للنساء “شلل” مثل “شلل” الرجال، الفروقات طفيفة في الشكل عميقة المضمون، ومنذ أن أصيبت نسبة مهمة من النساء السعوديات بـــ”داء” العمل، تورطن و تشبهن بالرجال، وبسبب الدوام استبدلت جلسات الضحى القديمة المصبوغة بحزم الكراث الخضراء بسهرات المساء وتشكيلة واسعة من الحلويات مع شكوى مستمرة من السمنة، ومثل الرجال تماما لبعضهن استراحات وشلل مقاهي ومطاعم، وسفر جماعي، وأصبح للبيت دورا ثانويا، أما الأولاد والبنات فلن نلتفت إليهم مثلما يفعل البعض من أهاليهم بهم .
الزوج السعودي تغير كثيرا، أصبحت زوجته تمشي بجواره، تقدمت بضع خطوات بعد أن كانت تمشي خلفه، هي خطوات في سياق التغير الاجتماعي كبيرة جدا، الزوج خفف الخطوات وهي أسرعت قليلا، ومن المتوقع قريبا أن يصبح خلفها، يمكن رؤية مؤشرات ذلك بسهولة، أيضا قدّم الزوج تنازلات مهمة ، لا يعرف سببها حتى الآن، بعض يقول أنه التحضر وبعض آخر يؤكد أنه راتب الزوجة، مثلا لم يعد يسمع الحلف بالطلاق كثيرا ، وإذا استخدم فإنه ” للأمانة” يكون مخصصا عملا بمفهوم الخصخصة، فتذكر أم فلان بالاسم تمييزا عن غيرها، غالبا ما تكون الزوجة القديمة أو الأقل دخلا!!، أيضا صار الرجل السعودي يطلق مسمي وزارة الداخلية على زوجته، وهذا من خصوصياتنا!، وهو اعتراف منه وإقرار بدورها “السيادي”، في كل الشؤون الداخلية، خصوصا دفتر العائلة والجوازات وأختامها وهذه الأخيرة إدارة كبيرة ومهمة لدى بعضهن ، بعض آخر إدارة المباحث أهم وأكبر، و لا يمكن بالطبع تناسي نقاط التفتيش المتحركة، وشكلا استمر الزوج في حمل حقيبة الخارجية، حفظا لماء الوجه، وأصبح السائق والخادمة جزءا من “المصاغ”، “دقة” جديدة من “الغوايش”، كلما زاد العدد ارتفعت القدرة على التفاخر.
الرجال في استراحتهم يتحدثون في كل شيء إلا في الشؤون “الداخلية” ، من النادر جدا أن يصرح الزوج السعودي بقضاياه الداخلية لأصدقائه، إنهم مشغولون بكرة القدم أو السياسة وإذا تطرفوا انشغلوا بـــ”بنت السبيت” و البلوت، أما “شلل” النساء فهي معين لا ينضب لتبادل الخبرات الهدف الأساسي كسب مساحات أخرى، تتدرب الأصغر منهن على يد الأكبر وتسيطر الشخصية الأقوى على الأضعف وتحقق من خلالها ما عجزت هي عن تحقيقه.
مؤكد أن هذا يقع على جزء من شرائح المجتمع، لا كل الشرائح ، لكن لابد من التركيز على البارز، لدى شريحة من الرجال هناك “تطنيش” كامل للمبدأ العظيم ، الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان، لذلك يصبح “التعليق” شكلاً من أشكال الانتقام وسوء استخدام الحقوق، الذي لا يختلف عن سوء استخدام السلطة ، صورة من صور الظلم، وهو ما يجعل ورقة أبغض الحلال عزيزة المنال على كثيرات اضطررن إليها ، وقد يعتقد بعضهن أن في هذه الورقة الخلاص والحرية إلخ.. في حين تكون نتائجها على العكس تماما.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط