أحلام العصافير والخراب

لم تقتل التفجيرات الإرهابية في الرياض أبرياء فقط، ولم تهدم منازل، بل فجرت بعض العقول، تشظت أدمغة وأحلام، وأظهرت للسطح تشرذماً لا يخدم إلا الأعداء، تحول الناس، إلا من رحم ربي، إلى كيل الاتهامات والتهديدات لبعضهم البعض، تركوا أصل البلاء وانشغلوا بصدى التفجيرات في عقولهم، وكأني بأعدائهم وحسادهم يضحكون من أعماق قلوبهم، كأني بالحاقدين عليهم يرقصون طرباً، ولا يتركون سبيلاً لتغذية هذه الفتنة القبيحة، وأصبح فرسان الحلبة هم إما من الواهـــمين بالانتقام من أمريكا أو من الساخطين على أوضـــاع داخلية، وأصبح الطـــرفان وحدة واحدة، يوحدهما الهـــــدف، الـــخراب باســـم النصـــر والعـــزة، يريدون الانتقام من أمريكا ولا يعنـيهم كيـف ســـيتم هذا الانتقام ولو كان على رؤوسنا، وهم جميعاً يصرون بأفعالهم وتحريضهم.. كأنهم يقولون “علي وعلى أعدائي”، وهم في الحقيقة يعملون بمبدأ انتحاري لا يخرج عن “علي وعلى أخوتي”، تغذيهم ثعابين دفعها الحقد والحسد لاستقرار وطمأنينة لم تعرف طعمهما إما لتفريطها أو لأسباب لا علاقة لنا بأصولها، لكنه الحسد والحقد، تريد تلك الثعابين أن تتحول البلاد الإسلامية وعلى رأسها المملكة إلى فلسطين أخرى أو عراق أخر ولا مانع من نموذج الجزائر، فحيح هذه الأفاعي السام يبث من الفضائيات والمنتديات، ويستقبله بالتهليل بعض من قومي، واهمين وساخطين، أعمى دخان الانفجارات أعينهم فلم يعودوا يرون أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، ثم أي مصالح هذه التي يمكن أن يجلبها مثل هؤلاء!؟
أفاع تريد أن تهدم بيوتنا على رؤوسنا باسم محاربة الأمريكي القبيح، والانتقام للكرامة المهدرة، فلتتهدم سقوف بيوتنا على رؤوسنا لتعود الأرض السليبة!، فإذا كان هناك فلسطين وأفغانستان فلماذا لا تكون كل البلاد فلسطين وأفغانستان، يريدون لنا أن نتحول إلى ميدان حرب خاسرة، أفاع سامة كريهة تنام بهدوء في بلاد التحالف التي تلعنها صباح مساء!، فقدت كل قيمة لها ولم تعد تملك سوى نفث السموم، وبعض من قومي ينصتون، وتسأل نفسك أين أحلام الرجال أيها الرجال، لماذا شرذمكم هذا الانفجار، لماذا أخرج كراهية مقيتة من صدوركم لبعضكم البعض وجعل الحاقدين يلعبون بكم ويوجهونكم بلوحات المفاتيح مثل ألعاب الأطفال؟.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.