والمشاحنات المرورية, ولا أنسى لوحة مهمة كان من الواجب “تجنيبها” حسب طريقة المرور “على جنب يا راعي..” وهي ” ن.ذ.ل” هذه اللوحة “تبرد” قلوب من تورط في كفالة صديق لا يستحق, أعتقد أنهم سيسارعون لشرائها ويرفعون قضايا في المحكمة ويطلبون الحكم بوضع لوحة “نذل” على سيارة المذكور, لأن النقود لن تعود فلا أقل من التحذير.
وأخبرني صديق أنه شاهد لوحات على إسعاف للهلال الأحمر, تحمل الأحرف “ح. ق. د” أثق بالرجل ولا أستطيع التأكيد , لم أر بعيني, السيارات الرسمية ربما تكون ضحية للوحات غير المرغوبة مثل هذه السيارات لا أحد يعتقد أنها له فهي من..جملة “حلال الدولة”! ويمكن لك أن تختار لها من الأحرف ما تشاء؟.
صديق أخر مكث سنوات يقود سيارة قديمة ,حالتها مزرية إلا أن رقم لوحتها مميز, وعندما يتجول بها في الشوارع الرئيسية, التخصصي والتحلية, يتم إيقافه كثيراً لسؤاله: تبيع اللوحة؟ لم يسأله أحد عن بيع السيارة!.
قد يكون وراء بيع لوحة “احب الستات” حالة إفلاس سببها “ستات” لا ندري؟. الواقع أن غالبية الناس لا تنظر في اللوحات, أكثرهم حتى لا يحفظون رقم لوحات سياراتهم, لكن أحدهم بحث كثيرا عن لوحة تحمل الأحرف “ق. م. ر” ليضعها على سيارته وقلت له وقتها إن هذا تزوير يعاقب عليه القانون ولمعرفتي بتردده على شركات التقسيط اقترحت عليه لوحة من نوع “ط .ف. ر”!.
ملاحظة:
الأخوة الذين أرسلوا معلومات عن التوظيف في بعض الشركات ,ولفقدانها آمل إعادة إرسالها ووضع رقم الهاتف, مع الشكر.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط