البشير والإغاثة

رويداً رويداً ينحصر اهتمام الإعلام العربي في جزئية من قضية مذكرة اعتقال الرئيس السوداني، فهل سيتمكّن من السفر إلى الدوحة لحضور القمة العربية أم لا؟ وإذا ما أصرّ هل سيختطف؟ أم أنه سيعمل بالفتوى التي صدرت في السودان ويتراجع.
في الجانب الآخر من الصورة نقاط جوهرية تغيّب وتهمل شيئاً فشيئاً، الأولى تتعلق بفشل جامعة الدول العربية في الإعداد لقضية متينة ضد قيادة الدولة الصهيونية في جرائمها على غزة، على رغم الدعم الأممي الذي أتى على شكل تصريحات ومعلومات داخلية من تل أبيب واعترافات جنود صهاينة. ربما يتبخر كل هذا لأن الجامعة العربية فشلت – حتى الآن – في بلورة قضية لرفعها الى محكمة الجنائية الدولية، والمواطن العربي يستغرب من جهاز مثل جهاز الجامعة على رغم خبراته وطاقمه ولجانه وموازناته، فهل المركزية هي السبب؟
النقطة الأخرى، تصريح الرئيس السوداني الذي وعد بمنظمات إغاثية سودانية تنشأ لتعمل خلال سنة واحدة في المناطق المنكوبة من السودان، لتحل محل المنظمات العالمية الأخرى المتهم بعضها بالعمل لمصلحة جهات خارجية، وهو ما يفتح باب الأسئلة ويطرح علامات التعجب، إذا كان في الإمكان إنشاء مثل تلك المنظمات خلال سنة واحدة فقط فلماذا لم تنشأ – أصلاً – والحاجة قائمة وماسة، أم أن مساس الحاجة لا يأتي إلا عند تهديد النظام؟
هذا يفتح أيضاً ملف منظمات الإغاثة العربية وحقيقة قدراتها وهل تقوم بدورها أم أنها مجرد هياكل ويافطات وعندما ترتفع أصوات الحاجة تتداعى المنظمات الدولية ولكل واحدة منها لون ورؤية ومرجعيات.
***
لم نعلم حتى الآن ما هي قصة السفارة السعودية في كندا والملحقية التعليمية فيها مع الطالب السعودي السجين المتهم من طالبة يابانية، ولماذا هذا الإحجام الواضح عن التدخل وكذا التوضيح لتفاصيل موقفها وهي مسؤولة عنه وعن خدمته… أليس مواطناً حاملاً جواز سفر البلاد التي تمثلها السفارة؟ الغموض في موقف السفارة مع قربها من الصحافة المحلية يثير أسئلة، من المخجل أن تطالب المترجمة سفارة بلادنا هناك بالتدخل وإخراج الطالب بكفالة… إذاً ماذا تفعل السفارات والملحقيات وما هي حقيقة مهماتها؟
***
يستحق المواطن سليمان يوسف العمران، من المدينة المنورة، التكريم والتقدير من وزارة الداخلية، قام سليمان الشهم بإنقاذ فتاة في الخامسة عشرة من عمرها من خاطفها. لاحظ أنها تحاول الفكاك فلم يترك الأمر ويغمض عينيه قائلاً «مالي دخل»، بل طارد الخاطف وتمكّن من إنقاذها وإبلاغ السلطات عن رقم لوحة السيارة ليقبض على الجاني، والشكر أيضاً لشرطة المدينة. الاهتمام بالبلاغات هو عنوان الاهتمام بالأمن والإنسان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على البشير والإغاثة

  1. سيدى
    نشكرك على الاهتمام بامر السودان فى هذه الجزئيه ولكنى ارجو منك ان توضح للراى العام ماهى حقيقه الوضع فى دارفور وماهى طبيعه المجتمع وماهى حقيقه التنميه فى كل انحاء السودان وماعلاقتها بالمركز ( الخرطوم ) فاذا عرفت ذلك سترى لماذا السودان مستهدف
    ثانيا” :- لدى طلب منكم مهم جدا”
    لى زمن طويل افكر فى امر الامه العربيه ووضعها ومن ضمن مافكرت فيه وانا اشرب زجاجه بيبسى لم اجد مشروب عربى او اى منتج يصف بالعالميه لماذا ؟
    HP- TOYOTA- SWATCH-DHL المجال كثير يجب علينا التفكير والعمل فى هذا المجال ارجو منك ان تتنبنى الفكره ولدى الكثير
    مع تحياتى وفى انتظار ابداعاتك من خلال جراءتك غير المعهوده لدى العرب

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي سيناريوالسودان سيناريو مكرر ومحفوظ المهم ان نكون قد تعلمنا من اخطاء الماضي القريب .
    اما السفارة في كندا فهي تنتظر التوجيه وسوف بل انا متأكد انه قد صدر بعد مقالتكم هذه.
    اما اخونا سليمان العمران فذكره وتكريمه في الصحف لايحقق لهذه الصحف اي سبق لان صحفنا مشغولة بالطنطنة لعلان وفلتان الذي ادار ادارته وفق اسلوب ناسا اما تكريم مواطن شريف ونزيه ومحب لبلده هذه امور لاتحقق للصحيفة اي تقدم تأكيدا على التسول الصحفي والتي وصلت الى الشحاذة بالعربي الفصيح والله ان كتابنا
    هم اول من سوف يحاسبون على ماوصلت اليه الامور ولاحول ولاقوة الا بالله واجرك على الله ياسليمان ياشهم يانظيف ياعفيف يابن هذا الوطن الحبيب وشكرا

التعليقات مغلقة.