«البرطموني»

يمكن أن يضاف إلى ألقاب الرئيس «الأخ» معمر القذافي، صاحب أطول الألقاب والمسميات عالمياً في الحاضر والمستقبل، ملك ملوك أفريقيا. إنه الرئيس «النشبة»، من يستضيفه عليه تحمل ما لا يمكن توقعه، فهو من الذين لا يمكن التنبؤ بما يتفوهون به أو «يتبرطمون»، لذلك لم أفاجأ بمستوى الحرج الذي أصاب الأشقاء في قطر وظهر جلياً في محاولات أميرها الشيخ حمد للملمة المداخلة المشوشة وتداعياتها. العرب قالت الضيف في حكم المضيف، ولا يعرف عن أهل قطر إلا الكرم والحفاوة.
وفخامة العقيد «نشبة» ثقيلة في الحلق ليس للإخوة الكرام أبناء ليبيا العزيزة فقط… الذين يعانون منذ عقود، بل لكل جيرانه، وفي تاريخه مع مصر وتونس وتشاد… وحتى مالطا… وجنيف ما هو مدوّن مشهود، ولأن «النشبة» تضخمت وتعملقت فقد أصابت كل قمة عربية يحضرها، أما القمم الأفريقية فأكثر الدول هناك لا تتكلم العربية لذلك هم في راحة واستراحة.
ويمكن إضافة ألقاب كثيرة إلى ألقاب الأخ العقيد، منها أنه الرئيس الأكثر إحراجاً… أو تحريجاً، فهو مسكون بالكاميرا والأضواء والخيام وسط الفنادق يتنفس من خلالها، وتخاله في غالب الأحيان إذا ما ظهر على الملأ لا يحدّث سوى نفسه… ففي ظن مبدع «الكتاب الأخضر» أن الفلاسفة هكذا يتصرفون.
لكن هذه الصورة الكاريكاتورية المثيرة إعلامياً التي يظهر بها رئيس دولة… تخفي. في الحقيقة دهاء عميقاً في الإمساك بالسلطة، ما يثير الدهشة والتساؤل، فهو من الحكام القلائل الذين استطاعوا الاستئثار بالسلطة والمعارضة في آن واحد، لهذا لا تجف جعبته من إطلاق المبادرات المخلخلة في الداخل الليبي، فهو – عند الحاجة – أكثر المنتقدين لأوضاع ليبيا الداخلية وهو على رأس الحكم فيها مع إنه يقول غير ذلك، ربما يكون منصب ملك ملوك أفريقيا مع مهامه الضخمة ضخامة قارة وقبائل متباينة فيها قد أشغله.
ولا بد أن السعوديين الذي كان لهم الدور الأكبر في تجنيب ليبيا أخطاراً عاتية مع الحصار والعزلة التي عاشتها والنوايا الغربية المعروفة تجاهها في حيرة، فهم اجتهدوا بتلك الوساطة الشهيرة في درء الأطماع الغربية عن ليبيا حرصاً على استقرارها وسلامة أهلها ومواردها، في المقابل لم يحصلوا منذ انحسار الخطر عنها إلا على تعامل من النوع الذي صعق الجميع في قمة الدوحة، والمتوقع بعد المقطع الحي «المتبرطم» الذي شاهده العالم في القمة أن يضيف وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم إلى التوبة الشهيرة التي أعلنها اسم ملك ملوك أفريقيا وشواطئ أوروبا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «البرطموني»

  1. ابو فارس كتب:

    الغريب انه ما عمره ترقى من طلعت الدنيا وهو عقيد

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورغم كل شئ يبقى هذا الرجل ملح هذه القمم .. وتبقى قبل ذلك رصانة مليكنا الغالي وحصافته هي السياج الواقي لملح هذا الرجل الذي تزداد جرعاته في بعض الاحايين مما يتسبب في رفع الضغط … المهم ان الله وفقهم كمان هذه المرة والتأم شمل الجميع وقوتهم بحول الله ستظهر قريبا وبعد الله وتوفيقه ابو متعب السبب الله يجازيه خير .

  3. أريج باشا كتب:

    استاذي الفاضل بارك الله فيك وفي جرأتك فيما تطرحه من قضايا معلقة وشائكة وإن كنت أخشى عليك من هذه الجرأة . أتمنى لك كل التوفيق وجزاك الله خيرا على أهتمامك بقضايا المواطنين بالدرجة الأولى .

التعليقات مغلقة.