السادة المتلطمون

لماذا لا تكون مؤامرة أمريكية صليبية!؟، ضع ما شئت من علامات الاستفهام والتعجب، هذه الرؤية يتم تداولها الآن لدى البعض في محاولة منهم لتفسير أو قل.. تبرير التفجيرات الإرهابية الأخيرة!؟.
تبرير آخر…يقول أنه لم يثبت حتى الآن ولم تتحدد هوية المجرمين الذين قتلوا ونسفوا المجمعات، فلماذا يتم اتهام جهة معينة قبل التثبت!؟.
إنهم يشيحون بوجوههم عن الحقيقة، سيتلطمونس ويغمضون أعينهم هربا من مواجهة توهج الانفجارات الساطع!.
لنبدأ بالتبرير الأخير، لقد أعلن تنظيم القاعدة الإرهابي مرارا وتكرارا عن أهدافه، وتحمل مسؤولية أحداث مطابقة في الأساليب والأهداف، وقع بعضها في المملكة وبعض آخر خارجها، واجتهدت قناة الجزيرة “المحبوبة” عند هذا الفكر المتطرف في تسويق تلك البيانات عملا بمبدأ الرأي الآخر، الذي لا يخرج عن كونه تأجيجا وتحريضا مريضا، وساهمت منتديات في الإنترنت باحتضانه أيضا، قاعدة تنظيم القاعدة الإرهابي هذه، تتيح لكل من له عقل أن يستنتج من يقف وراء التفجيرات!، هل يجب ظهور أسامة ابن لادن ليحلف على المصحف أنه وراء ما حصل؟، سيقول المتلطمون فكريا وقتها أنه شريط مزور مدسوس.
أين العقول أم هي القلوب!؟.
إذن هي مؤامرة أمريكية صليبية؟،
حسنا أيها السادة المتلطمون، لنسلم جدلا بمقولتكم، ونسأل سؤالا يقول: من هم أدوات هذه المؤامرة؟، هل هم نفس أدوات المؤامرة التي قادت لتدخل أمريكي في أفغانستان؟، ومن ثم في كل شبر من بلاد الإسلام، إذا كان الجواب بالإيجاب فمن هم الأدوات !؟، هل يكفي أن ترتدي أدوات تنفيذ المؤامرة مسوح الإسلام و تتمظهر بسيماء التقوى، وتستخدم الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ليتم تبرئتها!!؟، لتدفعكم إلى الصمت، ألم تقدم هذه الفئة بأفعالها كل التبريرات للولايات المتحدة لتتدخل في كل شيء، وما هي خطوتها التالية بعد تفجيرات الرياض؟
ما الذي يمنع من أنها تقوم بدور المرشد والدليل لتنفيذ المؤامرة الصليبية؟، عمدا أو جهلا، عميلة لها كانت أم مخترقة، كل هذا يقودنا لموقف واحد وهو ليس رفض هذا الفكر ومن يقف وراءه فقط، بل إعلان هذا الرفض والتحذير من أهل هذا الفكر والتبليغ عنهم ومحاصرتهم، وتجفيف مصادر تغذيته، ألم يقدم صدام حسين كل المبررات لأمريكا لتحتل العراق وتسطو على المنطقة، ما هو الفرق بينه وبين إسامة بن لادن؟، ألم يستميت صدام حسين في أواخر أيامه ويتشبث بالخطاب الإسلامي، هل كان يحتاج فقط لتغيير هيئته لتصدقوه .
أدخل إلى المنتديات في الانترنيت لتجد من أسميهم “مغاتير الإنترنت”، يحتمون بأسماء مستعارة، و لا يخجلون من سطر آيات التمجيد في “بن لادن”، جعلوا منه إماما لهم وفارسا يحلمون بأنه من سيملأ الأرض عدلا بعد جور وظلم، وإذا ما أثيرت تفجيرات الرياض، يلحون في ضرورة التثبت، ويتوقفون عن الكلام أو يوجهون سهام الكلام إلى مواضيع أخرى ليس لها علاقة باللهب الذي اشتعل في أطراف ثيابنا..ثيابهم، أيها السادة المتلطمون، لديكم أمثلة حية مضرجة بالدماء في العراق والجزائر، ألا تكفي هذه لمواجهة الحقيقة وكشف مستغلي الدين طلبا للسلطة، الذين ضربوا بعرض الحائط عصمة الدم والعرض والمال.
شئتم أم أبيتم، بمثل هذا الموقف الصامت والمتردد، الذي تتخذونه الآن، لستم سوى خلايا حاضنة لمثل هذا الفكر، هناك خلايا نائمة، وخلايا متفجرة، وخلايا حاضنة، هذه الأخيرة قد تكون بغفلتها وصمتها، ولنقل بنيتها الحسنة، أو دفاعها المراوغ ليست سوى العمق الإستراتيجي لذلك الفكر الهدام علمت أم لم تعلم .
@@@
تنويه:
وصلني عدد من الردود على مقال “الثلاثاء “أ.ح.ب. 666″، أحدها من أخ كريم لم يذكر اسمه أبدى فيه انزعاجه من بعض ما ورد، قارئ آخر قال أن المقال سيرفع من سعر اللوحة المعروضة للبيع!، وأشير إلى أن المقال حمل أكثر مما يحتمل، فهو محاولة لتحليل ظاهرة اجتماعية معروفة وليست جديدة، وكان الإعلان المنشور في الرياض سببا في طرحه، ومن عادة الكتاب تناول المنشور في الصحف أخبارا كانت أو إعلانات، ولم يقصد فيه على الإطلاق لا المساس بأي شخص كان ولا الترويج لبيع اللوحة، وللجميع تقديري واحترامي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.